مستشار أردوغان: المعارضة لا تستطيع إعادة السوريين حتى لو تغيرت الحكومة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومستشاره ياسين أقطاي (يسار) إلى جانب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو (عنب بلدي)

camera iconالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومستشاره ياسين أقطاي (يسار) إلى جانب زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليشدار أوغلو (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

رد مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، على تهديدات رئيس حزب “الشعب الجمهوري” المعارض، كمال كليشدار أوغلو، بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم ووصفها أنها “طائفية”.

وقال أقطاي، في مقابلة حصرية مع قناة “يورو نيوز”، الاثنين 26 من تموز، إن كليشدار أوغلو متضامن مع الأسد وجرائمه، “فهو لم يقل 1% عنه مقارنة بما وصف به المعارضة السورية”.

واعتبر المستشار أنه لا يفهم هذا التضامن، و”كأن الأمر يبدو تضامن الطائفة العلوية مع بعضها، لأن كليشدار أوغلو ينتمي للطائفة العلوية ويتبع نهجها”.

وأوضح أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، كانا سنّيّين، ولكن حزبه لم يناصرهما لكونهما من الطائفة السنّية، فالعديد من المصريين يأتون إلى تركيا كلاجئين، على حد قوله.

وأكد أن تركيا لم تكن يومًا طائفية أو عنصرية في سياستها المتعلقة بالهجرة، بل هي تتمتع بميزة أخلاقية في جميع أنحاء العالم، بحسب تعبيره.

إعادة اللاجئين مستحيلة

أكد أقطاي أن إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا أمر “مستحيل”، فلا يوجد شيء يدعى طرد أو إرسال الأشخاص الذين لجؤوا إلى تركيا وحصلوا على وضع اللجوء في ظل ظروف معيّنة إلى بلادهم.

وبموجب قانون الهجرة الدولي، لا يمكن إرسال اللاجئين إلى بلادهم إلا في حال ارتكاب جريمة دون مبرر، لأن اللاجئين، بحسب أقطاي، لجؤوا بسبب الاضطرابات وانعدام الأمن والضغوط السياسية في بلادهم، ولأن حياتهم في خطر، وعليه حصلوا على حقهم في اللجوء، وهم ليسوا سائحين، وأمر إعادتهم لا يتعلق بحب كليشدار أوغلو أو كرهه لهم.

ولفت أقطاي إلى أن السوريين في تركيا أصبحوا جزءًا من المجتمع، واستفاد منهم المجتمع التركي، وأن “صنع سياسة للهجرة هو أمر شعبوي، وخطير جدًا، يوجد خطاب كراهية يوجه لمجموعة معيّنة من الناس، كما أنه خطير للغاية من وجهة نظر الإنسان”.

ويرى أقطاي أن كليشدار أوغلو الذي كان في المعارضة منذ سنوات، وحزب “الشعب الجمهوري”، والحزب “الاشتراكي الديمقراطي”، يستخدمان الخطابات الأكثر يمينية وعنصرية.

وبحسب أقطاي، فإن كليشدار أوغلو يصنف نفسه على أنه من الديمقراطيين الاجتماعيين للعالم، ويتعامل مع سياسات مناهضة للهجرة، ويُصنف الحزب الحاكم على أنه حزب يميني محافظ ، لكنه أكثر صرامة فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في سياسة الهجرة.

سينهار الاقتصاد إذا عاد السوريون

وقال أقطاي، معبرًا عن إسهام السوريين في البلاد اقتصاديًا، “هناك أيضًا إسهام اقتصادي في القوى العاملة، فالسوريون يعملون في وظائف لا يقوم بها الأتراك”.

ولفت أيضًا إلى استغلال العمال السوريين، قائلًا، “أعتقد أنه من أجل تجنب هذا الاستغلال، يجب إصدار تصاريح عمل للسوريين بشكل منتظم وسريع. إذا لم يتم منح الجنسية، فيجب أن تكون تصاريح العمل وتصاريح الإقامة أكثر انتظامًا”.

ويتصاعد العداء تجاه السوريين في مدينة غازي عينتاب، جنوبي تركيا، ويقول كثيرون، “أخرجوا السوريين، اقتصاد عينتاب سينهار الآن”، ومن جهة أخرى، فإن أرباب العمل والمستثمرين والصناعيين سعداء جدًا بالسوريين، بحسب تعبير أقطاي.

ويرى المستشار التركي أن “انسحاب السوريين من بعض الأماكن المهمة جدًا سيتسبب في انهيار اقتصاد البلد”.

واعتبر أن إسهام السوريين في تركيا يخلق جسر تواصل جدي للغاية بين تركيا والعالم العربي، لأنهم لا يتاجرون فقط مع سوريا، بل يديرون تجارة في جغرافيا تركيا الناطقة بالعربية بأكملها.

ماذا تريد المعارضة؟

وهدد كليشدار أوغلو، في 16 من تموز الحالي، السوريين الموجودين في تركيا بأنه في حال تسلّمه الحكم ستكون خطة الحكومة ترحيل السوريين بعد عامين، كواحدة من أهم خمس خطط للحزب.

وقال رئيس الحزب المعارض في تسجيل مصوّر نشره عبر حسابه في “تويتر“، “بوسعنا أن نقول وداعًا لضيوفنا السوريين ونرسلهم إلى وطنهم بعد عامين، هذه واحدة من أهم خمس أولويات لحكومتنا وخططنا وبرامجنا الجاهزة. أردت أن يبقى هذا الفيديو هنا كالتزام بهذا”.

 

ووثق “المركز السوري للإعلام وحرية التعبير” الدوافع التي أدت إلى تصاعد خطاب الكراهية من قبل الأتراك تجاه اللاجئين السوريين.

وأصدر المركز تقريرًا، في 29 من كانون الأول 2020، يتحدث فيه عن تباين المرحلة الأولى التي جاء فيها اللاجئون السوريون إلى تركيا في بداية موجات النزوح مع المرحلة التي تلتها.

وعزا التقرير عدم استمرار الترحيب الشعبي والحكومي التركي باللاجئين السوريين، كما كان في بداية موجات النزوح، إلى الوضع الاقتصادي والاختلافات الثقافية الاجتماعية والمنافسة على سوق العمل، وخصوصًا لذوي المستوى المعيشي المنخفض، وهي نتيجة طبيعية قد تحصل في أي مكان تجاه اللاجئين في العالم.

وبلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا ثلاثة ملايين و641 ألفًا و370 نسمة، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة لعام 2020.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة