التهريب يرفع أسعار الخضار والفواكه في حمص

camera iconسوق "الهال" في مدينة حمص- 16 من كانون الأول 2014 (سانا)

tag icon ع ع ع

حمص- عروة المنذر

على باب دكان الخضراوات في مدينة تلبيسة شمالي محافظة حمص، وسط سوريا، تتجمع عدد من النسوة لشراء حاجتهن من الخضار، بينما ينقل “أبو مأمون” صناديق الخضار من سيارته الصغيرة إلى دكانه، ويصيح بصوته مخاطبًا النساء على باب الدكان: “لا تقتربن قبل أن أنتهي”.

يرتّب “أبو مأمون” الخمسيني صناديق الخضار والفواكه، وفي كل يوم يضع ورقة على كل صندوق تحدد السعر الجديد للبضاعة، إذ يخرج من جيبه فاتورة ويبدأ بكتابة الأسعار على قصاصات ورقية.

“كل يوم هناك أسعار جديدة للخضار والفواكه” في حمص، وفق ما قاله “أبو مأمون” لعنب بلدي، الذي شبه سوق “الهال” بسوق الأوراق المالية والبورصات، إذ إن سوق الخضار “بلا أي رقيب، والتهريب والتصدير ودرجات الحرارة ووفرة المادة عوامل أساسية تدخل في تسعير كل نوع”.

وترتفع أسعار الخضراوات والفواكه في محافظة حمص لعدم قدرة التموين على ضبط سوق “الهال” بشكل عام من جهة، وتهريبها إلى لبنان الذي يلعب دورًا كبيرًا في ارتفاع أسعار السلع من جهة أخرى.

تهريب الخضار برعاية “حزب الله”

تعتبر محافظة حمص الطريق الرئيس لعبور البضائع عبر الحدود إلى لبنان بشكل غير شرعي، بتنسيق أمني بين شبكات “حزب الله” اللبناني التي تشرف على توزيع البضائع في لبنان، وعناصر في “الفرقة الرابعة” التي تعمل على تأمين عمليات تهريب بضائع الخضار والفواكه في سوريا.

يوجد في محافظة حمص سوق “الهال” الرئيس في مدخل المدينة الذي يغذي المدينة بالخضراوات، وسوق آخر يقع في غربي المدينة بالقرب من قرية “خربة السودة”.

ويسيطر على سوق “الهال” في “خربة السودة” مجموعة من التجار الذين يعملون لمصلحة “حزب الله”، ومكتب أمن “الفرقة الرابعة”، اللذين يشرفان بشكل مباشر على عملية التهريب من سوق “الهال” إلى الحدود اللبنانية، وفق ما قيل على لسان أحد تجار سوق “الهال” في المنطقة لعنب بلدي.

سوق “الهال” داخل “خربة السودة” ليس سوقًا رسميًا، وإنما نشأ خلال سيطرة فصائل المعارضة المسلحة على محافظة حمص، وبعد إعادة العمل لسوق “الهال الرئيس” لم تلغِ المحافظة السوق في “خربة السودة”.

أغلب البضاعة الموجودة في سوق “الهال” داخل “خربة السودة” مخصصة “لتذهب إلى التهريب بحماية من عناصر (الفرقة الرابعة)”، وفق ما قاله التاجر الأربعيني (الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية).

وتخرج من السوق “ما لا يقل عن 15 سيارة محمّلة بجميع أنواع الخضار والفواكه إلى الحدود اللبنانية”، تحت إشراف عناصر من مكتب “الفرقة الرابعة”، وفق التاجر، ويعمل عناصر “حزب الله” على تصريف البضاعة داخل الحدود اللبنانية.

ويقدر التاجر أن ما يقارب “ثلث الإنتاج من مزارع حمص يذهب للتهريب”، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه بشكل عام.

ويقدر سعر البندورة بألف ليرة (30 سنتًا أمريكيًا) للكيلوغرام الواحد، والفاصولياء بـ2000 ليرة (60 سنتًا) للكيلوغرام الواحد، والبصل بـ500 ليرة (15 سنتًا)، والخيار بـ1500 ليرة (46 سنتًا) للكيلوغرام الواحد، وفق ما رصدته عنب بلدي في أسواق “الهال” داخل مدينة حمص.

تدني المعيشة يعزز عمليات التهريب

تفاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان إثر انفجار مرفأ بيروت في 4 من آب 2020، ما انعكس سلبًا على معيشة المواطنين.

أسهم ذلك في ارتفاع الأسعار بشكل متواصل، مقابل انخفاض في كمية السلع المدعومة، والتلويح برفع الدعم عنها، وفقدان المواطن اللبناني قدرته الشرائية، في تلاشٍ للطبقة الوسطى.

وتتكرر عمليات التهريب بين سوريا ولبنان، وتشمل تلك العمليات تهريب مواد غذائية ومحروقات ومواد ممنوعة، وهو ما يعود على مجموعات التهريب بمنافع مالية كبيرة، وتحاول السلطات اللبنانية مكافحتها.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة