رمّان درعا.. التشقق وتكاليف التبريد يضعفان الإقبال على التخزين

camera iconرجل يجمع ثمار الرمان في بساتين ريف درعا الغربي بعد نضوجها - 6 تشرين الثاني 2020 (عنب بلدي \ حليم محمد)

tag icon ع ع ع

درعا – حليم محمد

مع ارتفاع أسعار المازوت للعام الحالي، يتخوف مزارعون في درعا من ارتفاع تكلفة تخزين الرمان في وحدات التبريد، بعد أن شهد موسم العام الحالي ظاهرة التشقق، التي أثرت على جودة وكميات الإنتاج، ولذلك يسعى بعض الفلاحين لبيع المحصول في السوق المحلية بهذه المرحلة، توفيرًا للتكاليف.

ينوي “أبو حسين”، أحد مزارعي الرمان في بلدة تل شهاب جنوب غربي درعا، تخفيف كميات التخزين للنصف تقريبًا مقارنة بموسم العام الماضي، لأسباب تتعلق بالتكلفة التي يتوقع أن تكون عالية بسبب ارتفاع سعر الديزل، بالإضافة إلى أجرة العمال.

خزّن المزارع العام الماضي 100 طن من الرمان، وسيقتصر تخزينه العام الحالي على 60 طنًا، بسبب غلاء مستلزمات الإنتاج من ثمن الأقفاص إلى المازوت، وغلاء أجور اليد العاملة، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ووصل سعر ليتر المازوت إلى أربعة آلاف ليرة سورية في السوق المحلية، في حين بلغ سعر ليتر المازوت العام الماضي 1000 ليرة.

ولا يوجد دعم حكومي لوحدات التبريد الخاصة، وتحتاج مقطورة التبريد (الذنبة) إلى برميل مازوت حتى تأخذ درجة التبريد إلى بدايته، وهي الدرجة 4 مئوية، كما تحتاج إلى ما يعادل 40 ليترًا بشكل يومي، في أثناء ساعات التشغيل.

أسامة (33 عامًا)، من مزارعي بلدة المزيريب شمال غربي درعا، قرر بيع محصوله كاملًا للتجار، بسعر 800 ليرة سورية للكيلو الواحد، بعد أن صرف النظر عن تخزينه لهذا العام.

وأوضح المزارع لعنب بلدي، أنه خزّن العام الماضي محصوله البالغ 50 طنًا، كاملًا، لكن لا مقدرة لديه في العام الحالي على دفع تكاليف الإنتاج، وخاصة بعد ارتفاع أسعار المازوت.

وللتبريد في درعا طريقتان، الأولى تجري في وحدات تخزين، عبارة عن غرف معزولة مزوّدة بأجهزة تبريد، والثانية هي التخزين بالمقطورات أو ما يُعرف بـ”الذنبات”، وهي طريقة تُستخدم للتخزين السريع من شهر إلى ثلاثة أشهر.

علاء المحمد، قرر تخزين محصوله الذي يتوقع أن يصل إلى 70 طنًا في وحدة تبريد، وقال لعنب بلدي، إنه رغم غلاء تكاليف الإنتاج، هناك مؤشرات على ارتفاع أسعار الرمان، منها فتح المعابر الدولية، خصوصًا معبر “نصيب” الحدودي مع الأردن، وتصدير الرمان إلى روسيا والعراق.

وكانت السلطات الأردنية أعلنت، في 29 من أيلول الماضي، فتح معبر “جابر” المقابل لمعبر “نصيب” الحدودي، وسمحت للشاحنات (الترانزيت) بدخول الأردن باتجاه السعودية، ومن الأردن باتجاه سوريا، بعد إغلاقه في شباط 2020، بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).

تشقق الرمان يضعف الإنتاج

لاحظ فلاحو درعا هذا الموسم زيادة في تشقق ثمار الرمان، لأسباب أرجعها مزارعون ومهندسون زراعيون إلى زيادة في حمل الشجرة مقارنة بالعام الماضي، وقلة ري المحصول بعد تراجع منسوب الآبار، وتقلبات جوية بين حارة نهارًا وباردة ليلًا.

المزارع “أبو حسين” أوضح أن سبب التشقق هو التأخير في “ريات” شهري آب وأيلول، إذ يحتاج الرمان إلى “ريات” متوازنة في فترات سقاية لا تتعدى 20 يومًا.

وقال مهندس زراعي عامل في المنطقة (طلب عدم الكشف عن اسمه) لعنب بلدي، إن تشقق ثمار الرمان سببه الرئيس نقص عنصر الكالسيوم الذي يسبب ضعفًا في قشرة الثمرة، وحمل الأشجار الزائد، لافتًا إلى أن الحقول ذات الحمل المتوسط أقل عرضة للتشقق.

وأضاف أنه ظهر مبكرًا هذا العام لأسباب مناخية تؤثر على تقلص وتمدد الثمرة، مشيرًا إلى أنه كان ينصح المزارعين بتخفيف حمل الشجرة، وتوزيعه بشكل متناسق على الأغصان.

ويُطلق على هذه العملية “التخفيف”، ويجب أن تبدأ بعد عقد الثمار بشهر.

ويباع كيلو الرمان المشقق للعصير بسعر 300 ليرة سورية، وهو ما يعتبره الفلاحون خسارة في الإنتاج.

وازدهرت زراعة الرمان خلال السنوات الماضية في درعا، خصوصًا بريفها الغربي، وتشتهر المحافظة الجنوبية بزراعة الصنف الفرنسي الأحمر القابل للتخزين، والمرغوب للتصدير.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة