ريف حلب الشرقي.. شبان ينضمون إلى ميليشيات إيرانية والأهالي مستاؤون

camera iconمدرعة عسكرية تابعة لمليشيا "حزب الله" اللبناني في شمال شرقي سوريا- 18 من نيسان 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- صابر الحلبي

“كثير من الأهالي تبرؤوا من أبنائهم بعد انضمامهم إلى صفوف الميليشيات التابعة لإيران”، قال نايف العتر لعنب بلدي، وهو أحد سكان قرية الرضوانية في ريف حلب الشرقي، متحدثًا عن مشكلات كثيرة تواجهها العائلات جراء انتساب أبنائها إلى مجموعات عسكرية إيرانية منتشرة في مناطقهم.

العائلات لا تفضل انخراط أفرادها في الأعمال العسكرية وحمل السلاح بشكل عام، وخصوصًا إذا كان ذلك العمل في صف الميليشيات الإيرانية أو عناصر “الفرقة الرابعة”، التي تسعى إلى السيطرة بشكل كلي على الريف الشرقي لمدينة حلب. “العلاقات العائلية هي التي تدفع فاتورة ذلك”، وفق ما قاله نايف.

انخرط عدد من الشبان في التشكيل الجديد الذي أُطلق عليه اسم “الحماية الوطنية”، والذي شُكّل في قرى رسم العبد، والشيخ أحمد، ووضحة، والحايط، بريف حلب الشرقي، وافتُتحت مكاتب لضمّ الشبان الذين صاروا يحاولون الانتساب إلى هذه المجموعات لأسباب عدة.

هروب من الأحكام القضائية

من أبرز أسباب انتساب الشبان إلى تلك المجموعات العسكرية، الهروب من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية.

كما أن الأشخاص المتهمين بقضايا إرهاب أو المطلوبين أمنيًا، كثيرًا ما يرون في الانتساب إلى مجموعة عسكرية تابعة لإيران خلاصًا من الملاحقة الأمنية، وفق ما يراه نايف العتر.

بينما بدأت مكاتب الانضمام في ناحيتي مسكنة ودير حافر بريف حلب الشرقي بقبول عشرات الطلبات المقدمة منذ الإعلان عن تشكيل مجموعات “الحماية الوطنية” في تلك القرى، التي تخضع لسيطرة مجموعات عسكرية تابعة لإيران، أبرزها “حزب الله” اللبناني و”لواء الباقر” و”لواء الإمام الرضا”.

البطالة أيضًا

انضم سعيد إلى مجموعة “الحماية الوطنية” بسبب عدم وجود فرص عمل في القرية التي يعيش فيها، وفق ما قاله لعنب بلدي، وكان ذلك بتقديم صورة عن الهوية وثماني صور شخصية.

ولم يطلَب من سعيد (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية) ورقة “لا حكم عليه” أو أي أوراق من الدوائر الحكومية التابعة للنظام، “على الرغم من أنني متخلّف عن الخدمة العسكرية، ولم ألتحق بالثكنة العسكرية، ولكني وجدت أن الانضمام إلى (الحماية الوطنية) هو واجب”، خصوصًا أن الدوام ضمن قريتي، وبشكل مبدئي سيكون الانضمام لفترة ستة أشهر بعقد مقابل مبلغ محدد.

ويخضع الشباب المنتسبون إلى مجموعة “الحماية الوطنية” لدورة تدريبية مدتها شهر ونصف، ضمن معسكرين أُسسا في كل من ناحية مسكنة وناحية دير حافر.

وإذا كان المنضمون قد عملوا مع مجموعات أخرى أو مع الأفرع الأمنية التابعة للنظام، فلا يكون ذلك عائقًا أمام انضمامهم إلى مجموعة “الحماية الوطنية”، ولكن بشرط أن يكونوا من سكان تلك القرى بريف حلب الشرقي.

فتح التسجيل والانضمام إلى مجموعة “الحماية الوطنية” جعل الشبان العاطلين عن العمل يتوافدون للتسجيل، وبحسب ما هو مدوّن في العقد، فإن “الراتب الشهري هو 150 دولارًا، وهو ما يعادل 465 ألف ليرة شهريًا”، وفق ما قاله سعيد، وهو ما جعل الشبان “يطمعون بالتسجيل والانضمام إلى صفوف (الحماية الوطنية)”.

رفض مجتمعي

لا يتقبل مصطفى جاسم، وهو من سكان قرية رسم العبد، وجود الميليشيات التابعة لإيران في منطقته، ولا يرتاح لانضمام الشبان إلى تلك المجموعات أو الميليشيات المحلية التي تحظى بدعم إيراني متواصل، يشمل حتى تقديم مساعدات مالية، لترغيب المدنيين بالوجود الإيراني في قرى وبلدات ريف حلب الشرقي.

التصرفات التي يقوم بها الشبان المنضمون إلى صفوف الميليشيات الإيرانية في ريف حلب الشرقي، لا تعجب أهل القرى، وهناك حالة من الاستياء والغضب وصلت إلى درجة تهديد بعض الشبان من قبل الأهالي، بحسب ما قاله مصطفى لعنب بلدي.

وعززت إيران وجودها في قرى ومدن شمال شرقي سوريا، بالحضور العسكري والسلوك الدبلوماسي، من خلال إنشاء روابط مع شخصيات تنتمي إلى عشائر عربية، وقد دعت إيران زعماء العشائر السورية إلى زيارة طهران، وأجرت معهم محادثات في عدة مناسبات.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة