“”The professor and the madman.. كيف عشقت قاتل زوجها 

camera iconالبروفيسور جيمس موراي يزور صديقه الدكتور وليام مينور في المصح العقلي المسجون به (أحد مشاهد الفيلم)

tag icon ع ع ع

ينطلق الفيلم الأيرلندي “The professor and the madman”، أو “البروفيسور والرجل المجنون”، من سيرة ذاتية يؤرّخ فيها قصة البروفيسور جيمس موراي، الذي يعمل على تجميع الكلمات المتباينة ضمن النسخة الأولى من قاموس “أكسفورد” الإنجليزي في منتصف القرن الـ19.

وفي الوقت الذي ينكبّ فيه موراي على تجميع قاموسه كأضخم مشروع لحفظ اللغة الإنجليزية وصونها من الانزياحات اللغوية، يتلقى رسائل من متطوع يقدم له نحو عشرة آلاف كلمة وإدخال قادرة على تحديد جذور الكلمات وأصول استخدامها ومنشئها.

إنه الدكتور ويليام مينور، وهو مريض جنائي في مصح “برودمور” العقلي الجنائي، فالرجل ذو الخلفية العسكرية ارتكب عن طريق الخطأ جريمة قتل بات يدفع ضريبتها من ضميره وإحساسه بالذنب، قبل أن تحيله المحكمة إلى السجن ضمن مصح عقلي بسبب عدم اتزان تفكيره.

لكن الرجل الذي بدا مضطربًا بنظر هيئة المحكمة، أخذه عذاب الضمير، والشعور بالمسؤولية تجاه أسرة الرجل الذي قتله، فعرض النفقة على أسرة المغدور التي ترفض العرض أولًا لكنها تخضع أمام ثقل الفقر والحاجة.

وبعد محاولات، يطلب الدكتور ويليام لقاء زوجة المغدور التي تكرر زياراتها إلى السجين وتتعرف إلى شخصية الجاني أكثر، ليتضح لها نبل أخلاقه، رغم ارتكابه جناية من هذا النوع.

لقاءات وأحاديث، وسير طويل في حديقة المصح، ثم تعليم المرأة القراءة والكتابة ومحو أمّيّتها، لتمحو بدورها أمّيّة أطفالها، كل ذلك يقدمه الدكتور ويليام لإسكات ضميره، والتخفيف من وطأة الشعور بالذنب.

تأخذ هذه اللقاءات منحى آخر حين تصل إلى الدكتور ويليام رسالة من زوجة القتيل تصارحه خلالها بحبها له، ما يوقظ داخله مزيدًا من تأنيب النفس وجلدها، فالطبيب المريض يعتقد أنه لا يستحق الحب، ولا يصلح له، وأنه بذلك يقتل القتيل مرة أخرى، سلبه في الأولى حياته، وفي الثانية زوجته وعالمه.

والبروفيسور جيمس موراي يقف على مسافة قريبة من هذه الأحداث كلها، إذ جمعه قاموسه المنشود بالدكتور ويليام، لتقوم بين الرجلين علاقة صداقة متينة على شرف العلم وحفظه.

تسوء حال ويليام في مركز الحجز، ويرفض الزيارات والحب، ويرضى العقاب ويطلبه لإسكات عذاب الضمير، ما يدفع الصديق للتدخل في سبيل إنقاذ صديقه الذي بات واقفًا على شفا خطوة من الجنون.

العمل الذي يسرد قصة من واقع الحياة القديمة، يركّز أيضًا على القيمة الإنسانية النبيلة التي لا يحدّها الوقت، كحالة النبل الأخلاقي التي يتحلى بها الطبيب المريض، إلى جانب قيمة الصداقة ومتانتها، وأهميتها أيضًا في إنقاذ الرجل الذي يسير نحو حتفه برضا وإذعان، تحت وطأة وازع أخلاقي يكبّل يديه ويفقده حقه في عيش مشاعر لا سلطة له عليها.

تتصاعد الأحداث، وتضع البروفيسور ومستقبله العلمي وصداقته على المحك، وعليه أن يختار، لكنّ اختيارًا واحدًا صائبًا يفتح الباب على الكثير من الخيارات المحمودة العاقبة، والعكس بالعكس.

صدر الفيلم عام 2019، بأسلوب إخراجي جاذب، يعيد المشاهد إلى تلك الحقبة من تاريخ يمضي سريعًا في الفيلم الذي استغرق 124 دقيقة لإكمال قصة بهذا الحجم.

الفيلم مقتبس عن رواية للكاتب والصحفي البريطاني سيمون وينشستر، وشارك في تأليفه كل من جون بورمان، وتود كومارينكي الذي كتب أيضًا سيناريو فيلم “Sully”، من بطولة توم هانكس، عام 2016.

وحصد العمل تقييم 7.3 من أصل 10، عبر موقع “IMDb”، لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية، وهو من بطولة ميل جيبسون، وشون بين، وناتالي دورمر.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة