“جائحة كورونا” تسهم في زيادة تعاطي المخدرات حول العالم

تفريغ ملايين الحبوب المخدرة من عب متة خارطة في السعودية- 28 من نيسان 2020 (واس)

camera iconتفريغ ملايين الحبوب المخدرة من علب متة "خارطة" في السعودية- 28 من نيسان 2020 (واس)

tag icon ع ع ع

خلص تقرير للأمم المتحدة إلى أن جائحة “كورونا” (كوفيد_19) تسهم في زيادة انتشار المخدرات على مستوى العالم.

وحذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في تقرير له اليوم، الخميس 24 من حزيران، من ارتفاع عدد الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بنسبة 11% بحلول عام 2030 على مستوى العالم.

وبحسب التقرير، الذي ترجمت عنب بلدي أجزاء منه، دفعت جائحة “كورونا” الملايين إلى الفقر والبطالة في جميع أنحاء العالم، كما دفعت المزيد من الناس إلى تعاطي المخدرات في البلدان منخفضة الدخل والأكثر عرضة للخطر.

تعاطى ما يقارب من 275 مليون شخص على مستوى العالم المخدرات في العام الماضي، ليرتفع عن 226 مليونًا في عام 2010، وتعزى هذه الزيادة بنسبة 22% جزئيًا إلى زيادة بنسبة 10% في عدد سكان العالم في العقد الماضي.

وحذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من أن أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم تواجه مهمة صعبة بشكل متزايد، إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي 36 مليون شخص حول العالم عانوا من اضطرابات تعاطي المخدرات في عام 2019، مما يعتبر ارتفاعًا من تقدير سابق كان 27 مليونًا في عام 2010، ويمثل هذا ارتفاعًا من 0.7% من سكان العالم.

بقي توافر التدخلات العلاجية منخفضًا، على الرغم من زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، إذ تلقى واحد فقط من كل ثمانية ممن يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات مساعدة من اختصاصيين في الصحة النفسية في عام 2019.

وحذر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من أن زيادة تعاطي المخدرات “ستشمل استثمارات ضخمة في الصحة وتوسيع برامج الوقاية”.

وقال التقرير إن تعاطي المواد الأفيونية لا يزال يمثل أكبر عبء للمرض يعزى إلى العقاقير، تضاعف عدد المستخدمين في جميع أنحاء العالم تقريبًا خلال العقد الماضي ، وكانت أمريكا الشمالية تحتل المرتبة الأعلى.

توفي حوالي 50 ألف شخص من جرعات زائدة من المواد الأفيونية في الولايات المتحدة في عام 2019، أي أكثر من ضعف رقم عام 2010.

استحوذت أفغانستان على 85% من إجمالي إنتاج الأفيون العالمي لعام 2020.

آثار جائحة “كورونا”

أدت جائحة “كورونا” إلى تفاقم العوامل التي تغذي الحلقة المفرغة من الضعف الاجتماعي والاقتصادي واضطرابات تعاطي المخدرات، إضافة إلى الفقر والصراع ومحدودية التعليم أثناء الجائحة الذي غذى استخدام المخدرات.

في عام 2020، دفع ما بين 119 إلى 124 مليون شخص إلى الفقر المدقع وتضرر 1.6 مليار شخص من إغلاق المدارس.

كما أدت عمليات الإغلاق والنمو الاقتصادي السلبي الناجم عن الجائحة إلى زيادة البطالة العالمية الشاملة.

في دراسة استقصائية للمهنيين الصحيين من 77 دولة، تم الإبلاغ عن ارتفاع في الاستخدام غير الطبي للمهدئات في 64% من البلدان، كما تم الإبلاغ عن زيادة استهلاك القنب في 42% من البلدان أثناء الوباء.

وقال التقرير إنه على الرغم من أن أسواق الأدوية تعطلت مؤقتًا في معظم أنحاء العالم خلال المرحلة الأولى من انتشار الجائحة، إلا أنها تعافت بسرعة.

وبحسب التقرير تسببت الجائحة في إثارة بعض ديناميات الاتجار الموجودة مسبقًا أو تسريعها مثل زيادة أحجام الشحنات وزيادة استخدام الطرق البرية والممرات المائية.

كما كان لتوسع أسواق المخدرات عبر الإنترنت إلى وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التجارة الإلكترونية الشهيرة إشارة إلى أن إمكانية الوصول إلى أسواق المخدرات على الشبكة المظلمة آخذة في الاتساع.

كما يُعتقد الآن أن أسواق الأدوية الرئيسية على الشبكة المظلمة تبلغ قيمتها 315 مليون دولار على الأقل (264 مليون يورو) في المبيعات السنوية.

وأشار مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى أنه على الرغم من أن هذا يمثل جزءًا صغيرًا من إجمالي مبيعات الأدوية، إلا أن الاتجاه صاعد، مع زيادة المبيعات السنوية بأربعة أضعاف في العقد الماضي.

وقال التقرير إن معدلات تعاطي المخدرات المتزايدة أكثر وضوحًا في البلدان  ذات المستويات المنخفضة من الدخل.

بحلول عام 2030، تشير التقديرات إلى أن البلدان منخفضة الدخل ستشهد زيادة بنسبة 43% في تعاطي المخدرات، والبلدان ذات الدخل المتوسط ​​زيادة بنسبة 10%، والبلدان المرتفعة الدخل انخفاضًا بنسبة 1%.

زيادة نقاء الكوكايين في أوروبا

قال التقرير إن نقاء الكوكايين المتاح في أوروبا زاد بنسبة 40% في العقد الماضي، مما يعني أن الكوكايين عالي الجودة أصبح أرخص وبالتالي يسهل الوصول إليه.

وأشار التقرير إلى أن المنظمات التي منشؤها البلقان تشارك بشكل متزايد في الاتجار والإمداد.

وصلت كميات الهيروين المضبوطة في أوروبا إلى مستوى قياسي جديد في عام 2019، حيث تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 2016، وتمثل 27% من الإجمالي العالمي.

شهدت أفغانستان طفرة في إنتاج خشخاش الأفيون خلال جائحة “كورونا”، وأبلغت الدولة عن زيادة بنسبة 37% في مساحة الأراضي المستخدمة للزراعة غير المشروعة للخشخاش خلال عام 2020 مقارنة بالعام السابق. كان هذا ثالث أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في البلاد وشكل 85% من إجمالي إنتاج الأفيون العالمي في عام 2020.

وحث مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة دول العالم على تحسين التعاون الدولي في مكافحة تهريب المخدرات.

وقال التقرير “من الضروري أن تقوم وكالات إنفاذ القانون العاملة في النقاط الحدودية الرئيسية بتبادل المعلومات ونقل المعرفة على المستويين الإقليمي والدولي بشأن مناهج الحظر الفعالة.

سوريا من بين الدول المصدرة للمخدرات

تشير دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في 27 من نيسان الماضي، أن سوريا مركز عالمي لإنتاج “الكبتاغون” المخدّر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات، من أي وقت مضى.

وبلغت قيمة صادرات سوريا من “الكبتاغون” عام 2020، ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار أمريكي، وفقًا للدراسة، التي لفتت أيضًا إلى استفادة النظام السوري من توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الأرض، ما أتاح له ولحلفائه الإقليميين ترسيخ دورهم باعتبارهم مستفيدين رئيسين من تجارة المخدرات في سوريا.

وبعد وضع قوانين مشددة للمخدرات في أوروبا، منذ بداية العقد الأول في القرن الـ21، جرى دفع الإنتاج إلى الدول الهشة، والقريبة بنفس الوقت من أسواق الاستهلاك الأولية لهذه العقاقير، مثل سوريا ولبنان.

واتجه النظام السوري إلى تهريب المخدرات للعالم بشحنات وكميات تحطم بعضها الأرقام القياسية، إثر تردّي الوضع الاقتصادي في سوريا، نتيجة تمويله آلة الحرب العسكرية، والانخفاض المتسارع في قيمة العملة، جراء السياسات الاقتصادية الفاشلة، ولرغبته في البحث عن مصدر تمويل لا ينضب.

واتهم تحقيق استقصائي شخصيات مقربة من عائلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالضلوع في تجارة المخدرات بالتنسيق مع عصابة في ليبيا.

ووفقًا لتحقيق نشره موقع “الجريمة المنظمة والفساد” (OCCRP)، في 16 من حزيران الحالي، فإن تجارة المخدرات ازدهرت في سوريا بالآونة الأخيرة على يد مرتبطين بعائلة الأسد.

وبيّن التحقيق أنه في عام 2018 ضبطت الحكومة اليونانية شحنة من الحشيش ومخدر “الكبتاغون”، تزيد قيمتها على مئة مليون دولار، مشيرًا إلى ضلوع مجرمين ذوي صلة بعائلة الأسد، وعصابة في ليبيا، إلى جانب شركات وهمية مسجلة في العاصمة البريطانية، لندن.

ولفت إلى أنه خلال السنوات القليلة الماضية ضُبطت العديد من شحنات “الكبتاغون” قادمة من ميناء “اللاذقية”، في موانئ ليبيا وإيطاليا ورومانيا واليونان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة