تركيا تشدّد على “المصالح الأفغانية”.. “طالبان” تدين

camera iconوزير الدفاع التركي حلوصي أكار_ تشرين الثاني 2020 (حرييت)

tag icon ع ع ع

قال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن تركيا تنفذ جميع أنشطتها في أفغانستان “بما يتماشى مع مصالح الأفغان”.

وأضاف أكار ردًا على أسئلة الصحفيين، وفق بيان نشرته وزارة الدفاع التركية اليوم، الثلاثاء 13 من تموز، أن القوات التركية موجودة في أفغانستان منذ 20 عامًا، واقتصر نشاطها على أعمال الصيانة والإصلاح والبناء، دون تولي أي مهام قتالية، موضحًا أن تركيا تشغل مطار “كابل” منذ ست سنوات.

حديث أكار يأتي بعد ساعات من إدانة حركة “طالبان” الأفغانية بقاء القوات التركية في أفغانستان، واعتبارها القرار “غير حكيم، وانتهاكًا للسيادة ووحدة الأراضي، وضد المصالح الوطنية الأفغانية”.

وكانت الحركة أكدت خلال بيان نشرته اليوم، أن بقاء القوات التركية في أفغانستان سيثير مشكلات بين الدولتين التركية والأفغانية.

وحثت “طالبان” المسؤولين الأتراك بشدة على التراجع عن قرارهم لأنه يضر بالبلدين، بحسب البيان الذي اعتبر بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان من قبل أي دولة وتحت أي ذريعة احتلالًا.

وسبق تصريحات “طالبان” بأربعة أيام فقط، إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تولي قوات بلاده تأمين مطار “كابل الدولي”، بعد اتفاق أمريكي- تركي على ترتيبات تولي القوات التركية تأمين المطار بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.

يأتي ذلك بالتزامن مع تقدم قوات “طالبان” وسيطرتها على مناطق جديدة في أفغانستان، إذ أعلن المتحدث باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، اليوم الثلاثاء، سيطرة الحركة على مركز ناحية برشمان في محافظة فراه، وعلى مركز منطقة بارشمان، بما في ذلك مقر الشرطة والمراكز المحيطة في محافظة فرح.

وأعلن مجاهد عبر “تويتر” سقوط منطقة موسى خوست بيد قوات “طالبان”، و”تطهير” مركز القضاء وملاحقه مما وصفه بـ”تراب العدو”، في إشارة إلى حكومة كابل.

وفي السياق نفسه، أجرى المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، اليوم، مفاوضات في العاصمة القطرية، الدوحة، مع وزير الخارجية القطري، ووفد الحكومة الأفغانية، لمناقشة عملية السلام، والعقبات التي تعترضها، مع التأكيد على ضرورة حل المشكلات بأسرع وقت.

اتفاق الدوحة

وقّعت الولايات المتحدة مع “طالبان”، في 29 من شباط 2020، اتفاق سلام ينهي حربًا عمرها 20 عامًا بين الجانبين.

ونصّ الاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرًا، وتخفيض عدد القوات الأمريكية إلى ثمانية آلاف و600 شخص خلال 135 يومًا من تاريخ الاتفاق.

ووفقًا للاتفاق، تقرر سحب القوات الأمريكية وحلفائها والتحالف جميع قواتهم من خمس قواعد عسكرية في غضون 135 يومًا، بالإضافة إلى رفع العقوبات الأمريكية عن أفراد “طالبان” في آب من العام نفسه، وإطلاق سراح آلاف السجناء المحتجزين لدى “طالبان” والقوات الحكومية.

وبموجب الاتفاق، حصلت واشنطن على ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي فرد أو جماعة ضد أمن الولايات المتحدة، وتعهدت “طالبان” بالانخراط في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية في آذار من العام نفسه، لكن تلك المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج.

من هي “طالبان”؟

“طالبان” هي من أبرز الحركات “الجهادية” في العالم، بعد تحالفها مع تنظيم “القاعدة” بقيادة أسامة بن لادن.

وهي حركة إسلامية سنّية سياسية يصفها معارضوها بـ”المتطرفة”، وتسمّي نفسها “إمارة أفغانستان الإسلامية”، ولا تعترف بها الولايات المتحدة كدولة.

أسس الحركة، عام 1994، الملا عمر، واسمه الكامل عبد المجيد محمد عمر، من مواليد 1959، في إحدى قرى قندهار.

شارك الملا عمر في قتال الاتحاد السوفييتي عندما كان عمره 19 عامًا، وساعد على تجنيد الشباب، لتتبلور “الدعوة” وتشكّل حركة “طالبان” (الطلاب بالأفغانية) فيما بعد.

حكمت “طالبان” أجزاء كبيرة من أفغانستان، وسيطرت على العاصمة كابل عام 1996، لكن نفوذها انحسر وخسرت كثيرًا من مناطق سيطرتها بعد اجتياح البلاد.

ودخلت الولايات المتحدة أفغانستان في تشرين الأول 2001، للإطاحة بحكم “طالبان”، متهمة إياها بإيواء أسامة بن لادن، وشخصيات أخرى من تنظيم “القاعدة” مرتبطة بهجمات “11 أيلول” في الولايات المتحدة.

وفي حزيران 2015، كشفت مصادر أفغانية لوكالة “الأناضول” عن مقتل مؤسس حركة “طالبان”، الملا محمد عمر، دون معلومات إضافية عن تاريخ وكيفية مقتله.

وعقدت الحكومة الأفغانية مؤتمرًا صحفيًا قالت فيه، إنها تحقق في تقارير حول وفاة زعيم “طالبان”، في حين نقلت وكالة “رويترز” عن أحد الدبلوماسيين الذين لم تسمّهم أن الملا عمر توفي قبل عامين.

وخلال العامين الماضيين، طرأت تغيرات على سياسة الحركة، فتبنّت لغة الحوار، وافتتحت مكتبًا سياسيًا في العاصمة القطرية الدوحة، منذ عام 2013.

وتعتبر الحرب الأمريكية في أفغانستان أطول حرب خارجية تقودها واشنطن.

مطار “كابل”

أُنشئ مطار “كابل” الذي يحمل أيضًا اسم مطار “حامد كرزاي” في عهد الاحتلال السوفييتي لأفغانستان في ستينيات القرن الماضي، ويبعد خمسة كيلومترات عن وسط العاصمة كابل، ويتسع لمئة طائرة.

وسيطرت “طالبان” على المطار مع سيطرتها على البلاد بين عامي 1996 و2001.

وأعلنت أنقرة، في حزيران الماضي، التوصل إلى اتفاق مع واشنطن لبقاء القوات التركية في المطار، لأغراض غير قتالية، بعد الانسحاب الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة