“سماء قريبة من بيتنا”.. أبطال بين السياسة والانكسارات

tag icon ع ع ع

نقلت الروائية السورية شهلا العجيلي في روايتها “سماء قريبة من بيتنا” صورة حلب في منتصف القرن الـ20، حيث الانتعاش الاقتصادي والسياسي، وانعكاسات ذلك على الحياة الأدبية والموسيقية الغنية في المدينة، وضياع هذا الإرث السياسي والاقتصادي للمدينة خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث يختلط الماضي بالحاضر للتعبير عن ضياع هوية المكان وقداسته.

رصدت الرواية، التي اختيرت ضمن القائمة القصيرة لجائزة “البوكر” العربية عام 2016، في الفصل الأول منها، حالة الحياة الحزبية في سوريا، التي تركّز ثقل بعضها في حلب، والحالة السياسية التي طغت على أحاديث الطبقة البرجوازية، والموظفين الكبار في الحكومة، والسياسيين، وأساتذة الجامعة.

وحمل الفصل الأول من الرواية اسم “ليالي الأُنس”، للإشارة إلى الماضي الجميل لمدينة حلب، التي كانت تشهد على الدوام حفلات الطرب، والتي كانت قبلة “البكوات” حينها.

الرواية التي صدرت عام 2015، عن “منشورات ضفاف في بيروت”، تروي حكايات شخصيات تنتمي إلى مناطق جغرافية وثقافية متنوعة، وتخص منطقة جغرافية (مدينة حلب) بتشابك تلك الحكايات، وتقحمها بعوالم مختلفة أسهمت بصنع تغييرات جذرية في منطقة الشرق الأوسط.

التحولات الطارئة على خارطة الشرق الأوسط هي محور الرواية (344 صفحة) ذات اللغة البسيطة، التي تكاد تكون أشبه بلغة الجريدة اليومية.

كُتبت الرواية بتفاصيل ملحمية، تقوم على الحكاية الفردية لبطلتها “جمان” المرتبطة بحدث أكبر يلامس كل العالم العربي.

تستند العجيلي إلى “جمان” لترتحل معها في فضاءات مكانية وزمانية مختلفة، تغوص معها في الماضي وتفاصيله، والواقع ومشكلاته، وترصد معاناة اللاجئين في مخيمات دول الجوار، خصوصًا مخيم “الزعتري” في الأردن.

 الروائية شهلا العجيلي

مواليد عام 1976، حاصلة على دكتوراه في الأدب من جامعة “حلب”، عاشت بين مدينتي الرقة وحلب، واستقرت فيما بعد في الأردن، وعملت أستاذة للأدب العربي الحديث في الجامعة “الأمريكية” هناك، وكان أول أعمالها مجموعة قصصية بعنوان “المشربية”، ولديها العديد من الدراسات والمقالات النقدية في الأدب والتاريخ والجغرافيا.

تصوّر الروائية مرض بطلتها “جمان” بالسرطان وتعرضها للمعالجة الكيماوية، وتسرد مخاوف المصابين بهذا المرض وقلقهم على مستقبلهم، وتعكسه على مرض سوريا بأزماتها المتراكمة، وانكساراتها وضعفها، ومخاوف شخصيات الرواية على مستقبل عالمهم في الوقت الحاضر الذي لا يشبه الماضي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة