التوت الشامي في القنيطرة يبحث عن أسواق لتصريفه

camera iconموسم قطاف التوت الشامي في ريف “القنيطرة” - 2016 (step)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- القنيطرة

يخرج حسين مريود (43 عامًا) إلى أرضه الزراعية كل يوم للمحافظة على إنتاج محصوله من التوت الأحمر الشامي، إذ تُنعش هذه الثمرة حركة الأسواق في محافظة القنيطرة، جنوبي سوريا، فهي مربحة وذات مردود مادي عالٍ.

تقع أرض حسين مريود في بلدة جباتا الخشب، وهي من البلدات المشهورة بشجر التوت الشامي، بالإضافة إلى سلسلة قرى تقع على سفح جبل الشيخ في أقصى شمالي القنيطرة.

يقطف مزارعو بلدة جباتا الخشب ثمار توتهم ويرسلونه إلى الأسواق المحلية ليتم بيعه بأسعار “رخيصة”، فالمزارعون في قرى القنيطرة يعانون من عدم وجود أسواق لتصريف محصولهم.

القطف يحتاج إلى خبرة

يحتاج جمع ثمار التوت إلى خبرة وممارسة كي يحافظ المزارع على جودة الثمرة ومنظرها الخارجي.

وغالبًا ما يهز المزارعون أشجار التوت أو أغصانها الصغيرة لتتساقط الثمار على وسائد من النايلون يضعونها تحت الشجرة، تحمي الثمرة عند ارتطامها بالأرض، ومن ثم يتم جمعها بأوعية من البلاستيك لنقلها إلى السوق، وفق ما أوضحه علي سالم، وهو أحد مزارعي قرية طرنجة شمالي مدينة القنيطرة.

وتحتاج شجرة التوت إلى تربة سوداء غنية بالمواد الغذائية والعضوية، بحسب المزارع علي، إذ تمتد جذور التوت إلى مسافات طويلة بحثًا عن الرطوبة وللحصول على الماء.

كما تحتاج أشجار التوت إلى الهواء والضوء، لذلك يلجأ المزارعون إلى قطع بعض الأفرع من داخل الأشجار لتفريغها وتخفيف كثافة الأغصان والأوراق التي تعوق وصول أشعة الشمس إلى قلبها.

ويتعلق معدل إنتاج التوت بعمر الشجرة وحجمها، إذ يبلغ إنتاج بعض الأشجار أحيانًا أكثر من 800 كيلوغرام في الموسم الواحد، وفق ما أوضحه المزارع علي سالم، لذلك تعد أشجار التوت من الأشجار الاقتصادية.

غياب منافذ التوزيع

يعاني مزارعو قرى محافظة القنيطرة من عدم وجود سوق مناسب لتصريف محصولهم من ثمار التوت الشامي، إذ تبقى أغلبيتهم “تحت رحمة التجار أبناء البلدة”، وفق ما قاله المزارع علي.

يقطف المزارع الأربعيني في كل يوم حوالي 100 كيلوغرام من ثمار التوت، ويبيعها للتجار في سوق البلدة بسعر 1900 ليرة سورية للكيلو الواحد (حوالي 60 سنتًا)، ومن ثم يبيعها التاجر إلى معامل التوت بسعر 3500 ليرة للكيلو الواحد (حوالي دولار واحد).

تحدثت عنب بلدي مع أحد التجار لسؤاله عن سبب تراجع الأسواق التي يمكن للمزارعين أن يصرفوا فيها محاصيلهم ويحسنوا من خلالها أرباحهم، وقال إن السبب الرئيس لضعف منافذ التصريف هو “عدم التنسيق بين الفلاحين والجهات الحكومية المعنية بذلك”.

ويعمل التجار خلال موسم التوت بجمع المحصول من الأهالي يوميًا خلال فترة القطاف من الصباح الباكر حتى الساعة السادسة مساء، وفق ما أوضحه التاجر (طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية)، وخلال هذه الفترة يجمع التجار خمسة أطنان من محصول التوت الخاص بالبلدة الواحدة، ويشرفون على إيصالها إلى تاجر آخر متخصص بنقلها إلى معامل يتعاون معها.

وخلال هذه العملية، يحصل التجار على نسبة معيّنة متفق عليها بين التاجر والمزارعين، “مراعين” بذلك الجهد الذي بذله المزارع، وفق قول التاجر.

وقدّرت “مديرية زراعة القنيطرة” إنتاج المحافظة المتوقع من ثمار التوت الشامي للموسم الزراعي الحالي بأكثر من ألف طن في عام 2021.

وبلغت المساحة المزروعة بالتوت الشامي في محافظة القنيطرة حوالي ألف دونم، وبلغ عدد الأشجار المثمرة منها حوالي سبعة آلاف شجرة، وتتركز زراعة التوت في محافظة القنيطرة بقرى القطاع الشمالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة