ماذا نعرف عن “الكبسولة الذكية” المبرمجة للتنحيف

"الكبسولة الذكية" المبرمجة للتنحيف
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يسعى معظم المصابين بالبدانة للتخلص منها بأسرع وقت ممكن، ورغم وجود جراحات البدانة وفعاليتها في إنقاص الوزن، فإن كثيرين من المرضى لا يفضّلونها لأسباب عديدة، فبحث الأطباء عن بديل الجراحة للتخلص من الوزن الزائد، فكانت بالونات المعدة التي تحتاج إلى المنظار عند إدخالها وعند إزالتها وهو ما يزعج بعض المرضى، ثم التوصل إلى الكبسولة المبرمجة التي تعتبر من أسهل الإجراءات للتخلص من البدانة.

ما المقصود بتقنية الكبسولة المبرمجة؟

هي تقنية غير جراحية لتخفيف الوزن، وكبسولة المعدة المبرمجة، أو كبسولة المعدة الذكية كما يسميها البعض، هي عبارة عن كبسولة بحجم حبة الفيتامين، تحتوي على بالون منكمش، متصلة بأنبوب رفيع للغاية، يبتلعها المريض كأي كبسولة دوائية، وبمجرد وصولها إلى المعدة يتحلل غلافها الخارجي في أحماض المعدة، ثم يُملأ البالون بالسائل عبر الأنبوب المتصل به، بحيث يستقر في الجزء العلوي من المعدة، وبعد أربعة أشهر ينفتح صمام البالون تلقائيًا ليخرج السائل وينزلق البالون عبر الأمعاء ويخرج عبر الشرج.

يؤدي وجود البالون في المعدة إلى الإقلال من كمية الطعام المتناوَل، إضافة إلى الشعور بالشبع لفترة طويلة نسبيًا بسبب زيادة إفراز هرمون الشبع (هرمون اللبتين) نتيجة ضغط البالون المستمر على بوابة المعدة، كما يسهم تقليل كمية الطعام المستهلكة في انكماش المعدة بعد فترة، وكل ذلك يؤدي إلى تعوّد الجسم على استكمال احتياجاته من السعرات الحرارية من الدهون المخزنة وبالتالي إنقاص الوزن.

مَن المرشحون لاستخدام كبسولة المعدة للتنحيف؟

تقنية كبسولة المعدة بسيطة للغاية ومخاطرها محدودة جدًا، ولهذا فهي مناسبة لعدد كبير من الأشخاص، ويُنصح بها عادة في الحالات التالية:

  • الأشخاص الذين يتراوح مشعر كتلة الجسم لديهم بين 27 و40 كغ/ م2.
  • المرضى الذين لا يستطيعون الخضوع لجراحة البدانة بسبب حالات صحية أخرى كالقصور الكلوي مثلًا.
  • المرضى الذين يحتاجون إلى إجراء جراحة البدانة كتكميم المعدة مثلًا ولكنهم يعانون من زيادة شديدة جدًا في الوزن، لذلك يلجأ هؤلاء لتقنية كبسولة المعدة في البداية لتخفيف أوزانهم إلى الحد الذي يسمح بإجراء الجراحة بمضاعفات أقل.

وبشكل عام، لا يُنصح باستخدام كبسولة المعدة في الحالات التالية:

  • مرضى الداء السكري من النمط الأول.
  • للمصابين باضطرابات المريء والمعدة.
  • النساء الحوامل أو المرضعات.

كيف تُجرى تقنية كبسولة المعدة المبرمجة؟

تجرى هذه التقنية ببساطة وخلال مدة عشر دقائق تقريبًا، وذلك كما يلي:

  • يبتلع الشخص الكبسولة مع رشفات من الماء حتى تصل إلى المعدة.
  • يقوم الطبيب بالتحقق من وصول الكبسولة إلى المعدة واستقرارها فيها عبر الأشعة السينية.
  • يُعبّأ البالون بالسائل من خلال الأنبوب الموصول بالكبسولة.
  • يُسحب الأنبوب عبر الفم.
  • يُنصح المريض بتناول السوائل فقط في اليوم الأول للعملية، ثم الأطعمة الطرية في اليوم الثاني، ثم يعود إلى تناول الأطعمة العادية بدءًا من اليوم الثالث.
  • ويجب متابعة الحالة من قبل الطبيب بشكل دوري مدة 12 أسبوعًا.

ما ميزات كبسولة المعدة المبرمجة؟

  • هذه العملية لا تتضمن أي إجراء جراحي أو استخدام للمنظار.
  • لا تستلزم أي فترة تعافٍ بعدها، ويمكن العودة إلى الحياة الطبيعية بعد الانتهاء من العملية فورًا.
  • لا تستلزم أي إجراء لإخراج البالون.
  • العلاج بكبسولة المعدة فقط يمكن أن يؤدي إلى فقدان 10 إلى 15% من الوزن خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد العملية.
  • يعتبر الالتزام بالبرنامج الغذائي والرياضي إجراء اختياريًا يساعد في تحقيق أقصى استفادة ممكنة من إجراء كبسولة المعدة، حيث يمكن أن يزيد من الوزن المفقود ليبلغ 20– 30% من وزن الجسم خلال الأشهر الثلاثة التالية للعملية.

ما المخاطر المحتمَلة لكبسولة المعدة المبرمجة؟

تعد الكبسولة آمنة تمامًا ولا تسبب أي آثار جانبية خطيرة عادة، عدا عن تعرض الشخص للشعور بغثيان مزمن عند العلاج بالبالون، والتعرض لنوبات قيء شديد قد يتطلب التخلص من البالون قبل الموعد المحدد.

ومن الآثار الجانبية الأخرى المحتمَلة:

  • الارتجاع المعدي المريئي.
  • عسر الهضم.
  • تقلصات وآلام بالمعدة.
  • الشعور بالانتفاخ.
  • تقرح المعدة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة