لبنان يحكم على أربعة سوريين بالإعدام بتهمة الإرهاب

مخيم للاجئين السوريين في عرسال بعد مداهمة للجيش اللبناني - أيلول 2014 (BBC)

camera iconمخيم للاجئين السوريين في عرسال بعد مداهمة للجيش اللبناني - أيلول 2014 (BBC)

tag icon ع ع ع

أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان أحكامًا بحق خمسة سوريين لقتلهم جنودًا في معركة عرسال عام 2014، إذ حكمت على أربعة منهم بالإعدام، بينما حكمت على الخامس بالسجن المؤبد.

وقالت المحكمة، إن السوريين الخمسة “ينتمون إلى (جبهة النصرة) الإرهابية”، وشاركوا في القتال ضد الجيشين السوري واللبناني في عرسال، وفق ما نقلته قناة “MTV” اللبنانية اليوم، الثلاثاء 5 من تشرين الأول.

وسبق أن وجهت السلطات اللبنانية اتهامات للاجئين سوريين على أراضيها بالإرهاب والانتساب إلى جماعات مسلحة في سوريا، وتعرض إثر هذه الاتهامات المئات من الرجال والنساء والأطفال للاحتجاز التعسفي، والتعذيب، والمحاكمة غير العادلة.

ووثقت منظمة العفو الدولية، في تقرير صادر في آذار الماضي، بعنوان ”كم تمنيت أن أموت”، انتهاكات مخابرات الجيش اللبناني ضد 26 محتجزًا سوريًا، من ضمنها انتهاكات المحاكمة العادلة، والتعذيب الذي يتضمن ضربًا بالعصي المعدنية، والكوابل الكهربائية، والأنابيب البلاستيكية.

وأفاد التقرير أن السلطات اللبنانية تستخدم بعض أساليب التعذيب المروعة نفسها المستخدمة في أسوأ السجون سمعة في سوريا بحق اللاجئين السوريين المعتقلين بتهم تتعلق بالإرهاب.

كما نقل التقرير عن المحتجزين تعرضهم للتعليق من الأرجل، وإرغامهم على اتخاذ أوضاع جسدية مجهدة لفترات طويلة، إلى جانب تعرض امرأتين للتحرش الجنسي والإساءات اللفظية في الحجز، وإرغام إحداهما على مشاهدة عناصر الأمن وهم يعذبون ابنها، كما أُرغمت الأخرى على مشاهدة زوجها وهو يتعرض للضرب.

وتعتبر منظمة العفو الدولية المحاكمات بحق السوريين إجراءات تنتهك حقوق الإنسان ولا تكفل محاكمة عادلة، إذ إن المشتبه به بارتكاب جرم الإرهاب يُحال إلى التحقيق، ويحاكَم أمام محكمة عسكرية، حتى ولو كان مدنيًا، بموجب القانون اللبناني.

وقال تقرير لموقع “المفكرة القانونية”، تضمّن استطلاع آراء محامين حول محاكمة لاجئين سوريين بتهم الإرهاب في القضاء العسكري، إن قاضي التحقيق العسكري يتجه بشكل مستمر ومتشدد إلى توجيه تهم الإرهاب بحق السوريين.

وأضاف التقرير أن المحكمة العسكرية في لبنان تفرض اختصاصها على الجرائم الواقعة في سوريا بشكل مخالف للقانون، وتسيء تفسير المواد التي تستند إليها من قانون العقوبات، وتحديدًا المادة رقم “19” والمادة رقم “23”، أي التي تحدد الصلاحية الذاتية والصلاحية الشاملة للمحاكم اللبنانية تجاه الأجانب.

وفي 2 من آب 2014، تحولت عرسال إلى ساحة معارك بعد نجاح تنظيمي “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية” بالسيطرة عليها وأسر ما لا يقل عن 29 عنصرًا من الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وقتل آخرين، قبل الانسحاب منها في 7 من الشهر ذاته.

ويعيش في لبنان، بحسب السلطات اللبنانية، مليون ونصف مليون لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن نحو مليون سوري مسجلين لديها، معظمهم في عرسال.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة