من هم المقاتلون الذين يصر النظام على ترحيلهم من درعا

camera iconتجمع لقوات النظام في محافظة درعا- 29 تموز 2021 (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

شهدت محافظة درعا خلال الأيام القليلة الماضية التي تَبعت التصعيد العسكري، العديد من المفاوضات التي لم تحظى بقبول طرفي المفاوضات من “اللجنة المركزية” الممثلة عن درعا البلد، و”الجنة الأمنية” الممثلة عن النظام السوري وميليشياته في المدينة.

ورغم أن هذه المفاوضات كانت تصل إلى نتيجة تحظى بقبول الطرفين خلال الأيام الماضية، لكن الاشتباكات سرعان ما تعود للواجهة لتقام مفاوضات جديدة تُطرح فيها الشروط ذاتها التي وافق عليها طرفا المفاوضات في وقت سابق.

ومن أحد محطات الخلاف بين اللجان المتفاوضة في درعا، كانت ترحيل مقاتلين سابقين في صفوف قوات المعارضة، إلى الشمال السوري.

ومن أسباب فشل المفاوضات، أن هؤلاء المقاتلين وافقوا على الترحيل، ثم عادوا ليرفضوا التهجير عندما نقض النظام السوري الاتفاق الأولي من اللجنة المركزية.

وقالت وكالة “نبأ” المحلية، إن آخر مستجدات المفاوضات كانت تدخل القوات الروسية لضمان تهدئة عسكرية في المدينة مع استمرار المفاوضات، دون تحديد مدة زمنية معينة لنهاية وقت التهدئة، وهو التدخل الأول للقوات الروسية منذ بداية التصعيد في درعا قبل عدة أيام.

لماذا يصرّ النظام على تهجير هؤلاء المقاتلين

بحسب حديث مصدر مطّلع على مجرى المفاوضات، لعنب بلدي، اتفقت قوات النظام و”اللجنة المركزية” في المدينة، أمس، السبت 31 من تموز، على وقف إطلاق نار مقابل ترحيل قائد إحدى فصائل المعارضة السابقين، عبدالله المسالمة، الملقب بـ”الهفو”، بتوافق من جميع الأطراف ومن بينهم المسالمة.

لكن المسالمة غير رأيه بمغادرة الجنوب السوري لتفشل المفاوضات الأخيرة، وسط استمرار قوات النظام باستهداف مدينة درعا البلد والقرى المحيطة بها في ريف المحافظة بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، بحسب ما نقلته وكالة “نبأ” المحلية.

وفي حين يتهم النظام السوري، المسالمة بانتمائه لتنظيم “الدولة الإسلامية”، ينفي المسالمة هذه الادعائات، ويرجع سبب تمسك النظام بترحيله إلى أنه “الوحيد الذي لا يزال يقف بوجه النظام في درعا البلد”، بحسب تسجيل صوتي للمسالمة اطلعت عليه عنب بلدي.

ويظهر في التسجيل الصوتي الذي تحدث فيه المسالمة في إحدى المجموعات المحلية عبر تطبيق “تيلجرام”، أن محاولات عديدة جرت لتهجيره مع شخصيات من المدينة للانفراد بمدينة درعا البلد واعتقال سكانها، إلا أن الدفاع عن المدينة من قبل المسالمة ومجموعته حال دون انتهاك قوات النظام بالمدينة.

وأضاف المسالمة، أن مقاتلي درعا البلد تمكنوا من صد اقتحام قوات النظام، وسط انتشار قتلى قوات النظام في محيط المدينة دون تمكنهم من التقدم إلى داخل المدينة، في رسالة وجهها لـ”اللجنة المركزية” عن مفاوضاتهم لترحيله ومقاتلين آخرين إلى الشمال السوري.

وكانت قوات النظام حاولت اقتحام مدينة درعا البلد صباح يوم 29 من تموز، وسط تمهيد مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات الفرقة الرابعة وقوات النظام، إلا أن دفاعًا عن المدينة واجهته قوات النظام حالت دون تقدمها داخل المدينة.

من هو محمد المسالمة الملقب بـ”الهفو”

يعرف عن محمد المسالمة الملقب بـ”الهفو”، بأنه ينحدر من مدينة درعا البلد، وهو قيادي سابق في فصيل “جبهة ثوار سوريا” المنضوية تحت “الجيش السوري الحر” في قطّاع الجنوب السوري.

وبعد تعرض “الجبهة” للهجوم في الشمال من قبل “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة آنذاك)، حافظ الفصيل على تشكيلاته في الجنوب السوري، وكان يتلقى دعمه من غرفة تنسيق الدعم الدولية (موك) التي كانت تنظّم دعم المعارضة السورية.

وبينما يتهم النظام السوري محمد المسالمة بتبعيته لتنظيم “الدولة” لم يعمل المسالمة مع أي فصيل باستثناء “جبهة ثوار سوريا”، حتى دخول قوات النظام إلى المدينة وبسط سيطرته عليها.

وبعد التطورات الأخيرة في مدينة درعا البلد، تحصن المسالمة مع مقاتلين محليين على أطراف مدينة درعا البلد، وهي النقاط التي تعرضت للهجوم المركز من قبل قوات النظام صباح، يوم 29 من تموز.

وأشار مصدر مقرب من المسالمة، لعنب بلدي، إلى أن القيادي بعتقد أن مطالب النظام لن تنتهي عند مغادرته للمدينة، وسيستمر النظام بمطالبة سكان المدينة بشروط جديدة أكبر من شروطه خلال المفاوضات.

ورغم أن المسالمة وافق عدة مرات على مغادرة المدينة باتجاه الشمال السوري، تراجع عن قراره بعد الاتفاقيات الأخيرة بحجة أن النظام لم يلتزم ببنود الاتفاق، ما جعل ذلك سببًا رئيسيًا لأسباب فشل المفاوضات.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة