تنظيم “الدولة” في أول تعليق على “طالبان”: انتقال الحكم من طاغوت لآخر

عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال شهر رمضان 2021 في باكستان (أعماق)

camera iconعناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال شهر رمضان 2021 في باكستان (أعماق)

tag icon ع ع ع

وصف تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطرة حركة “طالبان” على معظم أفغانستان بأنه “لم يكن سوى عملية انتقال سلمي للحكم من طاغوت إلى آخر”، وهو أول تعليق يصدر من التنظيم بعد تمدد “طالبان” الأخير.

وجاء كلام التنظيم في عدد من جريدة “النبأ” التابعة للتنظيم الصادرة أمس، الخميس 19 من آب، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

واعتبر التنظيم أن “طالبان” هي النموذج البديل الذي يجمع بين المواجهة الفكرية والعسكرية معًا بين القوى الغربية وتنظيم “الدولة” بعد فشل بقية الحركات والجماعات الإسلامية، واصفًا سيطرة “طالبان” الأخيرة بـ”طالبان الجديدة”.

وقارن التنظيم في الجريدة بين تصرف الجماعات والأحزاب الإسلامية بعد سيطرة تنظيم “الدولة” على أجزاء من مدن العراق بسرعة إذ وصفت ذلك بالعمالة لأمريكا، بينما اعتبرت هذه الجماعات سيطرة “طالبان” على جميع أفغانستان “نصرًا مؤزرًا”.

وقال إن “القاعدة والإخوان والسرورية المرتدين، أبوا إلا أن أن يكملوا السيناريو القطر- أمريكي، بتصوير ما جرى بأنه فتح وتمكين”.

ووصف الاتفاق بين الولايات المتحدة و”طالبان” باتفاق السلام بين “المرتدين والصليبيين”، وأن “سقوط” البلاد بين أيدي “طالبان” كان نتيجة طبيعية بعلم ورضا من وقّع على الاتفاق.

وأضاف أن “طالبان” تخلّت عن إيواء “المهاجرين وإقامة الشريعة”، وتعهدت أنها لن تكرر “خطيئة مانهاتن” (هجمات 11 من أيلول 2001)، لذلك أعادت إليها أمريكا الحكم، وأعطتها كابل دون أن تطلق رصاصة واحدة، بينما قصفتها وأنهت سيطرتها عام 2001 “عندما آوت المهاجرين وأقامت الشريعة”، على حد تعبير الجريدة.

ومنذ العام 2016، بدأت سيطرة تنظيم “الدولة” تتراجع في عدة مناطق، أبرزها في سوريا والعراق (مناطق سيطرته الأساسية)، وأعلن العراق القضاء على سيطرة التنظيم نهاية 2017، وفي سوريا انتهت في آذار 2019، بينما لا يزال في عدة مناطق جبلية في العراق والبادية السورية وصحراء الأنبار.

كما تتوزع خلايا التنظيم في عدد من الدول الإفريقية وصحراء سيناء وأفغانستان، إلا أن حضوره في أفغانستان أقل مقارنة بإفريقيا.

وأعلن المتحدث باسم “طالبان”، ذبيح الله مجاهد، أمس، إقامة “إمارة أفغانستان الإسلامية”، في الذكرى الـ 102 لاستقلال أفغانستان عن الحكم البريطاني.

ويأتي إعلان “طالبان” تشكيل الإمارة، بعد أقل من أسبوع على دخولها العاصمة الأفغانية، كابل، إثر فرار الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، إلى طاجكستان، لينتقل بعدها إلى الإمارات في 18 من آب الحالي.

وفي 15 من آب، سيطرت “طالبان” على العاصمة الأفغانية التي دخلتها دون قتال، لتعلن في وقت لاحق عفوًا عامًا عن الموظفين الحكوميين، داعية إياهم لاستئناف أعمالهم.

وتواصل دول عدة إجلاء رعاياها من كابل، بالتزامن مع وعود “طالبان” بتأمين البعثات الدبلوماسية وإقامة نظام سياسي تشاركي “وفق الشريعة الإسلامية”.

ودخلت الولايات المتحدة أفغانستان في تشرين الأول عام 2001، للإطاحة بحكم “طالبان”، متهمة إياها بإيواء أسامة بن لادن وشخصيات أخرى من تنظيم “القاعدة” مرتبطة بهجمات “11 أيلول” في الولايات المتحدة.

وأنهت بذلك خمس سنوات من حكم “طالبان” التي عادت للسلطة بعدما خسرتها قبل 20 عامًا، وهي فترة الحرب الأمريكية الأطول التي قادتها الولايات المتحدة في أفغانستان.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة