7 منها دمرت بشكل كامل

مدارس ريف اللاذقية تفتح أبوابها لأطفال المناطق المحررة

tag icon ع ع ع

أحمد حاج بكري – ريف اللاذقية

فتحت أكثر من 20 مدرسة في ريف اللاذقية المحرر أبوابها بداية العام الدراسي الحالي أمام أطفال قرى جبل التركمان وجبل الأكراد، والذين يشملون أغلب الأطفال في ريف اللاذقية.

وعملت مديرية التربية في الساحل بالتعاون مع “هيئة علم” ومنظمات أخرى على توفير المستلزمات الكاملة للمدارس، “بغية العمل بشكل جيد وخدمة أطفال المناطق المحررة الذين حرموا من التعليم في المدارس خلال الأعوام السابقة”.

 7 مدارس دمرت بشكل “شبه كامل”

الأستاذ أحمد، إداري ضمن مديرية التربية في الساحل، قال إن المديرية عملت منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالتعاون من هيئة علم على “إنجاح” العام الدراسي للطلاب، إذ جهزت معظم المدارس التي تعرضت للقصف بعد صيانتها، كما حاولت توزيع الكوادر التدريسية كي تلبي حاجة جميع الطلاب.

ويبقى القصف هو “الخطر الأكبر” الذي تخشاه مديرية التربية، بحسب أحمد، مضيفًا أن قرابة  26 مدرسة تعرضت للقصف  في ريف اللاذقية المحرر خلال الثورة، 7 منها دمرت بشكل شبه كامل، لافتًا “أغلب المدارس القريبة من الجبهات لم تُفعّل تفاديًا للقصف الذي من الممكن أن يستهدفها”.

وأفاد أحمد أن مناهج النظام وصلت إلى عدد من المدارس  في ريف إدلب الغربي المحاذي لريف اللاذقية، ومنها مدرسة ناحية بداما والناجية والكندة، مردفًا “بعد المراقبة اكتشفنا أن عدد النسخ الواصلة كبير جدًا، ما أجبرنا على التواصل مع الفصائل العسكرية في المنطقة لمنع تدريسها في المدارس”.

أحمد أشار إلى توقف العمل  في 6 من المدارس التي أقر تفعيلها العام الحالي، بسبب الاشتباكات العنيفة التي تجري على محاور القتال في الساحل، لافتًا إلى نزوح أكثر من 70% من السكان المستفيدين من تلك المدارس، بالإضافة إلى نزوح عدد من المدرسين عن قراهم، “ما شكل صعوبة في توفير مدارس جديدة للطلاب النازحين”.

وتعمل مديرية التربية على التواصل مع جميع الجهات المهتمة بالتعليم، كما تنسق مع المنظمات والهيئات التي تهدف لمساعدة الأطفال المحرومين من التعليم خلال السنوات الماضية بسبب المعارك المشتعلة في سوريا.

وتواجه المديرية العديد من المصاعب، وفق أحمد، الذي قال إن المديرية تهتم بطريقة إيصال المعلومة إلى الطلاب الذين يقضون معظم وقتهم في الحديث عن المعارك والجبهات، “ليكملوا طريقهم في الثورة وهذا ما يدفعهم إلى حب الدراسة”.

مدرسة حدودية لاستيعاب النازحين

أبو مصعب، وهو مدرس في مدرسة عائشة، الواقعة داخل إحدى قرى ريف اللاذقية الحدودية أفاد أنها “الأكبر”، من حيث عدد الطلاب، مشيرًا في حديثه لـ”عنب بلدي” إلى أنها  تضم أكثر من ألف طالب من القرية والمخيمات القريبة منها.

وتعاني المدرسة من نقص في الكوادر التدريسية والازدحام ضمن الصفوف، إذ يتجاوز عدد الطلاب داخل كل صف فيها أكثر من 50 طالبًا، كما يتوزع طلاب الصف الأول على 8 شعب دراسية ضمن المدرسة.

ووفقًا لـ”أبو مصعب”، حاولت أكثر من جهة توفير منهاج دراسي للطلاب، ولكن أغلبها “تحاول تطويع المنهاج بحسب توجهها السياسي؛ لذلك توجهت الإدارة إلى هيئة علم لتقدم المنهاج الدراسي باعتباره أفضلها في هذه الفترة”، مردفًا “قدمت لنا بعض المنظمات الدفاتر والأقلام للطلاب ووصلتنا وعود من إحداها لتقديم رواتب رمزية للمدرسين”.

ثلاث فترات تدريسية لاستيعاب الأعداد

إدارة المدرسة قسّمت الدوام فيها إلى ثلاث فترات، لتفتح أبوابها من الساعة  7 صباحًا حتى الساعة 10 مساءً، وتستطيع استيعاب العدد الكبير من الطلاب، بحسب “أبو مصعب”، الذي لفت إلى أن حوالي مئتي طفل غير مسجلين في المدارس موجودون في المخيمات، وهم في الوقت الحالي بدون تعليم بعد نزوحهم إثر المعارك الأخيرة التي يشهدها ريف اللاذقية.

عنب بلدي التقت أحد طلاب الصف الرابع في المدرسة ويدعى إبراهيم، وقال إنه سعيد بالذهاب إلى المدرسة بعد انقطاع دام أكثر من عامين، إلا أنه أضاف “يصعب التركيز مع المدرّس بسبب عدد الطلاب الكبير”.

ويجلس إبراهيم مع ثلاثة طلاب في مقعد واحد، “ولكن وجودي في مدرسة أتعلم بها يكفيني، أنا أدرس مع رفاقي أغلب الوقت في منزلنا الذي نسكنه بعد نزوحنا عن قريتنا”.

أم خالد، وهي أم لأربعة أطفال تقطن في إحدى القرى الحدودية، قالت “كنت أخشى على أطفالي البقاء بدون تعليم بسبب الحرب، لأنني لم أرسلهم العالم الماضي إلى مدرسة القرية في جبل الأكراد بسبب خوفي من استهداف النظام لها”.

وأشارت أم خالد إلى أنها حاليًا، وكونها تعيش في قرية قريبة من الحدود، سجّلت أطفالها في المدرسة، “التي وفرت لهم كل ما يلزم من كتب ودفاتر خلال العام الدراسي الحالي”.

وتخشى إدارات المدارس وطواقمها التدريسية استهدافها بشكل أكبر في الوقت الحالي، إذ نفذ نظام الأسد أكثر من مجزرة بحق الطلاب في حلب وإدلب وريف دمشق، ويتخوف كثيرون من حدوث الأمر ذاته في ريف اللاذقية، خاصةً بعد التدخل الجوي الروسي الذي يستهدف المنطقة بعشرات الغارات الجوية بشكل يومي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة