لبنان.. محطة عبور لأبناء درعا في طريق الهجرة

الحدود اللبنانية- السورية (رويترز)

camera iconالحدود اللبنانية- السورية (رويترز)

tag icon ع ع ع

“محطتي الأولى لبنان ومنه إلى أي بلد يبعدني عن وطني سوريا الذي تحول إلى جحيم”، قال الشاب زاهر (25 عامًا) ابن مدينة طفس جنوبي محافظة درعا لعنب بلدي.

باع زاهر بقرته التي كانت تساعده على تأمين مصروف البيت، كما باع مصاغ زوجته ليدفع للمهرب المبلغ المتفق عليه والبالغ 500 دولار أمريكي بعد الوصول إلى لبنان.

“سوريا غير قابلة للعيش البشري، بدي سافر وأمن شغل بأي مكان بالعالم فيه أمان”، أضاف زاهر (طلب عدم ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية).

نقطة انطلاق

شكلت حوادث الاغتيال في درعا هاجسًا لدى زاهر، ما دفعه للتفكير بالسفر إلى لبنان ومنها إلى دولة يحددها لاحقًا، “كل يوم جريمة اغتيال أو أكثر في درعا، دفعتني هذه الحوادث للتخوف من أن أكون هدفًا للمجهولين يومًا ما، فجهات الاغتيال متعددة وضحاياها مقاتلين سابقين بفصائل المعارضة ومنهم متعاونيين مع أجهزة النظام الأمنية”.

ويجازف عشرات الشباب يوميًا برحلة لا تخلو من مخاطر التوقيف الأمني إلى لبنان كمحطة يكون الانطلاق منها نحو أوروبا أو تركيا أو دول الخليج العربي أو كردستان العراق، هربًا من جحيم الظروف الأمنية التي تشهدها محافظة درعا من اغتيالات وجرائم سطو وتجارة مخدرات وخوفًا من الاعتقال.

إيمان (27 عامًا) تفكر بالذهاب إلى لبنان للحاق بزوجها الذي هاجر إلى أربيل في كردستان العراق، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا.

“أصبحنا في الداخل السوري نعيش على حوالة يبعثها أقرباؤنا في المغترب”، بحسب ما قالت إيمان، التي تعمل معلمة وراتبها لا يشتري لها “مانطو”.

كإيمان، يقصد سوريون لبنان لإمكانية إجراء مقابلاتهم وإتمام معاملاتهم الرسمية للبلدان التي يودون السفر إليها من خلال السفارات الموجودة هناك.

كما يعد لبنان نقطة عبور للسفر برًا أو جوًا إلى البلدان الأخرى لتعذر السفر المباشر من سوريا إلى العديد من البلدان حول العالم.

لبنان غارق في الأزمات

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية وسياسية، تفاقمت عقب انفجار مرفأ بيروت في 4 من آب 2020، وتأخر تشكيل الحكومة اللبنانية المنتظرة برئاسة سعد الحريري منذ نحو ثمانية أشهر، واستمرار أزمة المصارف التي تتمثل بتهريب الأموال من المصارف اللبنانية.

ورجح البنك الدولي أن تكون الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان واحدة من أشد ثلاث أزمات اقتصادية في العالم منذ عام 1850، بحسب تقرير أصدره مطلع حزيران الحالي، تحدث فيه عن هشاش وصراع وعنف، بالنظر إلى تاريخه المحفوف بحرب أهلية طويلة، وصراعات متعددة.

وتنعكس تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان على المواطنين، وعلى نحو مليون لاجئ سوري يقيم هناك وسط دعوات من المسؤولين اللبنانين لإعادتهم إلى سوريا.

ويعيش في لبنان، بحسب السلطات اللبنانية، مليون ونصف مليون لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن نحو مليون سوري مسجلين لديها.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم المحمد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة