الميليشيات الإيرانية في درعا بديل عن الغطاء الجوي الروسي

camera iconصورة تظهر أحد قياديي حزب الله اللبناني ومجموعة من مقاتلي الميليشيات المدعومة من إيران جنوبي سوريا (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تداولت شبكات إعلامية محلية في محافظة درعا صورًا لمقاتلين قالوا إنهم من جنسيات عراقية ولبنانية خلال حملة النظام العسكرية الأخيرة على درعا البلد، والتي بدأت في نهاية تموز الماضي ولا تزال ظلالها ملقاة على المدينة حتى اليوم.

ونشر “تجمع أحرار حوران” الإعلامي، المهتم بنقل أخبار المنطقة الجنوبية من سوريا، صورًا قال إنها لمقاتلين أجانب، عرف من بينهم القيادي في “حزب الله” اللبناني، زكريا العلّام، إضافةً لأحد المقربين من المجموعات العراقية المقربة من إيران، أبو علي صقر، الذي سبق أن زار العراق.

وقالت وكالة “نبأ” المحلية، إن قوات “الفرقة الرابعة” التابعة لمرتبات الجيش السوري، والتي يقودها شقيق رئيس النظام، ماهر الأسد، احتوت على العديد من المقاتلين الذين يحملون الجنسية اللبنانية والذين يشاركون في إدارة العمليات العسكرية في محيط درعا البلد المحاصرة.

وبحسب المعلومات التي نشرتها الوكالة، فإن اثنين من المقاتلين اللبنانيين المنتسبين لـ”الفرقة الرابعة”، أحدهما يُدعى رامي حربا ويُلقّب بـ “الحاج أبو حربا” وآخر يُعرف بلقب “أبو تراب”، يعتبران نموذجًا عن مشاركة المقاتلين الأجانب في صفوف قوات النظام السوري جنوبي سوريا.

وكان اتفاق “التسوية” الذي سُلّمت بموجبه مناطق الجنوب إلى النظام السوري بضمانة روسية لعدم وجود أي مقاتل من “حزب الله” أو من الميليشيات المدعومة من قبل “الحرس الثوري” الإيراني، الأمر الذي لم تلتزم به روسيا بعد مرور ثلاثة سنوات على سريان الاتفاق.

المقاتلون الأجانب “بديل” عن الطيران الروسي

لم تشارك الطائرات الحربية السورية أو الروسية بالمعارك الجارية في محافظة درعا، منذ اندلاعها، في 27 من تموز الماضي، ما سهل عمليات الانتشار والسيطرة الواسعين للمقاتلين المحليين في المنطقة، وهو ما يثير التساؤل عن أسباب غياب هذا الدعم الذي أثّر على تغيير خريطة السيطرة على مدار السنوات الخمسة الأخيرة في سوريا.

وبالرغم من عدم توفر أي نوع من أنواع الأسلحة الثقيلة بحوزة المقاتلين المحليين المحاصرين في درعا البلد، لم تتمكن قوات النظام والميليشيات الحليفة لها من التقدم على أسوار المدينة في ظل غياب الدعم الجوي الروسي.

وعمدت قوات النظام خلال الأيام القليلة الماضية إلى استقدام تعزيزات عسكرية من الميليشيات الإيرانية إلى محيط درعا البلد، ومن خلال التسجيلات المصوّرة لهذه التعزيزات، تظهر الصواريخ شديدة الانفجار وقصرة المدى واضحةً في اشارة اعتبرها العميد المنشق عن قوات النظام السوري، إبراهيم جباوي، كـ”بديل عن غياب الطيران الروسي”.

ويمكن لهذه الصواريخ أن تشكل غطاء ناريًا لتعويض القوات المهاجمة عن القدرة التدميرية للطيران الروسي، خاصة أن روسيا اعتمدت “سياسة الأرض المحروقة” خلال معاركها السابقة مع فصائل المعارضة في مختلف المناطق السوري، ما سهل سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة من مناطق سيطرة المعارضة.

واعتبر العميد جباوي أن قوات النظام تدرك حجم فرق القوى في حال المواجهة دون اللجوء إلى التغطية النارية الروسية، ما جعلها تبحث عن بديل.

وكانت قوات النظام خسرت، في بداية حملتها العسكرية على درعا في 27 من تموز الماضي، أكثر من 60% من نقاطها العسكرية في ريفي درعا الشرقي والغربي بعد هجمات مباغتة شنّها مقاتلون محليون على هذه النقاط في محاولة منهم لتخفيف الضغط عن مدينة درعا البلد، وعاودوا الانسحاب منها على الفور.

وقال مراسل عنب بلدي في درعا آنذاك، إن قوات النظام المتمركزة في النقاط العسكرية والحواجز الأمنية لم تبد مقاومة كبيرة، إنما سقطت تباعًا وسط هجمات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي شنها مقاتلون محليون على هذه النقاط العسكرية.

“الفرقة الرابعة” صارت تتبع لإيران

في ظل الضغط الذي تشكله الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مواقع لميليشيا “حزب الله” اللبناني، والمجموعات المدعومة من “الحرس الثوري”، عمدت هذه الميليشيات إلى دمج نفسها بفصائل من الجيش السوري النظامي المنتشر في الجنوب، والذي تعتبر “الفرقة الرابعة” أبرز قواته في الجنوب السوري.

وفي حديث لعنب بلدي، قال عضو بالمكتب الاعلامي لدى هيئة التفاوض والمعارضة السورية، العميد ابراهيم جباوي، إن قوات الفرقة الرابعة تتكون بغالبية مقاتليها من مجموعات موالية لإيران، ترافقها نسبة قليلة من مقاتلي الجيش السوري، الموالون لماهر الأسد على وجه الخصوص.

وأضاف أن العتاد والسلاح الذي تستخدمه “الفرقة الرابعة” في معارك الجنوب بعمومه، مُقدم من “الحرس الثوري الإيراني”، ما جعل من الفرقة التي من المفترض أن تكون تتبع لمرتبات الجيش السوري النظامي، حالها كحال أي ميليشيا أجنبية تدعم النظام لقاء مقابل مادي.

تتموضع 18 نقطة للميليشيات الإيرانية في أغلبية مدن وقرى محافظة درعا، وتضم عناصر من “حزب الله” اللبناني، ومراكز لـ”الحرس الثوري” وميليشيات محلية تتبع لإيران مباشرة وتتركز معظمها بريف درعا الشمالي، وأربع نقاط بالقرب وفي محيط مدينة درعا، بحسب موقع “إيران وير“، المتخصص بملاحقة النشاط الإيراني في سوريا.

وفي محافظة القنيطرة، ينتشر عناصر من “حزب الله” اللبناني وفنيون من “الحرس الثوري”، في عشر نقاط عسكرية، ومهمتهم الرصد والاستطلاع والتشويش.

أما في السويداء التي تحوي أربع نقاط، فتتمركز الميليشيات الإيرانية في مطار “خلخلة العسكري” شمال شرقي السويداء ومطار “الثعلة” غربي السويداء و”اللواء 127- قوات خاصة”.

وتأتي درعا في المرتبة الثانية بنسبة الانتشار الإيراني بعد دمشق وريفها، حيث تنتشر 19 نقطة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة