“الدفاع المدني” تحت ضربات النظام وروسيا

آثار القصف على بلدة إبديتا في جبل الزاوية في جنوبي إدلب من قبل قوات النظام السوري- 17 من حزيران 2021 _الدفاع المدني السوري)

camera iconآثار القصف على بلدة إبديتا في جبل الزاوية في جنوبي إدلب من قبل قوات النظام السوري- 17 من حزيران 2021 (الدفاع المدني السوري)

tag icon ع ع ع

مع بداية حزيران الماضي، صعّد النظام من استهدافه لقرى وبلدات جبل الزاوية في إدلب، سواء بالقصف المدفعي والصاروخي أو الغارات الجوية للطيران المشترك مع الروس.

تكثيف القصف على جبل الزاوية قابلته صعوبات في عمليات إخلاء ضحايا القصف من المدنيين خاصة في القرى والبلدات الواقعة على خطوط التماس مع قوات النظام، نتيجة الاستهداف المتكرر لنفس النقطة.

ترصد الطائرات المسيّرة في سماء المنطقة فرق “الدفاع المدني السوري” خلال توجهها إلى المنازل المستهدفة، لتعود قوات النظام باستهداف نفس المنازل بعد تجمع عناصر “الدفاع” والمدنيين لإجلاء الضحايا.

مدنيون التقت بهم عنب بلدي، قالوا إن منطقة جبل الزاوية تعاني من نقص في توزع النقاط الطبية، وفرق “الدفاع المدني” تحاول بأقصى ما تستطيع الاستجابة لكل الحالات، لكن القصف المكثّف واستهداف سيارات “الدفاع” ضاعف من المخاطر على حياتهم.

صعوبات في عمليات الإجلاء

أدى الاستهداف المتكرر لنفس المكان إلى حذر عناصر “الدفاع المدني” في عمليات الاستجابة، خاصة أن الاستهداف الثاني يكون خلال تجمع عدة أشخاص في عملية الإسعاف.

مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية لـ”الدفاع المدني”، محمد حمادة، أوضح في حديث إلى عنب بلدي الصعوبات التي تواجهها فرق “الدفاع” في عملها بجبل الزاوية، وأبرزها الاستهداف المباشر والاستهداف المزدوج للفرق.

والنوعان “خطيران جدًا”، إذ تتعرض فرق ومراكز “الدفاع”  للاستهداف المباشر، ووصل عدد هذا النوع من الاستهداف إلى 15 هجومًا منذ بداية العام الحالي، بينها ثلاث هجمات مباشرة استهدفت المراكز، و11 هجمة مزدوجة استهدفت الفرق في أثناء الاستجابة، عشر منها في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، ما أدى إلى مقتل ثلاثة متطوعين وجرح 14 آخرين.

وأغلب الهجمات على الفرق خلال الاستجابة كانت في جبل الزاوية، وهجومان في ريف إدلب الجنوبي، وهجوم في مدينة عفرين شمال غربي حلب.

والأخطر هو الاستهداف المزدوج لأنه يستهدف الفرق التي تهرع لمساعدة المدنيين بسبب هجوم أول، وعندما تصل الفرق إلى المكان يكون الاستهداف الثاني لها بهدف تحول المنقذين إلى ضحايا.

وتكمن الصعوبات أيضًا، حسب حمادة، في الوصول إلى الأماكن المستهدفة، وإجراء عمليات البحث والإنقاذ والإجلاء، نظرًا إلى رصد الطرقات والاستهداف المتكرر لها، إضافة إلى كثافة تحليق طائرات الاستطلاع و مراقبتها لأي تحرك و استهدافه.

عدم وجود مستشفيات في المنطقة بعدما دمرها قصف النظام وروسيا، وبعد المسافة بين المستشفيات، عرّض الجرحى لمخاطر مضاعفة، فأقرب مستشفى للجبل تبعد 40 كيلومترًا.

دراجات نارية للاستطلاع

ونوه حمادة إلى أن فرق “الدفاع” تضطر لإسعاف المدنيين في عدد من قرى جبل الزاوية عبر مرحلتين، بسبب استحالة دخول سيارات الإسعاف إلى هذه القرى المرصودة مباشرة من قبل قوات النظام وروسيا.

ويسعف الجرحى عبر الدراجات النارية إلى منطقة آمنة، ثم بسيارة الإسعاف إلى المستشفى.

“في الواقع عندما تصبح الهدف الأول لدولة مثل روسيا، دعنا نقلها بصراحة، لا يوجد أي طريقة لحماية طواقم الإسعاف”، حسب قول حمادة، لأن طواقم الإسعاف تعمل في العلن وسيارات “الدفاع” تحمل شارات الإسعاف، و”بدل أن تكون الشارة لحمايتها من الاستهداف تصبح أحد أهم أسباب استهدافها”.

والفرق الإسعافية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني وهي محمية من الاستهداف، “لكن للأسف بتنا اليوم الهدف الأول لنظام الأسد وروسيا”.

واستهداف فرق “الدفاع” يهدف لحرمان المدنيين من خدماته، وتهجير المدنيين من مدنهم وقراهم، ومحاولة إخفاء الشاهد على استهداف المدنيين بمختلف أنواع القصف، حسب حمادة.

والتصعيد الممنهج تجاه متطوعي “الدفاع المدني”، لأنهم المستجيبون الأوائل لإنقاذ المدنيين جراء الغارات الجوية الروسية والقصف، وهم الشهود الأوائل على الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، حسب حمادة.

وما تمتلكه فرق “الدفاع” من توثيقات عبر الكاميرات التي يثبتها المتطوعون على خوذهم خلال استجابتهم للهجمات، تقدم للمنظمات الدولية والحقوقية، وهو ما يجعل المتطوعين ألد أعداء قوات النظام.

وخسر “الدفاع” حتى الآن 291 متطوعًا، أغلبهم كانوا ضحايا هجمات مزدوجة من قبل قوات النظام وروسيا خلال إنقاذهم المدنيين.

ووثق “الدفاع المدني” استجابة فرق الإنقاذ والإسعاف، منذ بداية التصعيد الأخير لقوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا، من بداية حزيران حتى 18 من آب الماضيين، لأكثر من 425 هجومًا.

وأدت هذه الهجمات إلى مقتل من 101 شخص، بينهم 32 طفلًا و 18 امرأة، إضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف “الدفاع المدني”.

كما جُرح أكثر من 270 شخصًا نتيجة لتلك الهجمات، بينهم أكثر من 67 طفلًا وطفلة تحت سن الـ14.


شارك بإعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب إياد عبد الجواد




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة