فاتورة “الأمبيرات” والمازوت توقف عمل الورشات والمهنيين في الغوطة الشرقية

camera iconمزارع داخل مزرعة في الغوطة الشرقية - 17 نيسان 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يعاني أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق توقف معظم المهن الحرفيّة، في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر وغلاء أمبيرات المولدات في المنطقة، والذي تزامن مع أوضاع معيشية صعبة تعاني منها المنطقة.

محمد ياسين (اسم مستعار) يعمل في مجال الخياطة في الغوطة الشرقية، قال لعنب بلدي إنه توقف عن العمل بسبب الغلاء الكبير بأسعار المواد الأولية، مع عدم قدرته على دفع مصاريف الكهرباء الشهرية، بعد أن بات سعر الأمبير الواحد 3200 ليرة سورية.

وأضاف أن كهرباء الدولة تنقطع 12 ساعة يوميًا، وتصل إلى السكان لمدة ساعة واحدة خلال اليوم، ما دفعه إلى التوقف عن العمل، كونه يحتاج أسبوعيًا إلى قرابة 30 ألف ليرة سورية (حوالي 9 دولارات)، المبلغ الذي لا يمكن لمحمد أن يجنيه خلال الشهر الواحد.

لم تكن مهنة الأجبان والألبان أفضل حالًا، فالكثير من معامل التصنيع أُغلقت بسبب الخسائر الكبيرة، بعد أن تجاوزت كلفة تصنيع المواد أسعار بيعها، بحسب ما قاله حامد علي لعنب بلدي، وهو صاحب معمل أُغلق منذ مدة ليست بطويلة.

وأضاف، نواجه الكثير من الصعوبات، فأولًا يعمل حامد على جمع الحليب من الفلاحين عبر سيارته الخاصة، وهي تحتاج إلى 3600 ليرة سورية لكل ليتر واحد من المازوت، وكخطوة ثانية يجب غَليُ الحليب من أجل تصنيع مواد الأجبان، الأمر الذي يحتاج إلى الغاز والذي يصل سعر الاسطوانة الواحدة منه إلى 95 ألف ليرة، كما تحتاج عملية تبريد الحليب إلى تشغيل مولدة الكهرباء التي تعمل بالوقود، وهذه تكاليف إضافية.

خلال أربعة أشهر من محاولة تحسين وضع المعمل، بات حامد مديونًا بمبلغ مالي قدره مليونين ليرة سورية، ما أجبره على إغلاق المعمل والجلوس في منزله دون عمل، بسبب انعدام الخيارات، حاله كحال غالبية الحرفيين وأصحاب الأعمال الخاصة في الغوطة الشرقية.

وتزداد الصعوبات في مسألة بيع المنتجات، فأصحاب المهن والحرف يعتمدون على سوق الغوطة لتصريف منتجاتهم، لأن نقلها إلى داخل العاصمة دمشق يتطلب مصاريف إضافية كرشاوى لعناصر قوات النظام على الحواجز الأمنيّة، الأمر الذي يعتبر تكاليفًا أكبر مما سبق بحسب حامد.

كم تبلغ أسعار المواد الغذائية في الغوطة الشرقية

يبلغ سعر  لينر المازوت 3600 ليرة سورية إضافةً إلى 400 ليرة سورية للبنزين، بينما بلغ سعر الزيت المعدني الذي يستخدمه السكان في الطهي كونه أرخص من الغاز 12 ألف ليرة.

أما المواد الغذائية، فبلغ سعر كيلو الأرز 2000 ليرة، ووصل سعر السكر إلى 2200 ليرة للكيلو الواحد، وبحسب ما رصدت عنب بلدي، وصل سعر ربطة الخبز إلى ألف ليرة سورية.

ووصل سعر الكيلو الواحد من لحم الأغنام، إلى 25 ألف ليرة سورية، و ألف ليرة للكيلو الواحد من الطماطم (البندورة).

ويعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.

ويعد هذا الرقم أعلى نسبة سُجلت على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، في 11 من شباط الماضي.

ووفقًا للبيانات، يعاني 1.3 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد، بزيادة قدرها 124% خلال سنة، وقُيّم 1.8 مليون شخص إضافي على أنهم معرضون لخطر الوقوع في انعدام الأمن الغذائي.

وزاد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنسبة 57%، أي بمقدار 4.5 مليون شخص في عام واحد فقط.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة