أليجري العائد.. انتظروا قليلًا

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

دعونا نتفق منذ البداية على أن انطلاقة السيدة العجوز للموسم الجديد صادمة، ولم يسبق أن بدأ اليوفي بهذه الطريقة وبهذه النتائج منذ سنوات طويلة، ولنتفق أيضًا أن مخاوف وقلق وانتقادات من يهمهم أمر اليوفي في إيطاليا وأوروبا محقة قياسًا باسم وإنجازات واستحقاقات ونجوم الفريق العملاق في إيطاليا، وضمن أسس المنافسة المعتادة.

ولكن..

لنتفق أيضًا على أننا في بداية الموسم، وأن اضطرابات التحضيرات وسوق الانتقالات وجائحة “كورونا” لم تترك الكثير من الأندية والفرق في أحوال مناسبة أو مقبولة، لا بل أثخنت بجراح خزائنهم المالية ومدرجاتهم ومعسكراتهم وانتداباتهم الشتوية والصيفية، فلا يمكن الحكم مباشرة أو إطلاق الأحكام على أداء ومستوى أي فريق مرشح للقب محلي أو أوروبي، لأننا وبالفعل في مواسم المفاجآت والتخبطات.

لنكن صريحين أكثر، فالمطالبات السريعة بالإقالة والاستقالة والخروج والعودة بحق أي مدرب لم تؤتِ ثمارها المطلوبة، بل أسهمت في تمزيق الكثير من الفرق المهمة والتي ما زالت تحاول النهوض مجددًا والعودة إلى المنافسة، إلا فيما ندر، كما حصل مع تشيلسي في العام الماضي، عندما استبدل لامبارد بتوماس توخيل، الذي أعطى حصادًا مهمًا للفريق الأزرق.

أقول هذا الكلام لأن سرعة الحكم والأحكام بحق السيد ماسيمليانو أليجري، مدرب اليوفي، غير منطقية، وتململ العشاق والنقاد وتهكمهم من نتائج الفريق المحلية الحالية، التي وضعته في مركز متأخر على سلم الترتيب، متسرعة وظالمة.

إن كان هنالك من يجب أن يحاسَب على وضع الفريق حاليًا أو على نتائجه فهو مجلس إدارة النادي الذي أنهى التعاقد مع أليجري في العام 2019، بعد موسم واحد من وصول الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى السيدة العجوز، وجاء بالمدرب ساري الذي لم يقدم جديدًا على ما قدمه أليجري ثم رحل، ليأتي بيرلو الذي حقق كأس السوبر الإيطالي والمركز الرابع في الدوري ليضمن مقعدًا لليوفي في دوري الأبطال ثم رحل، وها هو رونالدو أيضا قد رحل، وعاد أليجري إلى التدريب في السيدة العجوز ليحاول مجددًا تحقيق حلم الجماهير بالوصول إلى منصة دوري أبطال أوروبا بعد 26 عامًا على غياب التتويج.

إن كانت الأحكام ستخرج مسبقًا وسريعًا فيجب أن نسأل إدارة النادي، ماذا استفادت من جلب وترحيل المدربين خلال ثلاثة مواسم ثم العودة إلى أليجري؟ ماذا استفادت من قدوم رونالدو لثلاثة مواسم ورحيله إلى المان يونايتد أخيرًا؟

الفريق سجّل فوزًا في أولى جولات دوري الأبطال، ويستعد لمقابلة تشيلسي وسط الأسبوع الحالي في ثاني الجولات. خاض في الدوري خمسة لقاءات، خسر مرتين وتعادل مثلهما وسجّل فوزًا صعبًا، فأين المشكلة في الانتظار؟

من حق أليجري أن يأخذ فرصته الكاملة وأن يجد الحلول المناسبة في وقت لا توضع عليه إشارات الاستفهام مسبقًا، فهو بشر، وما يحدث طبيعي جدًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة