“لا حكم عليه”.. خروج البطل عن النص

camera iconالفنان قصي خولي في مشهد من مسلسل "لا حكم عليه"

tag icon ع ع ع

يندرج مسلسل “لا حكم عليه” في إطار الأعمال المشتركة التي أُعدت للعرض أولًا عبر منصات المشاهدة العربية، التي تشكّل المنبر البديل للعرض خارج السباق الدرامي الرمضاني، بأعمال لا تتقيد بعدد الحلقات مقدار ما تسعى لاختصارها، تماشيًا مع وسيلة العرض.

وحاول المخرج اللبناني فيليب أسمر إنقاذ “لا حكم عليه” من فخ الاستنساخ، أو إعادة تدوير المسلسل التركي “حتى الممات” الذي تتقاطع خطوطه العامة مع المسلسل العربي، فرسم ملامح مستقلة وغير مقلّدة لبطل العمل، وخلع عنه ثوب الأناقة والكياسة، وقرّبه من الواقعي والحقيقي، بصورة تكسر نمطية الوجوه الجميلة والبطولة الخرافية التي تتكل عليها الأعمال المشتركة بنسبة أكبر من الأعمال الأخرى، ما يجعلها أقل واقعية بعين المشاهد منذ اللقطة الأولى وقبل بدء الحوار.

أحداث العمل تدور حول الشاب “نسيم خاطر” الذي يقبع منذ سنوات في السجن، لاتهامه بقتل والدته وزوجها “جمال”، الذي لم يكن “نسيم” يعرفه أصلًا.

وبعد مضي سنوات من حكمه، تخرج من عتمة السجن المحامية “زمن بيطار”، فتعرض على “نسيم” خدماتها لإيمانها ببراءته، بعد جمعها أدلة كثيرة تثبت عدم ضلوعه أو علاقته بالجريمة.

المحامية الشابة هي ابنة صحفي استقصائي قُتل خلال تقصيه عن تجارة الأعضاء البشرية، التي يشرف عليها مستشفى كبير يملكه “جمال” ويشرف عليه ابنه “الدكتور أمين”، وهي أيضًا ضحية لحادثة خطف وسرقة أعضاء تعرضت لها في طفولتها، وعادت منها باستثناء إحدى كليتيها، وآلام لا تطفئها سوى المسكنات في الكلية الثانية اليتيمة.

وبعد خروج الشاب من السجن تبدأ رحلة بحثه عن الحقيقة، هذه الرحلة تأخذه في طريق واحد مع المحامية المنقذة التي تبحث عن قاتل والدها، إذ لم تقتنع أن حادث السيارة الذي أودى بحياته كان طبيعيًا.

تتشابك الأحداث وتتعقد، وإن كانت تبرد في بعض الأماكن ما يفسح المجال للملل، لكنها تعاود الصعود نحو الذروة مجددًا، وسط تداخل في العلاقات التي تربط بين أبطال العمل، فخطيبة “نسيم” السابقة التي منحها الحق في استئناف حياتها دونه، بعدما حُكم عليه بسنوات لا تنتهي من السجن، تزوجت من “أمين”، العدو غير الصريح لحبيبها السابق في العلن، وحبيبها الحقيقي في عاطفتها الدفينة.

وخلال التدفق الدرامي للعمل المكوّن من 15 حلقة، تنفتح أبواب الحب القديم لتصطدم بحب جديد بدأ للتو بين المحامية وموكلها المظلوم، ما يبقي المشاهد في حالة حيرة نحو الاتجاه الذي سيمضي به بطل العمل وضحيته في نفس الوقت، فحب الماضي ليس مأمون الجانب، والمستقبل يحمل معه قلقه الواضح.

كتب حلقات العمل كل من اللبنانية ندين جابر، والسوري بلال شحادات، استمرارًا لشراكة فنية أثبتت نجاحها في مسلسلي “للموت” و”2020″ اللذين عُرضا في رمضان الماضي، وهما أيضًا من إخراج فيليب أسمر الذي يقدّم للمشاهد رؤية بصرية فنية عالية وجذابة تساعد المخرج الشاب في ترسيخ اسمه لأعمال واعدة في المستقبل.

“لا حكم عليه” مسلسل سوري- لبناني مشترك، تولى بطولته كل من قصي خولي، وفاليري أبو شقرا، وعبدو شاهين، وإيلي متري، ورندة كعدي، وأنتجته شركة “الصباح”، وعُرض لأول مرة في 2020، عبر منصة “شاهد” التابعة لشبكة “MBC”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة