تسجيل صوتي لـ”الشيشاني” يتحدث عن مداهمة “تحرير الشام” لمقراته

camera iconقائد فصيل "جنود الشام" مسلم أبو وليد الشيشاني (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تحدث قائد فصيل “جنود الشام”، “مسلم أبو وليد الشيشاني”، في تسجيل صوتي عن مداهمة “هيئة تحرير الشام” مقرات عسكرية في جبل التركمان بحثًا عنه، بعد أن منحته “الهيئة” أسبوعًا لمغادرة المناطق التي تسيطر عليها.

وتداول ناشطون اليوم، الجمعة 16 من تموز، تسجيلًا صوتيًا قالوا إنه لقائد فصيل “جنود الشام”، تحدث خلاله عن مهلة منحتها “تحرير الشام” لفصيله لمغادرة الأراضي السورية، إذ اعتبرها غير كافية لتحضير نفسه وفصيله للمغادرة.

وقال “الشيشاني”، إن جميع المقاتلين الشيشانيين يعتزمون مغادرة الأراضي السورية برفقة قائدهم، إلا أن المهلة التي منحتها “تحرير الشام” للفصيل ليست كافية لمغادرة هذا العدد من المقاتلين.

ولم تعلّق “تحرير الشام” رسميًا حتى اللحظة على هذه الادعاءات من القيادي.

وأشار إلى أن “تحرير الشام” تعقد الاتفاقيات ثم تتصرف بطريقة “معاكسة” لها، إذ سبق أن منحته “الهيئة” شهرًا ونصف شهر لمغادرة مناطق سيطرتها، إلا أنها بدأت بمداهمة مقاره بحثًا عنه بعد 20 يومًا من سريان الاتفاق دون إخطاره بذلك أو طلب مقابلته.

وظهر في التسجيل حديث “الشيشاني” عن عدم نيّته تحويل الأزمة إلى صدام عسكري مع “الهيئة”، لكن الفصيل المكوّن بأغلبيته من مقاتلين أجانب يعتزم مغادرة الأراضي السورية، وهذا الأمر لا يمكن إنجازه خلال مدة زمنية قصيرة، بحسب التسجيل.

ويُعرَف عن قائد فصيل “جنود الشام”، مراد مارغوشفيلي الملقب بـ”مسلم أبو وليد الشيشاني” أنه شيشاني الأصل وينحدر من القبائل الشيشانية التي تعيش في جورجيا.

وهو مصنف من قبل وزارة الخارجية الأمريكية على أنه قائد جماعة إرهابية مسلحة في سوريا منذ أيلول 2014، إذ اتهمته الوزارة ببناء قاعدة للمقاتلين الأجانب في سوريا، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.

وشُكّل التنظيم في سوريا عام 2013، على أيدي مقاتلين أجانب غالبيتهم شيشانيون، في الشمال السوري، ومع قدوم “أبو مسلم الشيشاني” إلى سوريا في تلك الفترة، تزعم التنظيم بسبب خبرته العسكرية التي اكتسبها خلال الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية ما جعله مؤهلًا لقيادة الفصيل، إلا أنه انتقل إلى صفوف “تنظيم الدولة”، وقُتل في صفوفه.

تولى بعدها “مسلم أبو وليد الشيشاني” قيادة الفصيل، إذ أهّلته خبرته العسكرية التي اكتسبها في الحربين الشيشانيتين الأولى والثانية ضد الجيش الروسي لقيادة الفصيل الذي يتخذ من ريف اللاذقية مكان تمركز له.

ورغم أن فصيل “جنود الشام” كان مبايعًا لتنظيم “القاعدة”، فإنه صار يعتبر فصيلًا مقاتلًا مستقلًا بعد انسلاخ “تحرير الشام” (النصرة سابقًا) عن التنظيم، وارتفاع وتيرة الخلافات الداخلية بين الفصائل الإسلامية في سوريا.

وشارك “جنود الشام” في العديد من المعارك التي كانت ذات آثار كبيرة على الخريطة العسكرية في سوريا، إذ كان لهذا الفصيل دور كبير في سيطرة قوات المعارضة على مدينة كسب الواقعة على الساحل السوري والمحاذية للحدود التركية.

كما شارك مقاتلوه في معارك “سجن حلب المركزي”، التي توقفت بسبب مقتل قائد العملية آنذاك “أبو تراب الشيشاني”، وهو قيادي في تنظيم “جنود الشام”.

ويصنَّف التنظيم ضمن ما يعرف بـ”إمارة القوقاز الإسلاميّة”، وهي مجموعات مستقلة تنظيميًا وتنسق عسكريًا مع بقية المجموعات العسكرية وفصائل المعارضة السورية في جبهات القتال.

ما المشكلة بين “تحرير الشام” و”جنود الشام”

في 27 من حزيران الماضي، قال الصحفي الأمريكي بلال عبد الكريم، إن “تحرير الشام” عرضت على “مسلم الشيشاني”، وهو قائد فصيل “جنود الشام”، الانضمام إلى صفوفها أو مغادرة مناطق سيطرتها خلال مدة زمنية لم يعلن عنها خلال الفيديو الذي نشره عبر قناة “OGN TV” في “يوتيوب”، مشيرًا إلى أن “الشيشاني” رفض عرض “الهيئة”.

بينما ردت “تحرير الشام” على ما نشره الصحفي الأمريكي حول إخراج فصيل “جنود الشام” من إدلب أو الانضمام إليها، مشيرة إلى وجود أشخاص ارتكبوا تجاوزات أمنية وقضائية وهم منتسبون إلى الفصيل.

وقال مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، في بيان وصلت إلى عنب بلدي نسخة منه، في حزيران الماضي، إن الأجهزة الأمنية التابعة لـ”الهيئة”، نجحت في ضبط الأمن ومحاربة كل أنواع الجريمة على اختلافها، وأمام هذا التحدي لجأ بعض الجناة والمطلوبين إلى التستر والتخفي تحت أسماء مجاميع صغيرة للتغطية على جرائمهم، بحسب البيان.

وأشار تقي الدين في البيان إلى أنه طُلب من قادات هذه المجموعات التعاون لضبط المتجاوزين ومحاسبتهم أصولًا، “إلا أن الأمر لم يواجَه بمسؤولية، ونُشرت إثره إشاعة مفادها إخراج المجموعة من إدلب”، لافتًا إلى أن جبهات القتال مفتوحة للجميع، بحسب تعبيره.

ونفى بعدها “مسلم الشيشاني” ما جاء في البيان على لسان مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، عن أن مقاتلين من كتيبة “جنود الشام” ضالعون في قضايا جنائية.

وتطرّق بيان للكتيبة إلى محادثة جرت بين “الشيشاني” ومسؤول جهاز الأمن العام لـ”تحرير الشام” على خلفية استدعاء القيادي، إذ قال مسؤول الأمن، إن السلطة الحقيقية في الشمال السوري هي بيد “تحرير الشام” التي بدورها لن تسمح بإقامة قوة عسكرية في الشمال السوري دون أن تكون منضوية تحت صفوفها، مضيفًا أن “الهيئة” طلبت صراحة تفكيك الجماعة ومغادرة إدلب.

واعترض “الشيشاني” على أن خطاب “تحرير الشام” كان موجهًا فقط لكتيبة “جنود الشام” دون غيرها من الفصائل الأجنبية الموجودة في المنطقة، مبديًا استغرابه من الخطوة.

وشهدت محافظة إدلب العديد من الخلافات بين “الهيئة” وفصائل أخرى، بدأت عام 2014 بخلاف بين “تحرير الشام” (جبهة النصرة آنذاك)، و”جبهة ثوار سوريا” وبعض فصائل “الجيش الحر”.

وأدت هذه الخلافات الداخلية إلى حل العديد من التشكيلات المنضوية تحت لواء “الجيش السوري الحر”، إذ اعتقلت “الهيئة” أعدادًا كثيرة من مقاتلي هذه الفصائل وصادرت أسلحتهم، لتتفرّد بحكم المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، في إدلب وريفها ومناطق أخرى من أرياف حلب وحماة واللاذقية.

ويأتي الخلاف بين الجانبين في حين تريد روسيا وتركيا تحييد الجماعات التي تصنفانها بأنها “إرهابية” في المنطقة، وتأمين اتفاق “موسكو” الذي أُقر منذ 5 من آذار 2020، وينص على وقف إطلاق النار، وتشكيل حزام آمن على جانبي الطريق الدولي حلب- اللاذقية (M4).




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة