طرق يتبعها صرافون في الرقة لمعرفة الدولارات المزوّرة

camera iconورقة نقدية من فئة دولار أمريكي واحد (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يضطر جمال العلي في بعض الأوقات إلى استخدام العدسة المكبرة من أجل التحقق من سلامة أوراق نقدية من فئة الـ100 دولار، عندما تزداد شكوكه حول وجود ورقة مزوّرة بين الأوراق التي يبيعها أو يشتريها من السكان المحليين أو التجار في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا.

وقال جمال (40 عامًا)، الذي يملك محلًا للصرافة والحوالات المالية في شارع المنصور وسط المدينة، إن بعض الأوراق النقدية تُزوّر بحرفية عالية، ومن الصعب للأشخاص العاديين اكتشافها.

وتنتشر في مدينة الرقة أوراق نقدية مزوّرة من العملة الأمريكية، وقع بعض السكان ضحية لامتلاكها، بسبب عدم المعرفة الكافية لبعضهم بالمواصفات التي تتمتع بها الأوراق النقدية الأجنبية بما فيها الدولار الأمريكي.

ويتبع صرافون في المنطقة عدة طرق لمعرفة إمكانية حدوث عمليات تزوير في الأوراق النقدية التي يبيعونها أو يشترونها في محالهم المنتشرة في أسواق المدينة.

جمال تحدث، لعنب بلدي، عن خطوات يتبعها في محله يدقق فيها العلامات المائية الموجودة على وجهي الأوراق النقدية وبالأخص العملات الأكثر تداولًا مثل الدولار الأمريكي.

يشير جمال بيده إلى رقم 100 دقيق الطباعة، الموجود داخل أحد أصفار الورقة النقدية من فئة الـ100 دولار، لكن لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ويحتاج حصرًا إلى عدسة مكبرة.

كشف العلامات المائية، والملمس الخشن للسترة التي يرتديها صاحب الصورة على ورق الـ100 دولار والـ50 دولارًا، والتموّج الليزري على الخط الأزرق، تلك هي أغلبية الطرق التي يتبعها صرّافو مدينة الرقة، وفق ما تحدثوا لعنب بلدي.

ويعتمد معظم المتعاملين بالعملات على الأختام، إذ يجب أن تكون نقطة مسننة حادة ومحددة جيدًا في العملات الحقيقية، في حين تظهر في العملات الوهمية غير واضحة ومسطحة، على عكس الحقيقية المليئة بالتفاصيل.

كما يستخدم بعض الصرافين آلات حديثة لعد النقود يتمتع بعضها بميزة الكشف عن العملات المزوّرة.

ويستطيع الشخص غير المختص بعمل الصرافة المتعامل بالعملات كشف تزوير العملة، خاصة الدولار، دون استخدام أجهزة الكشف، عبر تحسس ملمس العملة.

وبمقارنة العملة مع مثيلتها يستطيع الفرد اكتشاف الفرق بسهولة خاصة، بما يتعلق بالملمس وسماكة العملة.

وتطبع العملات الحقيقية للدولار الأمريكي باستخدام تقنيات طباعة “أوفست” العادية، بالإضافة إلى الطباعة الرقمية التي لا يمكن نسخها، وبالكشف عن المناطق الضبابية وذات الطباعة الدقيقة، يمكن التمييز بسهولة، فالعملات الحقيقية تكون حدودها واضحة ودون انقطاع.

أين الجهات المسؤولة

يدخل الدولار المزوّر مناطق شمال شرقي سوريا عبر تجار ومروّجي عملات ينشرون عبر حسابات لهم في “فيس بوك” صورًا للأموال المزوّرة ويعرضونها للبيع.

أحد أعضاء “اللجنة الاقتصادية” في “مجلس الرقة المدني” قال لعنب بلدي، إن “اللجنة” تحاول بشكل دائم ضبط الصرافة في المدينة بالتعاون مع “قوى الأمن الداخلي” (أسايش).

وأضاف عضو “اللجنة الاقتصادية”، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأنه لا يملك تصريحًا بالحديث إلى الإعلام، أن “اللجنة” أصدرت قرارًا مطلع آب الحالي منعت بموجبه العمل في قطاع الصرافة إلا للمكاتب المرخصة بشكل رسمي لديها.

يضاف إلى ذلك قيام “أسايش” بإجبار أصحاب محال الصرافة والحوالات على تركيب كاميرات مراقبة والإخبار عن أي شخص يروّج العملات المزوّرة ويعرضها على أسواق المدينة.

وبعد انهيارات متواصلة للعملة السورية، تحول الدولار الأمريكي للعملة الأبرز في التداولات المالية للتجار السوريين وحتى للسكان العاديين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة