من هو طريف الأخرس الذي رفعت بريطانيا العقوبات عنه؟

طريف الأخرس (تعديل عنب بلدي)

camera iconطريف الأخرس (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

أثار رفع الحكومة البريطانية العقوبات عن رجل الأعمال السوري، طريف الأخرس، عم زوجة رئيس النظام السوري، غضبًا من المنظمات الإنسانية والمدافعة عن حقوق الإنسان في بريطانيا، التي طالبت بإعادته لقائمة العقوبات، بحسب صحيفة “telegraph” البريطانية.

وقالت الصحيفة في تقرير منشور 17 من آب، إن وزارة الخزانة البريطانية رفعت الأخرس من قائمة العقوبات الأسبوع الماضي، دون إبداء أسباب، قائلةً إنه “لم يعد خاضعًا لتجميد الأصول”.

وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الحكومة البريطانية بشطب فرد من القائمة بموجب القوانين التي أقرتها المملكة المتحدة، بعد خروجها الاتحاد الأوروبي للحفاظ على العقوبات ضد شخصيات النظام السوري، والتي تتضمن تصنيف “شخص بارز يدير أو يسيطر على أعمال في سوريا”.

وقال “المجلس البريطاني السوري” (SBC) إنه صُدم عندما علم أن المملكة المتحدة تزيل “أحد الممولين الرئيسيين للنظام السوري”، وفق ما نقلته الصحيفة.

وأشارت الصحيفة إلى أن إضفاء الشرعية على رجال الأعمال الموالين للنظام مثل طريف الأخرس، أمر بالغ الأهمية بالنسبة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، الذي يسعى إلى الاعتراف وإعادة الاندماج في المجتمع الدولي ودعم إعادة الإعمار، في أعقاب الحرب التي دامت عشر سنوات، والتي شارك فيها مئات الآلاف من السوريين منهم من توفي أو شُرد كما دمرت البنية التحتية الحيوية.

وأدرج اسم الأخرس (70 عامًا) على قائمة العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوروبي لأول مرة في أيلول 2011، كـ”رجل أعمال بارز يستفيد من النظام ويدعمه”.

وفي عام 2014، أمرت المحكمة العليا البريطانية بالسجن لمدة 12 شهرًا على الأخرس بتهمة إهانة المحكمة، لعدم دفعه 26 مليون دولار إلى شركة أمريكية، ضمن إطار صفقة متعلقة بصادرات غذائية إلى سوريا.

وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي رفض استئنافًا قدمه الأخرس ضد العقوبات في نيسان 2016، إذ كان يقدم دعمًا اقتصاديًا للنظام السوري أو يستفيد منه.

ودعت شركة المحاماة “جيرنيكا 37 للعدالة الدولية” لحقوق الإنسان، الحكومة البريطانية إلى إعادة فرض العقوبات على الأخرس.

وصرّح ابراهيم العلبي، المحامي في الشركة لصحيفة “telegraph” أنه تم إدراج رجال الأعمال السوريين البارزين الأقل شهرة من طريف تحت معيار مشابه جدًا، عندما كانت المملكة المتحدة جزءًا من الاتحاد الأوروبي، وتم نقلهم لاحقًا إلى عقوبات المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

كما تحدّث “المجلس البريطاني السوري” أن الأخرس قدم “دعمًا ماليًا مباشرًا للنظام السوري، ما يمكّن الأخير من مواصلة ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان”.

كما أكدت مؤسسة “جسور” للأبحاث المستقلة، أن الأخرس تبرع بالمال لتمويل عمليات فرع الأمن العسكري في حمص.

وقال مازن غريبة، المدير التنفيذي لـ “المجلس البريطاني السوري”، “نعتقد أن هذا العمل يتعارض مع سياسة بريطانيا الحالية، لمحاسبة جميع الضالعين في أنشطة إجرامية لدعم النظام السوري”.

وفرضت بريطانيا عقوبات على ستة أشخاص من الدائرة المقربة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية، في 15 من آذار.

وأكدت الخارجية البريطانية التزامها بمحاسبة النظام السوري بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بدءًا من اليوم الأول من عام 2021.

وقالت الخارجية البريطانية إن “الحكومة البريطانية ستنقل عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد نظام الأسد وشركائه إلى نظام عقوبات المملكة المتحدة، المتمتع بالحكم الذاتي على سوريا”.

من هو طريف الأخرس؟

الأخرس هو ثاني أكبر مستورد ومصدر في سوريا، وصاحب شركة “عاليا” للتطوير العقاري وأسس مجموعة الأخرس، وهي شركة رئيسية للسلع والتجارة والمعالجة والخدمات اللوجستية تعمل في جميع أنحاء سوريا.

من مواليد مدينة حمص عام 1951، وبحسب ما ذكره موقع “مع العدالة” عن حياته، أسس مجموعته عام 1973، حيث كانت في تلك الفترة شركة هندسية صغيرة، ثم تحولت إلى مجموعة كبيرة تمتلك مصانع “الشرق الأوسط” للسكر، ومصنع “سولينا” للزيوت، ومصنع “الشرق الأوسط” للأعلاف، و”شركة ترانس بيتون” لمستلزمات البناء، ومصنع “سامبا” للآيس كريم.

ويعتبر من أبرز رجال الأعمال في سوريا، ويملك خطوط استيراد السكر وزيت دوار الشمس، ومحطة لتكرير وتصنيع السكر الأبيض والكحول والمولاس (دبس السكر) والخميرة، برأسمال قدره خمسة مليارات ليرة سورية.

كما يملك مع أبنائه معملًا لعصر وتكرير زيت الزيتون وإنتاج الزيوت النباتية الخام والمستوردة، لإنتاج السمن النباتي المهدرج، برأسمال قدره مليارًا ليرة سورية، إضافة إلى شركات أخرى.

وفي مطلع الألفية الثالثة، استفاد طريف من العلاقات المتداخلة ما بين آل الأسد وآل الأخرس، خصوصًا بعد العلاقة التي ربطت ما بين بشار الأسد وأسماء الأخرس في بريطانيا، في تسعينيات القرن الماضي ولاحقًا زواجهما في عام 2000.

حينها، دخل في توريد سلع للجيش كالزيوت والسكر وغيرها من المواد الأساسية، مستفيدًا من الفساد المستشري في تلك المؤسسة، ما زاد في غناه والمشاريع التي أطلقها، وعلى رأسها معمل السكر الذي يعمل بطاقة إنتاجية بواقع 700 ألف طن سنويًا.

وتوسعت نشاطات الأخرس بعد دخوله مجال الاستثمار في مدينة حسياء الصناعية بحمص، حيث استثمر مليارات الليرات في مختلف القطاعات كالسكر والزيوت والمطاحن وتعليب اللحوم والموز والأسماك والخرسانة والحديد، كما أسس شركة النقل البري “عبر الشرق”، إضافة لتأسيس المركز التجاري “ترانس مول”، وعمل كذلك في مجال العقارات أسس شركة عاليات للتطوير العقاري والتي قامت بتنفيذ مشروع ضاحية حمص.

وفي مقابل تأسيس رامي مخلوف “شركة شام القابضة”، قام طريف الأخرس بتأسيس “شركة سورية القابضة”، كما أسس “شركة التأمين العربية” وترأس الاتحاد السورية لصناعة الحبوب، وجريدة “الخبر” الأسبوعية، وشركة “التاج” للاستثمارات الصناعية، وبنك “الأردن سورية” بالشراكة مع أولاده مرهف وديانا ونورا، واستفاد في تلك الفترة من علاقته مع محافظ حمص الأسبق إياد غزال، الصديق الشخصي لبشار الأسد.

وعند اندلاع الثورة السورية عام 2011، بادر إلى تأييد قوات النظام ودعمها في عمليات القمع عبر تزويدهم بالمواد الغذائية بعقود بلغت مليارات الليرات، ومدهم كذلك بآليات النقل من شركته “عبر الشرق”، وتولى رعاية قسم من موالي النظام في مدينة حمص التي ينحدر منها، الأمر الذي دفع بالنظام لدعم أعماله ومشاريعه بمختلف الوسائل المتاحة.

ومنحت السلطات اللبنانية طريف الأخرس الجنسية له عام 2014.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة