“القائمة السوداء”.. جرائم الأسد لا تسقط بالتقادم

tag icon ع ع ع

يوثق كتاب “القائمة السوداء” الذي أعدته منظمة “مع العدالة” سجلّ الانتهاكات التي ارتكبها أبرز قيادات النظام السوري، وطرق محاسبتهم ضمن الآليات المتاحة لتحقيق ذلك.

وينقسم الكتاب، الذي صدر عام 2019، إلى ثلاثة فصول، ركّز الفصل الأول منه على ضرورة وجود سلوك منظم لدى الأفراد والمنظمات المعنيّة لخلق مسار قانوني يوفر أدوات المساءلة الدولية، استعدادًا لمواجهة شخصيات النظام التي أشرفت على مقتل واعتقال وتعذيب المدنيين الذين اختاروا التعبير عن رأيهم بحرية.

ونشطت عدة منظمات سورية في مشاريع مشتركة بمجال العدالة الانتقالية وحقوق الإنسان، كانت أبرزها، بحسب الكتاب، “مجموعة تنسيق العدالة الانتقالية” التي ضمت حوالي 20 منظمة سورية غير حكومية في مجال حقوق الإنسان، ومثّلت هذه المجموعة أول تحالف مجتمع مدني للمنظمات التي تعمل من أجل المساءلة.

وشرح الكتاب في هذا الفصل، رحلة المنظمات المعنية في التدريب والعمل مع خبراء أجانب مختصين في الشأن السوري، للبحث عن الأدوات القانونية لمحاسبة النظام وإمكانية تطبيقها في سوريا، مع التفريق بين الآليات القضائية وغير القضائية.

يعدّ هذا الكتاب مدخلًا مهمًا لكل من يرغب في الإلمام بمجال ملف حقوق الإنسان في سوريا والعدالة الجنائية.

وعرض الفصل الثاني أبرز الانتهاكات التي حصلت بحق المدنيين في سوريا، بما في ذلك جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، واستخدام السلاح الكيماوي، وانتهاك حقوق النساء والأطفال، واستهداف الصحفيين، وممارسة التعذيب الممنهج، والتجويع عن طريق الحصار، والتهجير القسري، والتمييز الطائفي، واستهداف المناطق السكنية.

ويمثّل الفصل الثالث من الكتاب استكمالًا لجهود توثيق الجرائم، من خلال تقديم قائمة بأبرز قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية والجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين، وما نتج عن ذلك من تبعات أدت إلى إدراجهم في قوائم العقوبات الدولية، إذ يوفر هذا الفصل تفاصيل يمكن أن تساعد في تحديد الجناة ومحاسبتهم على جرائمهم.

وهدف الكتاب هو التأكيد على أن الجرائم التي ارتكبها رموز النظام لا تسقط بالتقادم، والمساومات الدولية ومصالح القوى الفاعلة حول الشأن السوري لا يمكن أن تغيّر المبادئ التي تبنتها الاحتجاجات السلمية في سوريا عام 2011.

وتعتبر “مع العدالة” منظمة غير ربحية، تسعى إلى إحقاق مبدأ المساءلة ومنع الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب ومنتهكي حقوق الإنسان في المجتمعات التي تعاني من نزاعات مسلحة وكوارث طبيعية أو خرجت للتو منها، مع تركيز خاص على منطقة الشرق الأوسط وسوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة