بعد أن تسبب بحركة نزوح شرقي دير الزور..

تنظيم “الدولة” يوسع نشاطه غربي المدينة

مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية يرفع راية التنظيم في شوارع مدينة دير الزور - (رويترز)

camera iconمقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية" يرفع راية التنظيم في شوارع مدينة دير الزور- (رويترز)

tag icon ع ع ع

وسّع تنظيم “الدولة الإسلامية” نشاطه العسكري في ريف دير الزور الغربي منذ بداية العام الحالي.

وشهد الريف الغربي عدة عمليات اغتيال لموظفين مدنيين أو عسكريين في صفوف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، آخرهم إلقاء القبض على من وصفه التنظيم بـ”جاسوس” وإعدامه بشكل ميداني، في 11 من تموز الحالي، في قرية الجرذي بريف دير الزور الغربي، بحسب ما أعلنه التنظيم.

وبالتزامن مع الحملة العسكرية التي تشنها قوات النظام على خلايا التنظيم في منطقة البادية الممتدة بين ريفي حمص ودير الزور وصولًا إلى الرقة، لا تزال خلايا التنظيم تضرب عمق المناطق التي خسرها عام 2017 لحساب النظام و”قسد”.

وعلى خلفية عمليات الاغتيال والتصفيات التي تقوم بها خلايا التنظيم في ريف دير الزور الشرقي منذ العام الماضي، سيطرت حالة من الخوف على السكان، وخصوصًا الموظفين ضمن مؤسسات “الإدارة الذاتية”، ودفعهم الخوف إلى النزوح باتجاه ريف دير الزور الغربي، إلا أن نشاط التنظيم بدأ بالتزايد في ريف دير الزور الغربي، ما سبب قلقًا متزايدًا للسكان، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

وكانت مناطق من ريف دير الزور الشرقي شهدت حالة من النزوح باتجاه الريف الغربي جراء تزايد نشاط خلايا تنظيم “الدولة” شرقي المحافظة، حيث يتقاسم النظام والميليشيات الإيرانية مع “قسد”، المدعومة أمريكيًا، السيطرة العسكرية على المحافظة الشرقية، إذ يعتبر نهر “الفرات” الخط الفاصل بين مناطق السيطرة جغرافيًا.

وفي حديث إلى عنب بلدي، بدا محمد علي (30 عامًا) مترددًا عند حديثه عن سبب انتقاله إلى ريف دير الزور الغربي، ولكنه أقر بأن السبب الرئيس هو النشاط الكبير لخلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” في اغتيال عناصر تابعين لـ”قسد”، أو أشخاص عاملين في المؤسسات التابعة لها.

واضطر محمد لنقل سكنه إلى بلدة الكسرة بريف دير الزور الغربي، بعد تعرضه لعدة تهديدات من مجهولين بالقتل في حال “لم يرجع إلى دينه ويتوقف عن التعامل مع المرتدين”، بحسب ما قاله.

وقالت مصادر محلية من سكان ريف دير الزور الغربي لعنب بلدي، إن المنطقة الخاضعة لسيطرة “قسد” كانت تعيش هدوءًا نسبيًا، منذ العام 2019، بالمقارنة مع مناطق الريف الشرقي التي تكاد تكون ساحة لعمليات الاستهداف التي تشهدها المنطقة بشكل يومي.

لكن مع بداية العام الحالي، وسّع تنظيم “الدولة” من رقعة عملياته لتشمل الريف الغربي لدير الزور أيضًا، على خلفية عدة عمليات أمنية أطلقتها “قسد” بدعم من التحالف الدولي اعتُقل خلالها عدد من قادة تنظيم “الدولة” وخلاياه النائمة.

ويعتبر الريف الشمالي الشرقي لريف دير الزور الواقع تحت سيطرة “قسد” من أكثر الأماكن التي شهد نشاطًا للتنظيم في دير الزور، بسبب اتساع مساحات البادية وتضاريسها الوعرة التي تساعد تلك الخلايا على التمركز بها.

بينما تعتبر مساحات البادية في ريف دير الزور الغربي أصغر بكثير من المنطقة الشرقية، ولا تساعد تلك الخلايا على تنفيذ عملياتها بحرّية كما تفعل في الريف الشرقي ومنطقة البادية.

وتحاول خلايا التنظيم تكثيف نشاطها في المناطق الغربية من المحافظة في ظل الحملات الأمنية التي تطلقها “قسد” في الريف الشمالي الشرقي بين الحين والآخر.

التهديدات تلاحق السكان

في حديث إلى عنب بلدي، قال محمد الذي يعمل موظفًا في “مجلس دير الزور المدني”، إنه تلقى تهديدات بالقتل من قبل مجهولين، بعد أن انتقل إلى ريف دير الزور الغربي على خلفية تلقيه النوع ذاته من التهديدات، إذ صار الآن يبحث عن مخرج له خشية أن تتم تصفيته من قبل مطلقي التهديدات.

وقال مصدر من “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) في دير الزور لعنب بلدي، إن ضبط الأمن في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة “قسد” صار من أعقد الملفات التي تواجهها خلال الفترة المقبلة.

وأضاف المصدر، الذي تحفظ على نشر اسمه لأسباب أمنية، أن التنظيم يستفيد كثيرًا من التركيبة العشائرية في المنطقة التي ترى في حكم “الإدارة الذاتية” مشروعًا غريبًا عن المنطقة، إلى جانب وجود أشخاص مرتبطين بالنظام السوري القريب من المنطقة وينفذون مخططاته.

وتشهد المناطق الشرقية نشاطًا جرى تكثيفه منذ بداية العام الحالي لخلايا تابعين لتنظيم “الدولة”.

وكانت “قسد” أعلنت، في شباط الماضي، أن جهاز “مكافحة الإرهاب” التابع لها (H.A.T) قتل من وصفته بوالي تنظيم “الدولة الإسلامية” في دير الزور.

وفي 31 من أيار الماضي، تبنى تنظيم “الدولة” مقتل إمام مسجد في ريف دير الزور الغربي، عبر بيان نشرته وكالة “أعماق” قالت فيه إن مقاتلي التنظيم استهدفوا أحد أعضاء ما يسمى بالمؤسسة الدينية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في قرية الجنينة بطلقات مسدس، ما أدى إلى مقتله.

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري و”قسد” في محافظات المنطقة الشرقية من فلتان أمني مستمر رغم الحملات الأمنية المستمرة التي يعلن عنها الطرفان ضد خلايا تنظيم “الدولة”.

ويدعم التحالف الدولي “قسد” في تلك العمليات، بينما تدعم روسيا قوات النظام عبر مئات الغارات الجوية.


شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة