الفيلم التركي “KIN”.. الضغائن تعيش عمر أصحابها

tag icon ع ع ع

ينطلق موضوع الفيلم التركي “KIN”، أو “ضغينة” باللغة العربية، من العنوان الذي يقول الكثير عن العمل قبل بدء المشاهدة.

يحكي الفيلم قصة هارون، ضابط تحقيق تركي تلقى للتوّ ترقية في الهرم الوظيفي، قرّبته أكثر من تولي قيادة الأمن في الولاية، لكن حادثًا ما يصادف الضابط النزيه بعد أيام من تكريمه، يقلب الأمور رأسًا على عقب.

والقضية أن الضابط الذي أمضى سهرة لطيفة مع فريق عمله في أحد المقاهي للاحتفال بالترقية، حيث قدم له فريق العمل هدية بهذه المناسبة، يستقل بعد الاحتفال سيارة أجرة لتقلّه إلى المنزل، لكن السائق الذي سينحرف عن الوجهة المطلوبة، سيحرف مسار حياة الضابط مرّة واحدة وإلى الأبد، وسيضعه في مواجهة مع ظروف جديدة يصارع للخروج منها منتصرًا، أو حتى بأقل الخسائر.

وبعد غفوة عابرة في سيارة الأجرة، يستيقظ الضابط ليرى نفسه في طريق مختلف عن وجهته الحقيقية، فيدخل في شجار مع السائق الذي يفصح دون تردد عن غايته، وهي قتل الضابط.

لحظات متسارعة وقلقة تنتهي حين ينهي أحد الطرفين حياة الآخر ضمن شجار غير مفهوم الأسباب، تُحول الضابط الذي ينتظر الترقية وقيادة شرطة الولاية، إلى قاتل، سيجد نفسه بعد هذه الجريمة التي وقعت دفاعًا عن النفس، مضطرًا للبحث عن القاتل إلى جانب فريق عمله.

يشعر هارون بالحصار بين أصدقائه الذين يبحثون عبثًا عن قاتل يبحث عن نفسه معهم، ما يعني إخفاء الأدلة، وتضليل العدالة، وغير ذلك من الأساليب التي لا يقف الشخص طويلًا عند أسمائها حين يتعلق الأمر بالنجاة.

يفتح هارون طريقًا آخر يخوض خلاله مسارًا منفردًا في التحقيق، فالضابط مستهدف، ويعي ذلك، والموقف الذي تعرض له لا مخرج منه بنهاية سعيدة، فإما أن يكون القاتل وإما الضحية.

وخلال البحث عن العقل الذي سمّم طموح الضابط بترقية صارت على المحك، تتكشّف لهارون محاولة انتقام مدروسة بسبب توليه قضية في بدايات عمله بالسلك الأمني، ويبدو أن الحكم الذي أفضت إليه لم يكن منصفًا بنظر من جاء يحقق العدالة بعد سنوات طويلة خلت.

يندرج الفيلم الذي يمتد لـ106 دقائق، في إطار أفلام التشويق والإثارة، والجريمة أيضًا، ويحكي قصصًا غير مستبعدة عن الرغبة بالانتقام، والضغائن التي يمكن أن تعيش عمر صاحبها، بصرف النظر عن مدى عدالة القضية.

ويتضح من خلال مجريات الأحداث أن هناك من نذر حياته للانتقام، وسخّر طاقاته على مدار سنوات لهذا الغرض، وهما ابن وابنة محكوم سابق بقضية لم يرتكبها.

ولم يحظَ العمل، رغم العناية بالصورة والفكرة والأداء المتقن من أبطاله، بتقييم مرتفع عبر “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية، إذ يشهد الفيلم في نصفه الثاني محاولة ضغط وتكثيف أحداث كان يمكن معها تحويل الفيلم إلى مسلسل محدود، أو على الأقل إلى فيلم تتخطى مدته ساعتين.

صدر الفيلم مؤخرًا عبر شبكة “NETFLEX”، وكتبه يلماز أردوغان، وأخرجه توركان ديريا، وشارك في بطولة الفيلم كل من يلماز أردوغان، وأحمد ممتاز تايلان، وروزغار أكسوي، ودويغو سارشن.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة