السويداء.. ارتفاع في حالات الخطف يثير مخاوف الأهالي

camera iconصورة لمركز مدينة السويداء- 4 أيلول 2021 (فيس بوك)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – السويداء

عادت حوادث الخطف في السويداء خلال الفترة الماضية، بعد أن انخفضت في المنطقة الجنوبية بين محافظتي درعا والسويداء، لترتفع داخل المحافظة نفسها نتيجة توتر أمني عاشته المدينة بين الفصائل المحلية المسلحة وبعض المجموعات المسلحة التابعة لقوات النظام السوري وأفرعه الأمنية في المحافظة.

خلال الفترة الممتدة بين أيار وأيلول الماضيين، شهدت المدينة أكثر من عشر حالات خطف، إذ خُطف يوسف النمير قبل عدة أيام من قبل مجهولين طالبوا أسرته بفدية مالية قدرها 100 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، ليعود التوتر وخوف السكان على أرواح أقربائهم في المدينة من جديد.

مخاوف واتهامات

قال مدنيون من أبناء بلدة عتيل لعنب بلدي، إن سكان البلدة يتهمون مجموعة “فلحوط” بالاشتراك مع إحدى المجموعات المسلحة في المدينة بعملية الخطف، بعد أن شاهدوا مجموعة من السيارات بالقرب من منزل فلحوط يُشتبه باشتراكها بعملية الخطف.

كما خُطف مجد العبد الله من أبناء بلدة القريا جنوبي السويداء، في 18 من تموز الماضي، وطُلبت فدية قدرها 250 ألف دولار لقاء إطلاق سراحه، وتم تفويض قوة “مكافحة الإرهاب” حينها من قبل عائلة مجد، وأُطلق سراحه بعد خمسة أيام من دون دفع الفدية إثر إلقاء القبض على أحد المشتركين بعملية الاختطاف والضغط على العصابة الخاطفة.

وفي أيار الماضي، خُطف نواف الحريري (75 عامًا) من محافظة درعا المجاورة في أثناء قدومه إلى السويداء لبيع التبن، وطُلبت فدية بقيمة 25 مليون ليرة سورية (سبعة آلاف دولار) مقابل إطلاق سراحه، دون أي معلومات عن مكان وجوده.

ومنذ عدة أيام، حصل توتر أمني في ريف السويداء الغربي بعد اختطاف يحيى الشعراني في أثناء عمله بزراعة أرضه في قرية صما المحاذية لمحافظة درعا، حيث خُطف من قبل مجموعة مسلحة توجهت به إلى بلدة ناحتة في درعا.

واستنفر على إثر الحادثة أقارب يحيى ومجموعات محلية مسلحة، وقاموا بعملية مضادة عن طريق خطف أكثر من عشرة مدنيين من درعا للضغط للإفراج عن يحيى، وأُفرج عنه في 30 من أيلول الماضي مقابل الإفراج عن المختطفين من درعا.

وفي 13 من أيلول الماضي، قطعت عصابة “فلحوط” التابعة للنظام السوري الطريق الواصل بين محافظتي دمشق والسويداء، وأقامت فيه حواجز أمنية لتفتيش المارّة، حيث تم توقيف شيخ تابع لحركة “رجال الكرامة” واستفزازه، ما أثار حفيظة الحركة المحلية التي حاصرت بلدة عتيل شرقي السويداء مهددة بضرب معقل عصابة “فلحوط”.

وبدأت حركة “رجال الكرامة” حينها بحشد قواتها العسكرية بعد اعتراض أحد الحواجز الأمنية شمالي السويداء، الذي يديره عناصر من مجموعة “فلحوط”، لأعضاء في الحركة.

وشهدت المحافظة، منذ 12 من أيلول الماضي، توترًا بين مجموعة “فلحوط” وفصيل “مكافحة الإرهاب”، بعد تمكّن الفصيل من أسر عنصر يتبع لمجموعة “فلحوط” وبثّ اعترافات له حول نيته استهداف عناصر القوة بأمر من “فلحوط”.

وتضمّنت اعترافات العنصر التابع لـ”فلحوط” حيازته على بطاقة أمنية تابعة لـ”شعبة المخابرات العسكرية” بالإضافة إلى كمية من الحشيش المخدر ومادة “الكريستال” المخدرة وبعض أنواع الممنوعات.

وبالتزامن مع التوترات التي تحدث بين الحين والآخر تتوقف عمليات الخطف، ولكنها تعاود الظهور من جديد مجرد انتهاء التوتر، وتبقى السويداء غارقة في دوامة منذ عدة سنوات حين بدأت ظاهرة الخطف بالظهور.

وتشهد محافظة السويداء حالة من الفلتان الأمني، في ظل هيمنة عصابات تابعة للمفارز الأمنية على المدينة، والتي توازيها فصائل محلية مقاتلة، وغالبًا ما تشهد المحافظة توترات بين المجموعات المدعومة من قبل مخابرات النظام السوري وفصائل محلية.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة