اليونان ترفض تقديم ممثلها إلى سوريا أوراق اعتماده للأسد

camera iconوزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس. (getty)

tag icon ع ع ع

أرسلت اليونان دبلوماسيًا إلى دمشق في محاولة من أثينا لـ”تطبيع” العلاقات مع سوريا، إلّا أنه رفض تقديم أوراق اعتماده إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

جاءت هذه المعلومات خلال مقابلة أجراها وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، مع صحيفة “الشرق الأوسط“، ونشرت اليوم السبت 17 من تموز، وقال فيها الوزير أن بلاده لا تريد أن تصبح سوريا “دولة فاشلة”.

وقال ديندياس، “ليس نحن من يستطيع أن ينسى أو يغفر خطايا نظام الأسد، إن ما نفعله، هو أننا ندرك أن هناك وضعًا قائمًا على الأرض، وأن القائم بالأعمال اليوناني يجب أن يكون هناك من أجل المساعدة في تطبيع الأوضاع على أرض الواقع، ومساعدة المواطنين اليونانيين، ومساعدة المواطنين الأوروبيين”.

وأردف الوزير، “لكننا لا نقدم أوراق اعتماد القائم بالأعمال لدى نظام الأسد، وعلينا أن نتشاور مع أصدقائنا وشركائنا الأوروبيين، وسيتخذ مجلس الاتحاد الأوروبي قرارًا بشأن كيفية التعامل مع نظام الأسد، إذ ليس علينا أن نقرر الأمر بمفردنا”.

ونفى الوزير خلال المقابلة قرار إعادة فتح السفارة اليونانية في دمشق، وأوضح أن بلاده لديها قائم بالأعمال في دمشق، وليس سفيرًا، “وهو شخصية رفيعة المستوى، وذات خبرة كبيرة، لأن الوضع على الأرض يحتاج إلى تلك الخبرة، لكنه ليس بمستوى السفير لدى نظام الأسد”، حسب تعبيره.

ووفق ديندياس، فإن الممثل الدبلوماسي إلى سوريا موجود الآن في العاصمة بيروت، ويحاول الوقوف على كيفية عمل السفارة.

وأشار إلى أن “أثينا لا تزال ملتزمة قرار الاتحاد الأوروبي بوجوب رؤية خطوات ملموسة من نظام الأسد لتوفير الأموال لإعمار سوريا”، مؤكدًا أن بلاده “لا تقبل بنتائج الانتخابات الرئاسية”، وأن الاتحاد الأوروبي يريد “تحول إلى الديمقراطية، والاحترام الكامل لحقوق الإنسان، والمساءلة عن جرائم الحرب”.

وحول مسار عمل اللجنة الدستورية، وصفها ديندياس أنها “منبر عظيم يمكن أن يقدم فيه الأسد نوعًا من الخطوات، إذا أراد. لكنني لست متأكدًا من أننا سنشهد حدوث ذلك”.

وخلال شهر أيار الماضي، وفي الوقت الذي أجرى فيه النظام السوري الانتخابات الرئاسية، اتجهت اليونان لتحقيق تقارب دبلوماسي مع النظام الذي يتشارك معها في ملفات سياسية واقتصادية عدة، في سبيل توحيد بعض الرؤى حيال ملفات تحتاج فيها أثينا إلى تعزيز حلفائها.

وبالمقابل، يسعى النظام إلى إقامة علاقات دبلوماسية تضفي على حكمه الشرعية في ظل غياب أي تمثيل دبلوماسي أمريكي أو أوروبي في دمشق، وعدم اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بالانتخابات الرئاسية.

وخلال الانتخابات، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا تظهر رفع العلم اليوناني فوق السفارة اليونانية في دمشق.

رفع العلم اليوناني فوق السفارة اليونانية في دمشق_ 31 من أيار (متداول)

وفي 7 من أيار الماضي، عيّنت اليونان تاسيا أثاناسو مبعوثة خاصة إلى سوريا، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية اليونانية، في خطوة فسرتها الصحافة اليونانية على أنها اتجاه لأثينا نحو تطبيع علاقاتها مع النظام السوري بالكامل.

وسبق أن شغلت أثاناسو منصب سفيرة اليونان لدى سوريا بين عامي 2009 و2012 وكذلك سفيرة اليونان لدى روسيا.

وربطت صحيفة “Greek City Times” بين تعيين المبعوثة الخاصة وجهود اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط، ورغبتها في “الإسهام بجهود الحل في سوريا”.

اقرأ أيضًا: اليونان والنظام السوري.. قواسم مشتركة أبرزها الخلافات مع تركيا




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة