تداعيات منع وفد الحكومة دخول سوريا.. استقالة و”صدمة”

tag icon ع ع ع

قدّم مدير قطاع الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة المؤقتة، المهندس عبو الحسو، استقالته، الخميس 12 تشرين الثاني، غداة منع الجانب السوري لإدارة معبر باب السلامة دخوله وأعضاء آخرين في الحكومة إلى الأراضي السورية.

وعزا الحسو في بيان استقالته الأمر إلى أن بيان رئيس الحكومة، أحمد طعمة “لم يرق للمستوى الأدنى المطلوب”، مشيرًا إلى أن “ما حدث البارحة يثبت أن الحكومة غير قادرة على الدخول من المعبر فكيف تستطيع العمل في الداخل”.

وختم المدير بيان استقالته راجيًا قبولها كونه “لم يعد يحس بالانتماء إلى الحكومة”، مردفًا “سأكون في الخدمة عند تشكيل حكومة جديدة أو جسم بديل لهذا الجسم المتهالك الذي لم يعد الإصلاح مجديًا فيه”.

تفاصيل الحادثة

سامر العاني أحد أعضاء الوفد الذي مُنع من دخول سوريا نشر أمس الأربعاء عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك تفاصيل الحادثة، لافتًا إلى أن المعبر من الجانب التركي أبدى “اهتمامًا كبيرًا لخدمة وفد الحكومة”.

وقال العاني إن الوفد وصل إلى المعبر التركي في تمام الساعة العاشرة والنصف، وانتقل بعدها إلى الجانب السوري ليقابله مدير المعبر ويمنعه من الدخول “بحجة عدم علمه بالموضوع”.

توقف الوفد في مكتب مدير المعبر قرابة ساعة، تواصل فيها المدير مع رئيس المكتب السياسي للجبهة الشامية عبر برنامج “التيليغرام”، بحسب العاني، الذي أشار إلى وصول “قوة مسلحة” بعد 20 دقيقة انتظار وانتشارها في المكان.

العاني أشار إلى أن أحد القناصة ضمن القوة المسلحة صرخ قائلًا “كفرة مرتدين”، ليجيبه أحد أعضاء الوفد على العلن “حافظ الأسد منع والدي من الدخول إلى سوريا ومنعني ابنه بشار وها أنتم تمنعوني من الدخول بقوة السلاح”، مردفًا أن القوة حاولت مصادرة كاميرته ومنعه من التصوير.

الحكومة المؤقتة “مصدومة”

الحكومة السورية المؤقتة أصدرت بيانًا، أمس الأربعاء، أدانت فيه “السلوك المرفوض الصادر عن جهة عسكرية غير منضبطة تريد أن تمنعها من تفقد المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها”، مشددةً أن ما حصل “لن يثني الحكومة عن متابعة عملها وبذل الجهود المضنية لمساعدة شعبنا الحر والوقوف إلى جانبه في وجه الطغاة والغزاة والغلاة”.

واعتبرت الحكومة حجة عدم التنسيق مع إدارة المعبر المدنية “سخيفة وتعبر عن عقلية من يعتبر أنه باستيلائه على المعبر من الجانب السوري يملك الدولة”، مردفةً أن المنع “عرقلة للجهود الكبيرة التي تبذلها المعارضة السورية مدعومة من قبل إخوانها وأشقائها وأصدقائها لإقامة منطقة آمنة تستطيع الحكومة من خلالها تقديم خدماتها للمواطنين الكرام”.

ووفقًا للبيان فقد أصيبت الحكومة بـ “الصدمة”، ودعت إلى “توحيد الجيش الحر وإنشاء مؤسسة عسكرية وطنية مركزية تحت إمرة القيادة السياسية بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة”.

وكانت إدارة معبر باب السلامة من الجانب السوري نشرت أمس الأربعاء، بيانًا أفادت فيه أن سبب منع الوفد من الدخول جاء “نظرًا لعدم اتباع الإجراءات الرسمية من قبل الحكومة المؤقتة وغياب التنسيق معها وحفاظًا على سلامتهم العامة”.

خطوة دخول رئيس الحكومة وعدد من وزارئه إلى الداخل السوري تعتبر الأولى من نوعها، منذ تولي أحمد طعمة الرئاسة قبل نحو عامين من الآن.

ويدير المعبر من الجانب السوري عناصر من فصيل الجبهة الشامية، فيما لا يزال المعبر مغلقًا بأمر من الحكومة التركية أمام السوريين الراغبين بالدخول إلى بلادهم، إلا أنها تسمح عادة بدخولهم لزيارة أقاربهم في الأعياد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة