الميلاتونين.. ما الذي تعرفه عن دواء علاج الأرق

مستحضر الميلاتونين
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

ميلانوكتينا (Melanoctina)، ميلادورم (Meladorm)، وغيرهما، هي مستحضرات الميلاتونين (Melatonin)، وهي أدوية تحاكي فعالية هرمون الميلاتونين الطبيعي الذي يفرز في المخ والذي يسمى هرمون النوم، وهرمون الميلاتونين هو المسؤول عن تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية للجسم بحيث ينام في الليل بعد أن تغرب الشمس، ويستيقظ في الصباح عندما تشرق الشمس.

يفرز الجسم هرمون الميلاتونين من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ، ويظهر تأثيره أو يضيع بناء على تغييرات الضوء، ففي الضوء الخافت تُفرز مستويات عالية من الميلاتونين من شأنها أن تساعد على النوم، ومع ذلك لا يسبب هذا الهرمون الخلود إلى النوم من تلقاء نفسه، لكن الأمر يعتمد على مدى استجابة الجسم للظلام، وهو ما يساعد على الدخول في إيقاع الشعور بالنعاس في أثناء الليل. وقد يعوق التعرض للضوء في الليل إنتاج الميلاتونين الطبيعي، وتؤكد هذه الحقيقة أهمية النوم بغرفة مظلمة.

تحدث مستويات الذروة في إنتاج الميلاتونين خلال الليل، وبمجرد إنتاجه يتم تحويله إلى مجرى الدم والسائل النخاعي، ثم يتم حمله عن طريق الدورة الدموية من المخ إلى جميع مناطق الجسم، وهناك أنسجة تسمى مستقبِلات الميلاتونين، يمكنها اكتشاف الذروة في إنتاج الهرمون، وهذا من شأنه تنبيه الجسم إلى أن الوقت قد صار ليلًا وأنه قد حان وقت النوم.

ويتم تصنيع الميلاتونين في معامل تصنيع الأدوية على شكل مكملات مشابهة لهرمون الميلاتونين الطبيعي، وتعتبر هذه المكملات مفيدة على نحو خاص للأشخاص الذين لا تستطيع أجسامهم إنتاج ما يكفي من هذا الهرمون بشكل طبيعي، من بينهم على سبيل المثال أولئك الأشخاص الذين ينامون نهارًا لأنهم يعملون نوبات ليلية، وقد تساعد مكملات الميلاتونين أيضًا في تحسين القدرة على النوم وجودته لدى الأشخاص الذين تنتج أجسامهم كمية طبيعية من الميلاتونين، لكن لا تزال لديهم صعوبة في النوم ليلًا لأسباب مختلفة، مثل اضطرابات النوم، أو الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه، أو اضطراب طيف التوحد.

عمومًا، يرى الباحثون أن مكملات الميلاتونين ليست فعالة بشكل كبير في الأطفال المشخصين باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أو اضطراب طيف التوحد، ولكن بعضهم يحصلون على فائدة في النوم بسرعة أكبر.

وتتيح مكملات الميلاتونين للمريض النوم بشكل جيد لمدة 8- 12 ساعة، ولا تضر بدرجة اليقظة في اليوم التالي.

معلومات صيدلانية

يصنع الميلاتونين على شكل أقراص فموية بطيئة الإطلاق بعدة عيارات (1.9- 3- 5- 10 ملغ) ومحلول فموي على شكل نقط (1.95ملغ/ 0.5 مل)، ولا توجد جرعة محددة متفق عليها للميلاتونين، إذ إن مكملات الميلاتونين غير معتمدة من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وقد تختلف الجرعة من شخص لآخر، لأن ثمة عدة عوامل يمكن أن تؤثر في طريقة تفاعل الجسم مع الميلاتونين، من ضمنها عملية الاستقلاب ووزن الجسم وصحته العامة.

وبشكل عام عند استخدام مكملات الميلاتونين كمنوّم، تتراوح الجرعة النموذجية للشخص البالغ ​​بين 0.2 ملغ و5 ملغ لليوم الواحد، أما بالنسبة للصغار فتتراوح جرعة الرضّع بين 0.2 و1 ملغ لليوم الواحد، وتتراوح جرعة الأطفال بين 1 و3 ملغ لليوم الواحد، أما جرعة المراهقين فقد تصل إلى 6 ملغ.

يؤخذ الدواء قبل النوم بـ1– 2 ساعة، ويفضل أخذه بعد الطعام، وعادة ما تبدأ فعاليته بعد 1– 2 ساعة من تناوله وتستمر لمدة تتراوح بين 8 و12 ساعة.

أما في حالات اضطراب فرط النشاط وقلة الانتباه أو اضطرابات طيف التوحد، فتتراوح الجرعة بين 3 و6 ملغ لليوم الواحد.

يُنصَح بالبدء بأقل جرعة، ثم تُزاد تدريجيًا حتى الحصول على التأثير المطلوب، وعادة ما تكون الزيادة بنسبة 0.5 ملغ كل بضعة أيام إذا كان الطفل لا يغفو في غضون ساعة من أخذ الدواء.

ملاحظات

تعد مكملات الميلاتونين آمنة بشكل عام عند الاستخدام القصير المدى (حتى 13 أسبوعًا) حتى عند الأطفال الصغار، وعلى عكس استخدام الكثير من أدوية النوم، فإنه من غير المرجح أن يؤدي استخدام الميلاتونين إلى الإدمان أو التعود (تناقص الاستجابة بعد الاستخدام المتكرر) أو الإصابة بآثار الثمالة.

معظم المرضى يتحملون جيدًا دواء الميلاتونين، إذ إن التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا تشمل: الصداع، والدوار، والغثيان، والنعاس، وألم الظهر، والضعف.

قد تتضمن الآثار الجانبية الأخرى الأقل شيوعًا للميلاتونين: الشعور بالاكتئاب لفترات قصيرة، والرعاش الخفيف، والقلق الخفيف، وتشنجات البطن، والتهيج، وانخفاض اليقظة، والارتباك أو التوهان، وانخفاض ضغط الدم بشكل غير طبيعي.

يفضل عدم استخدام الدواء من قبل الحوامل أو المرضعات لأنه قد يصل إلى الأجنة والرضّع، ولم يحدد مدى سلامته لديهم.

في كثير من الأحيان يكون اضطراب النوم عند الطفل ناجمًا عن وجود مرض ما، فإذا أُعطي الميلاتونين قد يغطي الأعراض الكامنة للمرض ما يؤخر التشخيص والحصول على العلاج اللازم، لذا على الأهل الانتباه إلى هذه النقطة عند بكاء الطفل وعدم قدرته على النوم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة