أغذية منتهية الصلاحية تغزو الغوطة الغربية.. مَن المسؤول؟

tag icon ع ع ع

أسامة عبد الرحيم

استغل عددٌ من تجار الأزمات والمنتفعين في الغوطة الغربية، غياب سلطة مدنية، وإدارة المنطقة من قبل جهات عسكرية تفتقد إلى الخبرة، وبدأوا يورّدون إلى المنطقة مواد غذائية منتهية الصلاحية دون مراعاة للظروف المادية والاجتماعية المتردية التي يمر بها الأهالي.

وتباع في المنطقة مواد غذائية فاسدة دون أي خوف من المحاسبة والمساءلة، تؤدي إلى الوفاة أحيانًا أو تتسبب بأمراض مثل التهاب الكبد الفيروسي وغيره، ويروي أبو ماجد أحد المقيمين في بلدة زاكية حادثة شرائه عبوة مياه غازية من الحجم العائلي من أحد محلات البقالة، لكنه تفاجأ بعد فتحها بطعم غريب دفعه للتأكد من صلاحيتها، مكتشفًا أنه مضى على انتهاء صلاحيتها قرابة 4 أشهر.

توجّه أبو ماجد إلى البائع مباشرة وأخبره بالأمر، لكنه أنكر معرفته بانتهاء الصلاحية وأصر على أنه غير مسؤول عن ذلك.

في حالة أخرى، تقول أم حسن، وهي ربة منزل نزحت من داريا إلى المنطقة، أن ابنها (8 سنوات) اشترى “كيس شيبس” لكن رائحة كريهة انبعثت منه، واكتشف أن المواد داخله فاسدة وغير صالحة للأكل.

وعلّق عبد الرحمن، أحد العاملين في المجال الغذائي، على انتشار الظاهرة بأن الكثير من المنشآت والمعامل الغذائية تقوم بتصنيع منتجاتها في مناطق مغمورة بعيدة عن الرقابة وتفتقد لأبسط أشكال النظافة والجودة لتجنب التموين أو الضرائب، مستغلةً الوضع الحالي.

ورصدت “عنب بلدي” حالة تسمم مع طفلٍ يبلغ من العمر 10 سنوات في بلدة زاكية بعد تناوله مشروبات ملونة، أسعف إلى المشفى مباشرة واكتشف الأطباء أن المشروب تعرض للشمس وسوء التخزين ما أدى إلى فساده.

وتفتقر المناطق المحررة من الغوطة الغربية إلى جهة رقابية محلية؛ تعمل على مراقبة عملية تداول المواد الغذائية في الأسواق، وتشرف على تخزينها وتعاقب المخالفين، وسط الفوضى التي خلفتها الحرب.

وكانت الأمم المتحدة أدخلت، في حادثة مشابهة، مواد غذائية فاسدة (بسكويت) إلى مدينة الزبداني المحاصرة في ريف دمشق الغربي، تسمم إثرها قرابة 200 مدني، منتصف تشرين الأول الماضي.

واعترف منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، يعقوب الحلو، أن المنظمة اكتشفت عقب التوزيع أن 320 من تلك الطرود كانت منتهية الصلاحية منذ 15 أيلول الماضي، معتبرًا “استهلاك بسكويت منتهي الصلاحية لا يؤدي إلى أي مشاكل صحية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة