“أرض محروقة” في حي البحار بدرعا البلد.. ماذا تعني السيطرة عليه؟

camera iconآّثار دمار قصف النظام على أحياء درعا - 9 تموز 2017 (الهيئة السورية للإعلام)

tag icon ع ع ع

كثّفت قوات النظام قصفها بصواريخ “الفيل” على حي البحار في درعا البلد مستخدمة سياسة الأرض المحروقة للسيطرة على الحي.

حي البحار يعتبر حاليًا المحور الرئيس لاقتحام درعا البلد، إذ تحاول قوات النظام الهجوم على الأحياء المحاصرة من الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية.

واستطاعت قوات النظام، الأحد 29 من آب، التقدم في حي البحار والسيطرة على عدة أبنية فيه وفي حارة البدو المحاذية لحي المنشية، إلا أن مقاتلي الأحياء المحاصرة استعادوا هذه الأبنية.

تركيز النظام على حي البحار يأتي في إطار خطته فصل الأحياء المحاصرة، فالسيطرة عليه تعني فصل حي طريق السد عن حي الأربعين وسوق سويدان وسقوط حارة البدو تلقائيًا، وهو أسلوب استخدمه النظام سابقًا ضد المعارضة خاصة في الغوطة الشرقية لدمشق.

ضغط النظام على البحار يسبق اجتماعًا مقررًا مع الروس، في محاولة للحصول على مكاسب أكبر في جلسة المفاوضات المقبلة.

وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا، أن النظام عزز نقاطه العسكرية في الريف الغربي، وجعل من كل نقطة بمثابة ثكنة عسكرية ليقطع الطريق على كل مؤازرة لدرعا البلد، مستفيدًا من خطئه السابق.

إذ استقدمت قوات النظام تعزيزات، في 24 من آب الحالي، تضمنت آليات ثقيلة وعتادًا توجه قسم منها إلى ريف مدينة درعا الغربي، واستقرت في بناء البرج، وبناء الجمعية، في ضاحية قرب مركز مدينة درعا من الجهة الغربية.

وسبق التعزيزات بيوم إنشاء قوات النظام نقاطًا عسكرية وتحصينات بالقرب من مركز الري، بين بلدتي اليادودة والمزاريب، وفي مبنى إدارة استثمار الموارد المائية، وبناء مصلحة النحل.

وكانت “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي أعلنت النفير العام في المنطقة، لإيقاف الحملة العسكرية التي تستهدف درعا البلد (مركز المحافظة).

طرق مسدودة.. آلة النظام العسكرية تكثّف القصف

أفاد مراسل عنب بلدي أن قصف النظام للمدينة تصاعد منذ صباح السبت الماضي، إذ استخدم النظام خلاله صواريخ “الفيل” ذات القدرة التدميرية العالية، وصواريخ “جولان”، بالإضافة إلى المدفعية الثقيلة مع محاولات للنظام للتقدم من ثلاثة محاور، لكن المقاتلين المحليين تمكنوا من صد الاقتحام.

وبالتزامن مع تكثيف قوات النظام السوري قصفها العشوائي بالصواريخ على الأحياء السكنية في مدينة درعا، شهدت أرياف المحافظة الغربية والشرقية تظاهرات في بعض القرى تنديدًا بحملة النظام العسكرية على المدينة المحاصرة.

وطالبت منظمة العفو الدولية حكومة النظام السوري برفع الحصار عن مدينة درعا البلد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى المنطقة التي يعيش فيها حوالي 20 ألف شخص في ظروف وصفتها بـ”المزرية”، في ظل ندرة الإمدادات الغذائية والرعاية الطبية.

وأخبر سكان من المنطقة “العفو الدولية” أنه لم يُسمح إلا للنساء والأطفال دون سن 15 عامًا بالخروج من المنطقة المحاصرة سيرًا على الأقدام بعد خضوعهم لفحوصات أمنية، وطُلب منهم ترك بطاقات هويتهم وراءهم.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فر حوالي 38600 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، من درعا البلد إلى أجزاء أخرى من مدينة درعا والمناطق المحيطة بها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة