تركيا تقود “مباحثات مكثفة” لمنع موجة هجرة جديدة

إجلاء أفغان على متن طائرة بعد تسلم طالبان للسلطة آب 2021 "Getty Images"

camera iconإجلاء أفغان على متن طائرة بعد تسلم طالبان للسلطة آب 2021 "Getty Images"

tag icon ع ع ع

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا تجري مباحثات دبلوماسية مكثفة بشأن الأوضاع الحالية في أفغانستان.

وقال أردوغان اليوم، الاثنين 23 من آب، “نجري محادثات دبلوماسية مكثفة على الصعيد الدولي بشأن مستجدات الأوضاع في أفغانستان والهجرة غير النظامية”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

وأوضح أنه أجرى اتصالات هاتفية فيما يخص أفغانستان وموجة الهجرة غير النظامية المحتملة جراء سيطرة طالبان في أفغانستان.

وأبرز الجهات والقادة الذين تواصل معهم: الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس.

كما أجرى اتصالات دبلوماسية مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي.

وأكد أردوغان، الأحد 22 من آب، عبر اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، عدم إمكانية استيعاب مزيد من اللاجئين في تركيا.

وقال إن “تركيا تستضيف حاليًا خمسة ملايين لاجئ، ولا يمكنها تحمل أعباء موجة جديدة من المهاجرين”، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.

ولفت أردوغان إلى أن قدوم موجة هجرة من أفغانستان هو أمر محتم لا مفر منه، إن لم تتخذ التدابير الواجب تنفيذها في كل من إيران وأفغانستان.

كما أكد إمكانية مواصلة تركيا مهامها بضمان أمن مطار “كابل” في حال تهيئة الظروف المناسبة لذلك.

وطالب المجتمع الدولي بالتكاتف، ولا سيما الاتحاد الأوروبي، وتقديم المساعدة للشعب الأفغاني في بلده وفي الدول المجاورة، كي لا تتسبب هجرتهم بمأساة إنسانية جديدة، بحسب تعبيره.

ضغط الهجرة يمكن تخفيفه من خلال زيادة الدعم المالي لمنظمات الأمم المتحدة وخاصة مفوضية شؤون اللاجئين، بحسب أردوغان.

ليست مستودعًا للاجئين

وقال أردوغان في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن هناك سوريين سيبقون في تركيا، إلا أن السلطات التركية ستساعد الكثيرين منهم على العودة الآمنة والطوعية إلى بلادهم، عقب استتباب الأمن والاستقرار في سوريا.

وتحدث الرئيس التركي عن “عودة طوعية” لنحو 450 ألف سوري، إلى مناطق شمال غربي سوريا.

كما عقّب على الاعتداءات التي طالت السوريين في أنقرة واستهدفت ممتلكاتهم، في 11 من آب الحالي، قائلًا، “لن نتسامح أبدًا مع الذين يستهدفون حياة طالبي اللجوء وممتلكاتهم، ويهددون السلامة العامة”.

وأكد أردوغان خلال خطاب ألقاه، في 19 من آب الحالي، قبل ترؤسه اجتماعًا للحكومة التركية،أن تركيا ليست بلدًا “يمر منه من هب ودب”، مشددًا على أن حكومته لن تتسامح مع من لا يلتزم بقوانين تركيا وأنظمتها، ويتخذ مواقف مثيرة للفوضى.

وحذر في خطابه من أن “تركيا ليس عليها واجب أو مسؤولية أو التزام بأن تكون مستودع اللاجئين في أوروبا”.

وانتقد الرئيس التركي الموقف الأوروبي من أزمة اللاجئين، الذي تصاعد في أعقاب سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان، في 15 من آب الحالي، تخوفًا من تدفق اللاجئين الأفغان إلى أوروبا.

وكان صحفيون من وكالة “أسوشيتد برس”، التقوا بالقرب من الحدود التركية مع إيران، هذا الأسبوع، بعشرات الأفغان، معظمهم من الشبان، وكذلك بعض النساء والأطفال، هربوا بطرق غير شرعية عبر الحدود ليلًا في مجموعات صغيرة، خوفًا من سيطرة “طالبان” والعنف والفقر.

وقال أحد المهاجرين للوكالة حسن خان، “كان الوضع في أفغانستان شديدًا، استولت طالبان على أفغانستان بأكملها، اضطررنا للمجيء إلى هنا”.

وبحسب مراقبين، لا توجد مؤشرات حتى الآن على أي تحرك جماعي عبر الحدود.

تقول السلطات التركية، إنها اعترضت 35 ألف أفغاني دخلوا البلاد بشكل غير قانوني حتى الآن هذا العام، مقارنة بأكثر من 50 ألفًا في عام 2020 بأكمله وأكثر من 200 ألف في عام 2019.

تقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن 90% من 2.6 مليون لاجئ أفغاني خارج البلاد يعيشون في إيران وباكستان المجاورتين، اللتين تستضيفان أعدادًا كبيرة من الأفغان الذين غادروا بحثًا عن فرص اقتصادية أفضل.

وبالمقارنة، تقدم حوالي 630 ألف أفغاني بطلبات لجوء في دول الاتحاد الأوروبي في السنوات العشر الماضية، وكانت أعلى الأرقام في ألمانيا والمجر واليونان والسويد، وفقًا لوكالة الإحصاء التابعة للاتحاد الأوروبي.

وتعتبر الحركة الأخيرة للأفغان جزءًا من هجرة تاريخية من بلد عانى من عدم الاستقرار والصراع على مدى سنوات عديدة.

وأجبر أكثر من 550 ألف شخص على الفرار من منازلهم هذا العام بسبب القتال، قبل سيطرة “طالبان” مؤخرًا، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما يعني أن ما يقدر بنحو 3.5 مليون أفغاني مشردون داخليًا في بلادهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة