المياه تشح في ريف حلب.. المزارعون يقتلعون المحاصيل و”المونة” أهم الضحايا

camera iconأرض زراعية بريف حلب شمالي سوريا- 17 من آب 2021 (عنب بلدي\ وليد عثمان)

tag icon ع ع ع

ريف حلب- وليد عثمان

اضطر أحمد جيجو، مزارع في مدينة صوران شمالي حلب، إلى اقتلاع ما يقرب من 15 ألف شتلة من مزروعات الخضار الصيفية التي زرعها بداية الصيف هذا العام، بسبب شح المياه.

ومثل أحمد، عمد آخرون من نفس المنطقة إلى اقتلاع مزروعاتهم الصيفية بسبب شح مياه الأمطار ومياه الآبار الجوفية، ما تسبب لهم بخسائر مادية، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

أحمد قال لعنب بلدي، إن تأثير خسارة المزروعات هذا العام لن ينعكس على المزارعين فقط، وإنما على عموم السكان في الشمال السوري، جراء ما سيسببه من ارتفاع في أسعار الخضراوات.

ويتزامن هذا الارتفاع مع إقبال السكان على تخزين المؤونة السنوية لعدد من الأطعمة التي تتكون بشكل أساسي من الخضراوات الصيفية، كالباذنجان والبندورة والفليفلة والخيار، بحسب المزارع.

وتشكّل المؤونة السنوية عبئًا ماليًا على العائلات السورية في الأساس، في ظل انخفاض مستوى الدخل وارتفاع أسعار جميع المواد بشكل عام وأسعار الخضراوات بشكل خاص، نتيجة انخفاض الدعم الحكومي الذي يحصل عليه القطاع الزراعي في المنطقة.

ويعد ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة المستخدمة في الزراعة وأسعار البذور المحسنة والشتلات، التي يحتاج إليها المزارع لتغطية حاجة المنطقة الاستهلاكية، أبرز المشكلات التي تواجه المزارعين وقطاع الزراعة في ريف حلب، بحسب المزارع أحمد.

وتشهد مناطق ريف حلب ارتفاعًا في أسعار المحروقات، جراء إغلاق “الجيش الوطني” المدعوم من قبل تركيا، معبر “عون الدادات” الواصل بين مناطق سيطرته ومناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ما يمنع دخول المحروقات بسعر منخفض إلى مناطق الشمال.

شح المياه في ريف حلب.. هذه أسبابه

وتشهد عدة مناطق بريف حلب جفافًا في مياه الآبار والمياه الجوفية بشكل عام، ما يهدد بمشكلات مستقبلية تتعلق بالأمن المائي للسوريين.

المهندس الجيولوجي وأحد سكان مدينة صوران بسام حمشو، أرجع أسباب جفاف المياه في ريف حلب، الذي تسبب بخسارة المزروعات، إلى طبيعة الصخور الجوفية الكتيمة في المنطقة والتي تمنع تغذية مياه الأمطار للطبقة الجوفية.

وتشكّل تلك الصخور طبقة سطحية من المياه تُسمى بمنطقة الإشباع، وعادة ما تكون على عمق عشرة أمتار فقط تحت سطح الأرض، إذ تشكّل تجمعات مائية تكون غزارتها بحسب الأمطار السنوية من كل عام، بحسب ما أوضحه المهندس لعنب بلدي.

وشهدت المنطقة شحًا بالأمطار خلال العامين الماضيين، بحسب حمشو، إذ لم تشكّل الهطولات المطرية 20% من معدل الهطولات السنوية عادة، ما أدى إلى جفاف عدد كبير من الآبار في المنطقة.

وتعرضت مدينة الباب شرقي حلب لأزمة مياه خانقة في حزيران الماضي، ما دفع أهالي المدينة والناشطين في المنطقة لإطلاق حملة “الباب عطشى” لتسليط الضوء على مشكلة المياه التي تعاني منها المدينة.

وطالب المشاركون في الحملة الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها الإنسانية تجاه السكان في شمالي سوريا، بالضغط على النظام السوري لإجباره على إعادة ضخ المياه من محطة “عين البيضا” بريف حلب الشرقي.

وكان النظام أوقف عمل المحطة بتغذية مناطق كبيرة في ريف حلب، بعد سيطرته عليها في ريف منبج شرقي حلب أواخر عام 2016.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة