هولندا.. السجن 20 عامًا للاجئ سوري أعدم ضابطًا في الجيش

رسم تعبيري لمحاكمة المتهم أحمد الخضر في هولندا (ANP)

camera iconرسم تعبيري لمحاكمة المتهم أحمد الخضر في هولندا (ANP)

tag icon ع ع ع

قضت محكمة هولندية بالحكم على لاجئ سوري بالسجن لمدة 20 عامًا لارتكابه جريمة حرب في سوريا، في سابقة هي الأولى من نوعها.

وجاء الحكم الصادر اليوم، الجمعة 16 من تموز، على خلفية تصوير اللاجئ السوري أحمد الخضر مقطعًا مصوّرًا يظهر فيه وهو يقوم بجريمة إعدام مصوّرة على “يوتيوب” عام 2012، حين أعدم أسيرًا برتبة مقدم من القوات الجوية التابعة للنظام السوري، بعد اقتياده إلى نهر “الفرات” وإعدامه رميًا بالرصاص، بحسب ما نقلته وكالة “Trouw” الهولندية.

وكتب أحمد على الفيديو المنشور على “يوتيوب” بعد الإعدام، “هذا مصير كل خائن، كل قاتل، كل مجرم يقتل مدنيين أبرياء، ويقصف منازل المدنيين”.

وطبقًا للمحكمة، أطلقت مجموعة من المسلحين النار على الضابط بـ26 رصاصة، وليس من المؤكد إذا كان المتهم هو المسؤول الوحيد عن قتل الأسير، لكنه أخذ زمام المبادرة.

كما كان أول من أطلق النار “انتقامًا” على الجرائم التي ارتكبها جيش النظام السوري، “لكن هذه الجرائم ليست رخصة لإعدام خصم أسير. هذا مجرد قتل”، بحسب بيان المحكمة.

ولم تحكم المحكمة على أحمد بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، وبحسب النيابة العامة، فإن مجموعته المقاتلة كانت جزءًا من “جبهة النصرة”، لكن المحكمة وجدت أنه من المرجح أن تكون المجموعة المقاتلة قد قاتلت بعد ذلك باسم “الجيش السوري الحر”.

هرب أحمد الخضر إلى هولندا عبر تركيا في عام 2014، وحصل على تصريح إقامة مؤقتة فيها، انتهى به المطاف في مدينة كابيل في زيلاند، وتمكن من إحضار زوجته وأطفاله عبر لمّ الشمل، وانخرط في نادٍ محلي لكرة القدم.

وفي عام 2016، ظهر في الصورة في تحقيق جنائي ألماني مع لاجئ سوري آخر.

بالإضافة إلى الفيديو على موقع “يوتيوب” لإعدام الضابط، يوجد أيضًا تسجيل مصوّر آخر يظهر بوضوح أن أحمد الخضر هو المسؤول عن العملية.

وذكرت النيابة العامة في أثناء معالجة القضية أن هذا الفيديو كان على جهاز “USB” لشخص موقوف في ألمانيا، ومن الواضح أنه لم يكن للنشر.

وكان الخضر نفسه في الجيش السوري لمدة 20 عامًا، ولكنه ترك الخدمة في بداية الاحتجاجات بسبب فظائع النظام السوري.

وقال الخضر في أثناء الجلسة، “اغتصب جنود النظام السوري النساء وأطلقوا النار على الرجال ونهبوا المنازل”.

وكانت الكتيبة التي انضم إليها لاحقًا مكوّنة من جنود فارين آخرين.

وأضاف الخضر، “لم أكن القائد. كنا سواسية”، وأن الكتيبة لم تكن أيضًا جزءًا من “جبهة النصرة” (الجهادية)، بل من “الجيش السوري الحر” (العلماني).

وحول إعدام أسير الحرب، قال في وقت سابق إنه لم يفعل ذلك، بل أراد فقط أن يحاول مبادلة العقيد بشقيقيه اللذين كانا في سجون النظام السوري. ولم يرد ذلك في الفيديو.

وبرر أن الأسير كان متهمًا بالانتماء إلى فرقة “تقوم بغارات جوية على أطفال أبرياء”.

وقال الخضر إنه “أخطأ التسديد عمدًا”، لكن وفقًا للمحكمة، كان الخضر حاضرًا في الإعدام وأول من قام بإطلاق النار، وبذلك أعطى إشارة الإعدام.

وبموجب “القانون الهولندي”، من الممكن النظر في قضايا الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على أرض أجنبية، بموجب ولاية قضائية عالمية إذا ما كان المشتبه به مقيمًا في هولندا.

وكانت “جبهة النصرة” جزءًا من تنظيم “القاعدة” حتى عام 2016، لتعلن بعدها فك الارتباط بالتنظيم وتغيير مسماها إلى “جبهة فتح الشام”، التي اندمجت لاحقًا مع فصائل أخرى تحت مسمى “هيئة تحرير الشام”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة