جميل بايك: علاقة “العمال الكردستاني” بعائلة الأسد “وثيقة”

الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) والرجل الثاني في "حزب العمال الكردستاني"، جميل بايك (هاوار)

camera iconالرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) والرجل الثاني في "حزب العمال الكردستاني"، جميل بايك (هاوار)

tag icon ع ع ع

تحدث الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) والرجل الثاني في حزب “العمال الكردستاني”، جميل بايك، عن علاقة الحزب ” بـ”الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا”، وعلاقته بالنظام السوري وروسيا، في مقابلة مع جريدة “النهار” اللبنانية اليوم، الثلاثاء 26 من تشرين الأول.

ونفى بايك ارتباط حزب “العمال” بحزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) و”الإدارة الذاتية”، مشيرًا إلى “وجود تقارب طبيعي نظرًا إلى أن حزب (الاتحاد الديمقراطي) حركة كردية في غالبه، وهناك كرد في (الإدارة الذاتية)”.

وقال إن العديد من قادة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الذراع العسكرية لـ”الإدارة” في حزب “العمال” من قبل، “أرادوا أن يخوضوا صراعًا سياسيًا وعسكريًا في روج آفا وسوريا، عندما اندلعت الثورة هناك، واعتبرنا ذلك طبيعيًا وهذا هو مدى علاقتنا، وإلا فإننا لسنا في وضع يسمح لنا بتحديد ما يجب عليهم القيام به من عدمه”.

وأضاف بايك أن علاقة “العمال الكردستاني” بسوريا لها أساس تاريخي، وعلاقته بحافظ الأسد وعائلته كانت “وثيقة ودافئة”، ولا يمكن أن يكون الحزب مناهضًا لسوريا أو ضد الأسد.

وأبدى استعداد حزبه لأن يكون طرفًا مثل العلاقات السابقة التي أقامها على أساس المصلحة العامة للكرد و”الأخوة الكردية- العربية”، على الرغم من أن إدارة رئيس النظام، بشار الأسد، اتبعت موقفًا باردًا وسلبيًا تجاهه بسبب ما حدث في “روج آفا” (شمال شرقي سوريا)، إذ لم يتخذ الحزب مقاربة مماثلة، “حاولنا فهمهم، نريدهم أن يفهمونا أيضًا”.

ولم يقطع الحزب علاقته بدمشق أبدًا، بحسب بايك، مشيرًا إلى أن الحزب لن يقطع هذه العلاقة إن لم تقطعها دمشق، “لطالما قدّرنا الصداقة بين القائد عبد الله أوجلان وعائلة الأسد، لا يمكن لدمشق أن تقول أي شيء سلبي عنا، وإن فعلت، فسيكون ذلك تقييمًا غير عادل وغير موضوعي”، بحسب تعبيره.

وأوضح بايك أن الحزب لطالما أراد أن تحل “الإدارة الذاتية” مشكلاتها مع دمشق، وحاول استخدام تأثيره في هذا الاتجاه، لأن الحل الأصح هو المصالحة بين “الإدارة” وحكومة النظام، إذ لا يمكن لسوريا أن تكون سوريا ما قبل عام 2011، “وهم أيضًا (حكومة النظام) قبلوا بهذا، وحقيقة قولهم إنهم يفكرون في نظام لامركزي فتح باب المصالحة مع الإدارة المستقلة”.

واعتبر أنه إذا كان هناك حسن نية ومرونة متبادلان، فإن حكومة النظام و”الإدارة الذاتية” ستتفقان على حل، وهذا سيكون مفيدًا للكرد، داعيًا النظام إلى التخلي عن الأحكام المسبقة، إذ يمكن “أن تصبح سوريا أقوى مع الكرد”.

كما اعتبر أن القوة الرئيسة التي لا تريد حلًا بين النظام والكرد هي تركيا، لأنها “تخشى أن يزعزع هذا الحل نظام الإبادة الجماعية في تركيا، ولهذا يهاجمون المناطق التي يعيش فيها الكرد”، على حد قوله.

وحول علاقة الحزب بروسيا، بيّن أن العلاقة كانت في بعض الأحيان غير مباشرة ومباشرة في أحيان أخرى، وهي تختلف بحسب علاقات روسيا بتركيا، ولا يوجد لدى الحزب نهج سلبي تجاه روسيا أو أي دولة أخرى، ومع ذلك، هناك دول لديها موقف سلبي تجاه الحزب بسبب علاقتها بتركيا، ولهذا السبب لدى الحزب مشكلات مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية.

ويعتبر حزب “العمال”، الذي أُسس في سبعينيات القرن الماضي، على قائمة المنظمات الإرهابية في كل من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وتركيا وأستراليا، لكن الأمم المتحدة ودولًا أخرى مثل روسيا والصين رفضت تصنيفه على أنه “إرهابي”.

من هو جميل بايك؟

جميل بايك من ضمن الملاحَقين من قبل الولايات المتحدة، إذ ذكر الحساب الرسمي لـ”برنامج المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن من لديه معلومات عنه، ويساعد في تقديمها، يمكن أن يكون مؤهلًا للحصول على مكافأة تصل إلى أربعة ملايين دولار، في نيسان الماضي.

وكان القضاء التركي أمر بإصدار النشرة الحمراء بحق 12 مشتبهًا بهم بينهم بايك، في إطار التحقيقات المتعلقة بالتفجير الذي وقع في حي وزنجيلر بمدينة اسطنبول عام 2016 وخلّف عددًا من القتلى والجرحى، بحسب وكالة “الأناضول” في كانون الأول 2018.

“جمعة” هو الاسم الحركي لجميل بايك، وهو من مؤسسي “العمال الكردستاني” ضمن مجموعة مؤلفة من خمسة أشخاص، هم زعيم الحزب عبد الله أوجلان، ودوران كالكان، وعلي حيدر كايتان، ورضا ألتون، ومصطفى كاراسو.

ويشغل منصب الرئيس المشترك لمنظومة “المجتمع الكردستاني” التي تضم مجموعة أحزاب كردية في سوريا والعراق وإيران وتركيا.

بايك من مواليد مدينة كيبان في ولاية ألازيغ شرقي تركيا عام 1955، ويدير حاليًا العمليات العسكرية ضد الجيش التركي من جبل قنديل شمالي العراق، الذي يعتبر المعقل الأساسي لعناصر التنظيم.

في العام 1980 دخل إلى سوريا، وفي 1992 عُيّن رئيسًا لحزب “العمال” في العراق، وفي 1994 كان عضوًا في المجمع الرئاسي، وكان في 1995 مسؤولًا عن المعسكرات في سوريا ولبنان والعراق والمكتب الأوروبي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة