بعد غلاء أسعار الأدوية الزراعية..

مزارعو درعا يرشّون الكبريت لتخفيف التكلفة

camera iconرجل يجمع ثمار الرمان في بساتين ريف درعا الغربي بعد نضوجها - 6 تشرين الثاني 2020 (عنب بلدي \ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا- حليم محمد

في الصباح الباكر، يستعمل المزارع أيمن، البالغ من العمر 43 عامًا، آلة “العفارة” لرش محصوله بمادة الكبريت، في مزرعته بريف درعا الغربي، وذلك من أجل حماية الزرع من الأمراض الفطرية.

يلجأ مزارعو مدينة درعا لهذه الطريقة، بدلًا من الأدوية الزراعية التي ارتفعت أسعارها متأثرة بتقلبات سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، بالإضافة إلى غلاء أجرة المرشة، وفق ما قاله المزارع أيمن لعنب بلدي.

وتساعد مادة الكبريت على تأخير وتقليل رش المحصول بالمبيدات الحشرية والفطرية، ما يوفر من التكلفة الإنتاجية.

غلاء أسعار يخلق بدائل

تقدر تكلفة المرشة الواحدة الخاصة بالمبيدات الحشرية وثمن الأدوية الزراعية بـ150 ألف ليرة سورية (حوالي 46 دولارًا)، وفق ما قاله المزارع أيمن (الذي تحفظ على نشر اسمه الكامل لأسباب أمنية)، في حين لا تتجاوز تكلفة رش المحصول بمادة الكبريت 50 ألف ليرة (حوالي 15 دولارًا).

وتبلغ أجرة المرشة 15 ألف ليرة (أربعة دولارات)، وتحتاج عملية حماية المزروعات إلى أربعة عمال بالإضافة إلى المرشة، وأجرة العامل الواحد 2500 ليرة (78 سنتًا).

وقال ياسين، وهو مزارع آخر بمنطقة ريف درعا الغربي، إن الرش المعتاد بالأدوية لمحصول الرمان هو كل 20 يومًا، حسب توصيات المهندس الزراعي، لضمان الوقاية من الإصابة بالأمراض الفطرية والحشرية.

يمتلك المزارع ياسين (30 عامًا) مزرعة للرمان مساحتها عشرة دونمات، واتجه في الفترة الماضية إلى رش محصوله بمادة الكبريت “أملًا بتخفيف عدد رشات الموسم الممتد من شهر نيسان حتى شهر تشرين الأول، وهو موعد قطاف الثمار”.

وبعد استخدام الكبريت صار ياسين يباعد بين “الرشات” بحدود الشهرين بين كل مرة، وفق ما قاله لعنب بلدي.

الكبريت لا يُغني عن الرش الدوائي

تُخلَط مادة الكبريت بمسحوق حشري، لتأمين حماية المحصول من الإصابة بالأمراض الحشرية.

وتحدثت عنب بلدي مع مهندس زراعي في مدينة درعا، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، وأوضح مدى جدوى استخدام مادة الكبريت لحماية المحصول الزراعي من الأمراض الفطرية، وقال إنه على الرغم من أهمية هذه العملية التي تعتبر “مبيدًا وقائيًا”، فإن ذلك “لا يغني عن استخدام برنامج الرش الدوائي، الذي يشرف عليه المهندس المختص”.

ويجب على المزارع مراقبة محصوله بشكل يومي من خطر حدوث أي إصابة فطرية، لأن الكبريت هو أسلوب وقائي بالدرجة الأولى وليس علاجًا.

ومن المتعارف عليه أن المحاصيل الزراعية التي تُرش بمادة الكبريت هي البطيخ، والباذنجان، والبندورة.

وعند رش الكبريت الزراعي أو تعفيره لا بد أن يكون ذلك في وقت مبكر من اليوم أو عند غروب الشمس، لأن إضافته في درجات الحرارة العالية تسبب احتراقًا في محصول الرمان.

ويتميز الكبريت برائحته القوية، وهو شديد التطاير، لذلك يحرص المزارع على أن تكون الرطوبة مرتفعة، كذلك يساعد الندى على التصاق الكبريت بأوراق الرمان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة