استنكار واسع لتصريحات قرداحي.. رفض عربي رسمي ولبنان يتبرأ

camera iconوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (جورج قرداحي/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أثار وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، جدلًا واسعًا بخصوص تصريحاته حول مختلف القضايا التي تخص الشارع العربي، من تأييده لرئيس النظام السوري، وتصريحاته حول معظم الأنظمة العربية في مواجهة ثورات الشعوب خلال العقد الماضي.

إذ ظهر قرداحي في الحلقة الرابعة من برنامج “برلمان شعب“، الذي يأخذ طابع استجواب، وعُرض في 25 من تشرين الأول الحالي.

وقرر “نواب البرلمان” سحب الثقة الإعلامية من قرداحي، ونُقل التصويت إلى استفتاء شعبي على موقع البرنامج على الإنترنت.

ماذا قال عن سوريا

ردًا على سؤال حول تأييده لرئيس النظام السوري، أجاب قرداحي أن رئيس النظام السوري ليس مجرمًا، وأنه انتصر على “المؤامرة الكونية”.

وحول موقفه ممن خرجوا في مواجهة بشار الأسد ونظامه، قال قرداحي “هل هم كانوا أبرياء، ناصعي البياض، ملائكة نازلين من السماء، ما شفنا أكلة الأكباد، قطاعي الرؤوس، ما شفنا الاعتداءات التي أصابت المدنيين في قراهم بشمال شرقي سوريا”.

قرداحي كان أدلى بتصريحات ضمن برنامج “المليونير” عبر “MBC”، في بداية الثورة، قال فيها إن هناك وسائل إعلام تتآمر على سوريا، وفي عام 2013 امتدح شخص رئيس النظام ووالده في لقاء تلفزيوني عبر قناة “OTV”، كما سبق أن وصف بشار الأسد بشخصية عام 2018.

مصر

وحول مصر، تحدث قرداحي عن إنجازات عظيمة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يوصف بأنه جاء إلى الحكم عبر انقلاب عسكري على أول حكم منتخب عام 2013.

وأكد قرداحي أن ما حدث في 30 من حزيران من العام نفسه، كان ثورة أيضًا، وأن السيسي جاء باختيار شعبي بخلاف جميع التقارير الحقوقية وشهادات الناشطين المصريين.

وحول سقوط قتلى في أحداث “رابعة العدوية”، أنكر قرداحي معرفته بوجود ضحايا، قائلًا إن “التاريخ لا يتوقف على هذه الأحداث، المهم هو النتائج”.

لبنان

سُئل قرداحي ما إذا كان يتمنى حدوث انقلاب عسكري في لبنان، فأجاب “ياريت بيصير انقلاب في لبنان، بس يكون انقلاب مؤقت لحتى ينظم الحياة السياسية، انقلاب لمدة خمس سنوات فقط حتى يدافع عن حقوق الناس، ثم يعيد السلطة للشعب”.

وعن موقفه من “حزب الله” اللبناني، وهل يعتبره مثل التنظيمات الإرهابية الأخرى؟ قال قرداحي إنه لا يقارن “حزب الله” بالمنظمات الإرهابية.

وأوضح، “لكني أقول إن هذا السلاح بيد (حزب الله) يجب أن يوضع له حل داخل إطار الدولة، أريد أن يسير نوع من التفاهم مع (حزب الله) لجعل هذا السلاح ضمن سيطرة الدولة وتحت تحكمها”.

وشدد على أنه لا يجوز أن تكون هناك منظمات مسلحة حزبية أو غير حزبية داخل دولة معيّنة، لأنها تعطّل دور الدولة، بحسب قوله.

وتابع، “(حزب الله) لبناني، وهو ليس مستوردًا من الخارج، (حزب الله) يكافح ويناضل منذ العام 1982 ضد إسرائيل، ولا نريد أن نجرده من هذه التضحيات، فعنده تضحيات كبيرة”.

اليمن

واعتبر جورج قرداحي في حديثه أن جماعة “الحوثيين” في اليمن، تنظيم مسلح يدافع عن أرضه وليس تنظيمًا إرهابيًا، ووصف الحرب اليمنية بأنها “عبثية يجب أن تتوقف”،وأن “الحوثيين” يمارسون “الدفاع عن النفس”، قائلًا إنه ضد كل ما يجري في اليمن، وضد التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات في هذا البلد.

الإمارات

ذكر قرداحي أنه ضد التطبيع مع “إسرائيل”، وهو يثق بحكمة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ويثق بقراراته، ومحمد بن زايد يعرف مصلحة بلده، ويمكن أن يحمل التطبيع مع “إسرائيل” فائدة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية وسيادة الدول.

ردود فعل غاضبة

وأثارت تصريحات جورج قرداحي في “برلمان شعب” جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لتصريحاته، كما لاقت هذه التصريحات ردود فعل رسمية رافضة.

وأبدى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، رفضه التام لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، التي تعكس فهمًا قاصرًا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن.

واستنكر الحجرف تعرض الوزير اللبناني للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، واتهامه لهما خلال حديثه بالاعتداء على اليمن، بحسب البيان الذي نشره المجلس اليوم، الأربعاء 27 من تشرين الأول.

الحجرف طالب قرداحي بالاعتذار عما صدر عنه من تصريحات مرفوضة، وأكّد أن الدولة اللبنانية عليها أن توضح موقفها تجاه تلك التصريحات.

وكذلك رد الأمير السعودي، عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز، على تصريحات قرداحي، بطريقة “ساخرة”، وهي على نسق أسئلة برنامج “من سيربح المليون”، الذي اشتهر قرداحي بتقديمه.

وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، رفضه كلام قرداحي قائلًا، إن ما جاء على لسان قرداحي “كلام مرفوض ولا يعبّر عن موقف الحكومة إطلاقًا، وبخاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب، وتحديدًا الأشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي”، وفق بيان وزاري للحكومة اللبنانية عبر “تويتر“.

وأوضح قرداحي في تدوينة له عبر “تويتر” أمس، الثلاثاء، أن هذه المقابلة أجريت في 5 من آب الماضي، أي قبل شهر من تعيينه وزيرًا في حكومة الرئيس ميقاتي، وأنه لم يقصد الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الإمارات، ويكنّ لهما “الحب والوفاء”.

من هو جورج قرداحي

سياسيًا، يمثل قرداحي تيار “المردة” القريب من النظام السوري، ويتزعمه سليمان فرنجية، وفي مقابلة نشرها موقع “المردة”، في 15 من أيلول الماضي، نقلًا عن صحيفة “الديار” اللبنانية، بعد تسلّمه منصب وزير الإعلام في حكومة نجيب ميقاتي، قال قرداحي، “انا أمثّل سليمان فرنجية، وهو من رشّحني وفخور بذلك، وأنا أكنّ له كل محبة وأشكره على الثقة التي أولاني إياها، وأنا معه”.

وُلد جورج فؤاد قرداحي في فيطرون، قضاء كسروان في لبنان عام 1950، وأمضى هناك سنوات طفولته، وتلقى تعليمه في كلية “سيدة اللويزة” بالجامعة اللبنانية، حيث درس العلوم السياسية والقانون في لبنان، ولكنه رغم ذلك اتجه إلى مجال مختلف تمامًا، فعمل في الإعلام.

وحصل على العديد من الشهادات في دورات تطبيقية ودبلوم في الإعلام المكتوب والمسموع والمقروء من معهد “لوفر” في فرنسا، كما يجيد عدة لغات هي الإنجليزية والإيطالية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغة العربية إذ كان مهتمًا بدراسة ثقافة الأدب العربي.

بدأ خلال دراسته الجامعية بالعمل مع جريدة “لسان الحال” عام 1970، انتقل إلى تلفزيون “لبنان” في العام 1973، ليعمل مقدمًا للأخبار والبرامج السياسية، ثم انتقل بعد ذلك إلى إذاعة “مونت كارلو”، وعمل فيها معدًا ومقدمًا للبرامج الإذاعية السياسية، ثم سكرتير تحرير أول ثم رئيس تحرير، لينتقل بعدها إلى إذاعة “MBC.FM” في لندن في عام 1994 .

وفي عام 2000، انتقل للعمل في تلفزيون “MBC”، وبدأ برنامجه العربي “من سيربح المليون”، وهو برنامج للمسابقات والثقافة العامة، استمر عرضه مدة ثلاث سنوات ونال شهرة كبيرة.

قدم برنامجه الجديد في قناة “LBC” اللبنانية، بعنوان “افتح قلبك”، كان ذلك عام 2004، ثم عاد إلى محطة “MBC” من جديد، وأعاد العمل في برنامجه القديم، لكن مع جائزة مضاعفة ليصبح اسمه “من سيربح المليونين”.

انتقل بعد ذلك إلى برنامج آخر بعنوان “التحدي” في عام 2006، وحصل على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة “الميركس دور” كأفضل إعلامي في الوطن العربي لعام 2007.

قدم جورج قرداحي برنامج “القوة العاشرة” بين عامي 2007 و 2008، واستمر بالعمل في قناة “MBC” حتى عام 2011، حين غادرها بسبب خلافاته مع إدارة القناة، بعد أن أدلى ببيان أيّد فيه الحكومة السورية.

انتقل قرداحي للعمل في قناة “الميادين” التلفزيونية عام 2012، ثم عمل في قناة “الحياة” ضمن برنامج “المسامح كريم” في قناة “أبو ظبي”، وكان قرداحي من أهم وأشهر 100 شخصية عربية، حسب مجلة “أريبيان بزنس” الإماراتية، وهو سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للبيئة، كما قام بإطلاق عطر جديد باسمه.

ويحمل “ميدالية الأرز” اللبنانية من الرئيس السابق، إميل لحود، مع رتبة قائد، وشارك في العديد من الحملات الإعلانية، وعُيّن قرداحي وزيرًا للإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة، التي شُكّلت في أيلول الماضي برئاسة نجيب ميقاتي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة