“الطبّاخ الليزري” خَيار لتخفيف تكلفة غاز الطبخ في إدلب

بائع يعرض أسطوانات غاز أمام محله في مدينة إدلب شمالي سوريا- 23 تشرين الأول 2021 (عنب بلدي/أنس الخولي)

camera iconبائع يعرض أسطوانات غاز أمام محله في مدينة إدلب شمالي سوريا- 23 من تشرين الأول 2021 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

tag icon ع ع ع

يفكّر صبحي هشام، من سكان مدينة إدلب شمالي سوريا، بشراء لوح طاقة شمسية آخر أو وصل التيار الكهربائي إلى منزله (تركيب ساعة) واعتماد “الطباخ الليزري”، للتخفيف من المصاريف الشهرية لاستهلاك الطاقة، بعد رفع سعر أسطوانة الغاز وتخفيض وزنها.

وقال صبحي لعنب بلدي، إن أسطوانة الغاز كانت تكفيه لمدة شهر، لكنه غير قادر على شرائها بسعرها الجديد، ولذلك يفكر بهذه الطرق البديلة لتوفير التكاليف.

واستنكر الشاب رفع أسعار الغاز، وربط هذا الرفع المتكرر بتقلبات الدولار ومن ثم الليرة التركية، إذ إنه مادة أساسية للعائلة، بحسب تعبيره.

ما أسعار الكهرباء والغاز؟

وفي 23 من تشرين الأول الحالي، رفعت شركة “وتد” للمحروقات سعر أسطوانة الغاز لتصبح 113 ليرة تركية بعد أن قررت بيعها بـ109 ليرات إثر تخفيض وزنها إلى تسعة كيلوغرامات، في 19 من الشهر نفسه.

وكانت الشركة خفضت سعر الأسطوانة ليصبح 109 ليرات تركية بعد أن كان 122 ليرة بوزن عشرة كيلوغرامات، بالتزامن مع انخفاض قيمة الليرة التركية المتواصل.

ويبحث السكان في إدلب، مع كل ارتفاع في قيمة الغاز والمحروقات، عن بدائل لاستخدامها عند الطهو والتدفئة، كـ”البابور” أو “الجلة” التي تُصنع من روث البقر والماعز مع التبن والماء، أو أسطوانات الغاز السفرية التي تُعبّأ بحسب الاستطاعة المادية للشخص.

وبعد وصول التيار الكهربائي إلى مدينة إدلب وريفها، مع إعلان شركة “Green Energy” البدء بتغذية المدينة بالكهرباء بعد انقطاعها لسنوات، في أيار الماضي، أصبحت الكهرباء بديلًا متاحًا أمام السكان للغاز والمحروقات، إلى جانب الاعتماد على ألواح الطاقة الشمسية (الطاقة البديلة) كمصدر للكهرباء.

ويبلغ سعر العدّاد الأحادي الطور (العداد الكهربائي المنزلي) 350 ليرة تركية، ورسم الاشتراك 100 ليرة، ويبلغ سعر الكيلو واط المنزلي 90 قرشًا.

ونتيجة للارتفاع العالمي المتصاعد في أسعار النفط والغاز، انعكست موجة الغلاء سلبًا على الواقع المعيشي في الشمال السوري ، كما هي الحال في شتى مناطق العالم، بحسب مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد، حمدو الجاسم.

“الإنقاذ” تبرر

وقال الجاسم لعنب بلدي، إن وزارة الاقتصاد في حكومة “الإنقاذ” سعت، مع الانخفاض المستمر في سعر صرف الليرة التركية، إلى مواجهة موجة الغلاء العالمي، وأجرت دراسة حول سبل تخفيف ارتفاع الأسعار على المواطنين، من خلال توحيد وزن أسطوانة الغاز مع بقية مناطق الشمال، ما يعني توحيد الأسعار.

وأصبحت الكمية المعبأة في أسطوانة الغاز تسعة كيلوغرامات، ليبقى المواطن قادرًا على شرائها، بحسب ما أضافه، إذ من المفترض أن يكون سعرها اليوم 122 ليرة تركية بوزن عشرة كيلوغرامات، وبعد تخفيض وزنها أصبح سعرها 109 ليرات تركية، مع الحفاظ على الامتيازات والخدمات المقدمة سابقًا، وهي تقديم المعمل خدمة الختم.

وتُختم الأسطوانة في المعمل، ما يعني “انعدام تلاعب الباعة بالوزن، فيضمن حق المواطن في ثمن ووزن الأسطوانة”، إضافة إلى استبدال الصمام مجانًا، إذ يصل سعره إلى 3.5 دولار، فضلًا عن أن السعر موحد بين جميع مناطق إدلب، من بداما إلى سرمدا، بحسب الجاسم.

وأوضح الجاسم أن وزارة الاقتصاد والموارد تحدد أسعار المواد الأساسية (المحروقات والخبز)، إذ تُحدد سعر مبيع المحروقات للمستهلك للشركات المرخصة لديها، ولا تسمح بأي تجاوز للحد الموضوع.

وتتغير نشرة أسعار المحروقات حسب سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار، كون التداول في الشمال يتم بالليرة التركية، والأمر الآخر الذي يؤثر بتغير نشرة أسعار المحروقات والخبز هو ارتفاعها من المصدر لأنها مُستوردة.

وتشهد الليرة التركية انخفاضًا في قيمتها بسبب تخفيض سعر الفائدة، واستبدال أعضاء لجنة السياسة النقدية في المصرف المركزي الذين عارضوا تخفيض الفائدة، والمسار العالمي للدولار.

ومن المتوقع أن تشهد أسعار الغاز والمحروقات في الشمال السوري ارتفاعات متكررة لاحقة مرتبطة بانخفاض الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.


شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة