سرطان المعدة.. أعراضه تبدأ خفيفة والرجال معرضون للإصابة أكثر

سرطان المعدة
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

قد يعاني بعضنا من أعراض هضمية بسيطة كالشعور بالانتفاخ بعد الوجبات، وألم بأعلى البطن، والحرقة، والإسهال، والإمساك، وغالبًا ما نلجأ للمعالجات العرضية عن طريق استخدام الأدوية دون وصفة طبيب، لكن هذه الأعراض قد تكون مؤشرًا على وجود تقرح في المعدة، وربما كانت بسبب سرطان المعدة الخطير.

ما هو مرض سرطان المعدة

هو عبارة عن ورم خبيث يصيب باطن المعدة نتيجة نمو خلايا غير طبيعية وغير مسيطر عليها فيها، ويمكن أن يكون في أي جزء من المعدة، من الوصل المعدي المريئي وحتى منطقة البواب عند اتصال المعدة بالأمعاء الدقيقة، ولكن في معظم الحالات يتكون في الجزء الرئيس من المعدة، وقد يغزو الورم الأنسجة المحيطة والسليمة ويدمرها، وبمرور الوقت قد ينتشر إلى بقية أجزاء الجسم الأخرى، خاصة الكبد والرئة والعظام والبطن والعقدة الليمفاوية.

عالميًا، يعد سرطان المعدة خامس أنواع السرطان انتشارًا، وثالث سبب رئيس للوفاة من السرطان، بينما كان سابقًا يشكّل السبب الأول للوفاة من السرطان، ويُعتقد أن السبب في تراجع معدلات الوفيات يعود إلى تراجع تناول الأطعمة المملحة والمخللة نتيجة لتطور عملية التثليج بوصفها طريقة للحفاظ على الطعام طازجًا.

وهو يصيب الرجال أكثر من النساء بنسبة الضعف، لذلك يُعتقد أنه يمكن للأستروجين أن يحمي النساء من الإصابة بهذا النوع من السرطان.

ما أسباب الإصابة بسرطان المعدة؟

تعد الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية (جرثومة المعدة) السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بسرطان المعدة، فهي السبب وراء أكثر من 60% من الحالات.

كما ترتبط الإصابة بشكل عام بالنظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من الملح والخضار المخللة، ونقص تناول الفاكهة والخضراوات، والنظام الغذائي الغني بالمواد المسببة للسرطان، مثل تلك الموجودة في المنتجات الغذائية المصنعة والمعلبة والأطعمة المدخنة والمشوية على الفحم، وكذلك الإكثار من شرب الكحول، وتدخين السجائر.

وتشمل العوامل الأخرى التي تزيد من احتمال الإصابة:

  • التقدم بالعمر: فكلما تقدمنا ​​في العمر، زاد خطر الإصابة بسرطان المعدة، وخاصة بعد عمر 55 سنة.
  • الجنس: الرجال معرضون للإصابة بالمرض مرتين أكثر من النساء.
  • التاريخ العائلي: الشخص الذي لديه قريب مباشر مصاب بسرطان المعدة يكون معرضًا لخطر متزايد للإصابة بهذا المرض.
  • التاريخ المرضي: الإصابة بفقر الدم الوبيل، أو وجود التهابات مزمنة في المعدة، أو البوليبات المعدية، أو الارتجاع المعدي المريئي.
  • التاريخ الجراحي: الخضوع في السابق لعملية جراحية في المعدة.
  • عوامل بيئية: التعرض للملوثات والمواد الكيميائية والمواد المسببة للسرطان في الهواء لفترات طويلة يؤدي إلى زيادة خطر التعرض للإصابة بسرطان المعدة.
  • البدانة.

ما أعراض وعلامات الإصابة بسرطان المعدة؟

عادة ما ينمو هذا النوع من السرطان بمعدل بطيء، وتكون الأعراض خفيفة نسبيًا في المراحل المبكرة، وهذا ما يؤدي للتغاضي عنها، ويعني ذلك أنه حتى اكتشاف إصابة الشخص بسرطان المعدة، يكون المرض قد تفاقم في كثير من الأحيان لدرجة أنه ينتشر إلى أعضاء أخرى قريبة من المعدة.

وتشمل الأعراض في المراحل المبكرة:

  • الغازات أو الانتفاخ أو عسر الهضم بشكل متكرر.
  • الغثيان والقيء.
  • فقدان الشهية.
  • الإحساس بحرقة في الصدر بعد تناول الطعام.
  • آلامًا في الجزء العلوي للبطن.
  • الشعور بالامتلاء بعد تناول وجبات صغيرة.

إذا تم تجاهل هذه الأعراض، فإن المرض يستفحل، وعندها يمكن أن تظهر الأعراض التالية:

  • الشعور بالضعف والإنهاك خاصة بعد الأكل.
  • فقدان الوزن بشكل مفاجئ ولأسباب غير مفهومة.
  • القيء المتكرر.
  • وجود دم مع الإقياء.
  • خروج البراز أسود اللون.
  • الإصابة بفقر الدم.
  • اصفرار الجلد وبياض العينين.

كيف يُشخّص سرطان المعدة؟

عند وجود أعراض موجهة سيتم أخذ عينات للتحليل، مثل تحليل تعداد الدم الكامل بالإضافة إلى تحليل عينات من البراز، ومن ثم القيام بالإجراءات التالية:

  • التصوير بالأشعة السينية بعد ابتلاع مادة الباريوم التباينية: يظهر هذا التصوير أي عقد أو أجسام غير طبيعية في العدة، لكنه لم يعد معتمَدًا في تشخيص سرطان المعدة.
  • تنظير المعدة: يتم تشخيص سرطان المعدة غالبًا بواسطة تنظير المعدة، وهو فحص يمكن بواسطته الكشف عن وجود قرحة معدية، أو كتلة ورمية، أو تكثف في جدار المعدة الداخلي، وقد يتم خلال الفحص أخذ عينة صغيرة أي خزعة من أي نسيج مشتبه به لفحصها مجهريًا، وعند مقارنة تنظير المعدة بابتلاع مادة الباريوم التباينية تبين أن هذه الطريقة أكثر دقة.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية بالتنظير الداخلي: يوفر رؤية واضحة للمعدة، ويوفر معلومات عن مدى تغلغل السرطان في جدار المعدة وفي العقد الليمفاوية، وبالتالي عن المرحلة التي وصل إليها المرض بالفعل.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يُستخدم للاستيضاح الطبي، إذ يعطي الطاقم الطبي صورة ثلاثية الأبعاد في غاية التفصيل للأعضاء الداخلية، ما يساعدهم على تحديد موضع انتشار السرطان واكتشافه.

كيف يعالَج سرطان المعدة؟

يختلف علاج سرطان المعدة بحسب مرحلة المرض عند التشخيص، وتشكّل العملية الجراحية المُعدَّة لاستئصال الورم من المعدة الطريقة الوحيدة لعلاج المرض والتي يمكن أن تحقق الشفاء التام منه. يمكن إجراء هذه العملية عن طريق الجراحة المفتوحة أو الجراحة التنظيرية، ويمكن خلالها استئصال جزء من المعدة أو استئصال المعدة بالكامل وذلك وفق الحاجة وتبعًا لدرجة انتشار الورم.

وقد يستخدم العلاج الكيميائي إلى جانب التدخل الجراحي لعلاج سرطان المعدة، لأن ذلك من شأنه أن يقلل من احتمالية تكرار الإصابة بالسرطان، وكذلك يقلل من خطر انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى، وعلى الرغم من ذلك، يحمل العلاج الكيميائي معه مخاطر العديد من الآثار الجانبية كالغثيان والقيء والإرهاق الشديد.

وعادة ما يكون العلاج كما يأتي:

مرضى السرطان في المراحل المبكرة، يمكن علاج السرطان في المراحل المبكرة بالمنظار، حيث يتم من خلاله إزالة الأنسجة غير الطبيعية من المعدة، وفرصة نجاح هذه الطريقة كبيرة.

  • المرضى المصابون بالسرطان الذي لا يزال في مرحلة النمو، ولكن لم ينتشر المرض بعد ليصل إلى الأعضاء الأخرى، عادة ما يتم علاجهم عن طريق التدخل الجراحي لإزالة السرطان والغدد الليمفاوية القريبة، وقد يتطلب هذا النوع من العلاج أيضًا دورة من العلاج الكيميائي.
  • السرطان الذي انتشر بالفعل ووصل إلى الأعضاء المجاورة، مثل أنسجة جدار البطن، ولم يتم علاجه من قبل، يتم استخدام العلاج الكيميائي إلى جانب العلاج بالحرارة أو ما يسمى جراحة العلاج الكيميائي بفرط الحرارة داخل الصفاق، وهي عملية تسخين عقاقير العلاج الكيميائي وتوصيلها إلى تجويف البطن، ما يمنح المرضى فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.
  • السرطان في مراحله المتأخرة أو السرطان الذي انتشر ليصل إلى الأعضاء الأخرى، بما في ذلك الرئتان والكبد، تتركز المعالجة عادة في توفير أسباب الدعم والإسناد للمريض، من حيث المحافظة على نظام غذائي سليم وتقديم العلاجات المسكّنة للآلام.

هل يمكن الوقاية من سرطان المعدة؟

نعم، من خلال ما يأتي:

  • تجنب المشروبات الكحولية، والإقلاع عن التدخين.
  • تجنب تناول الأطعمة المدخنة والمخللة واللحوم والأسماك المملحة.
  • تناول الفواكه والخضراوات الطازجة والكثير من الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، مثل: خبز الحبوب الكاملة، والحبوب، والمعكرونة، والأرز.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • مراجعة الطبيب عند الشعور بأعراض هضمية متكررة تشمل النفخة وعسرة الهضم وآلامًا بأعلى البطن وحرقة، وعدم اللجوء لاستخدام مضادات الحموضة لفترات تتجاوز الأسبوعين دون تحديد سبب هذه الأعراض.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة