"تحتاج أم محمد 75 دولارًا مصروف نقل لأطفالها رغم أن راتب زوجها لا يتجاوز 220"

عوائق مادية تمنع طلاب أنطاكيا السوريين من متابعة دراستهم

tag icon ع ع ع

حسام الجبلاوي – أنطاكيا

بعد أربع سنوات من انطلاق العملية التعليمية، وافتتاح مدارس سورية في مدينة أنطاكيا التركية، تجاوز عددها العشرين، لا يزال عدد كبير من الطلاب خارج الدراسة لأسباب مادية، تمثلت مؤخرًا بفرض رسوم تسجيل إضافية، يعجز بعض الأهالي عن سدادها.

وتتراوح الأقساط المفروضة للتسجيل بين 75 إلى 200 ليرة تركية للطالب الواحد في المدارس العامة، ويرتفع هذا المبلغ في المدارس الخاصة النموذجية. يضاف إلى ذلك أجور النقل التي تحدد لكل طالب، وتبلغ وسطيًا 40 ليرة تركية شهريًا داخل مدينة أنطاكيا، ومبلغ يصل لـ 100 ليرة شهريًا في ريفها، وهو ما حال دون تسجيل بعض الأهالي لأبنائهم.

أم محمد، والدة لأربعة أبناء لم يدخلوا المدارس منذ ثلاث سنوات، تحدثت لعنب بلدي عن «التكاليف المادية الباهظة» التي منعتها من تسجيل أبنائها سابقًا، فهي تحتاج لـ 160 ليرة شهريًا (75 دولارًا) لأجور النقل عدا رسوم التسجيل، وهو مبلغ لا يوازي الدخل الشهري لزوجها العامل، الذي لا يتعدى مرتبه 600 ليرة تركية (220 دولارًا تقريبًا).

حال الأم واحدة من عشرات الحالات المنتشرة في المدينة المكتظة باللاجئين السوريين، حيث تحولت هذه المدارس وفق أم محمد إلى «مدارس خاصة لا يمكن لذوي الدخل المحدود دخولها».

وتعلّل بعض المدارس فرض هذه الرسوم بالمشاكل المادية وغياب الجهات الداعمة عن تأمين حاجات أساسية لها، مثل أجور البناء والمقاعد ورواتب الموظفين.

وفي هذا السياق، يقول الأستاذ قصي خطاب، المدرس في مجمع رجب طيب أردوغان للطلاب السوريين، إن عددًا كبيرًا من الطلاب المنقطعين عن الدراسة استقبلوا هذا العام. ووفق خطاب فإنّ هذه الفئة «تحتاج لجهود كبيرة لإعادة تأهيلها، خاصة مع عدم توافق أعمار الأطفال مع الصفوف التي يوضعون بها»، مستدلًا على ذلك بمثالٍ عن طالبٍ سجل في الصف الأول وهو ابن 14 عامًا، ما يسبب مشاكل نفسية لأمثاله.

ويعتبر مجمع رجب طيب أردوغان للطلاب السوريين، والذي تشرف عليه الهيئة السورية للتربية والتعليم، واحدًا من أكبر التجمعات، ويضم قرابة 2300 طالب ضمن بناءين في منطقة نارلجا ذات الكثافة السكانية الكبيرة للسوريين.

وبحسب الأستاذ سالم جاموس، المشرف الإداري للمجمع، فإنّ عدد الطلاب في مدرسته تخطى قدرتها الاستيعابية، فيما لا يزال عدد كبير من الأهالي يقصدون المدرسة للتسجيل قادمين من مدينة أنطاكيا، خاصة مع عدم فرض أي رسوم للتسجيل فيها.

ويعزو جاموس الأمر إلى «عجز الأهالي عن دفع الرسوم التي تطلبها منهم بعض المدارس في أنطاكيا، أو رفضها استقبال أعداد اضافية من الطلبة»، معربًا عن أسفه للواقع الذي حرم الكثير من المتعلمين الالتحاق بالمدارس هذا العام أيضًا.

ويؤكد سالم لعنب بلدي أنّ الحل يكمن في «تنظيم المدارس، وتوزيع الطلاب بينها بشكل عادل، وافتتاح مدارس إضافية بشكل مجاني وتوفير جهة داعمة تؤمن نقل الطلاب بأجور رمزية، بالإضافة إلى مراعاة وجود عدد كبير من الطلاب في أسرة واحدة وتخفيض الأجور لهم، والنظر في البيئة التي تتواجد فيها هذه المدارس وحالة أبنائها المادية».

وتعتبر فئة السوريين القاطنين في مدينة أنطاكيا وريفها من أكثر الفئات فقرًا وتهميشًا، حيث تغيب فيها الأجور المرتفعة ويضطر معظمهم للعمل لساعات طويلة بأجور قليلة، ويقدّر عدد السوريين في المدينة الواقعة جنوب تركيا، بحسب أرقام حكومية، حوالي 100 ألف نازح.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة