الكرة الذهبية.. آمال مشروعة

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

سنوات طويلة ومواسم كروية أوروبية مرت على المتابعين والعشاق في كرة القدم، وجائزة الكرة الذهبية التي تقدمها سنويًا مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية محجوزة بالأمنيات والتصريحات والتوقعات، قبل الأرقام والنتائج، بالنجمين ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني، وكريستيانو رونالدو قائد المنتخب البرتغالي، فقد تمت السيطرة من قبلهما تمامًا على الجائزة لمدة 11 عامًا، لم يتمكّن خلالها إلا الكرواتي لوكا مودريتش من انتزاع الجائزة مرة واحدة في العام 2018 .

ومنذ أن تُوّج البرازيلي كاكا نجم اي سي ميلان في العام 2007 بالجائزة، دخل الدون والبرغوث إلى قائمة الأساطير على مستوى الجائزة وعلى مستوى كرة القدم، فكان نصيب ليونيل ميسي ست كرات ذهبية، أعوام 2009- 2010- 2011- 2012- 2015- 2019، في حين كان نصيب الدون رونالدو خمس كرات ذهبية، أعوام 2008- 2013- 2014- 2016- 2017.

وهذا التفوق لكل منهما يدل على القدرات والطاقة التي قدمها النجمان في الأندية والمنتخبات، وبحضورهما الساحر والفريد في عالم كرة القدم، وتحطيم الأرقام في كل مناسبة وبطولة.

اليوم، ومع غياب إنجازات برشلونة الإسباني، ورحيل ليونيل ميسي عن بيته باتجاه نادي باريس سان جيرمان، وخروج الدون رونالدو من يوفنتوس الإيطالي باتجاه مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد ثلاثة مواسم غاب فيها الدون عن المنافسة فيما يخص الأرقام التهديفية العالية، كما كان في السابق، برزت أسماء مهمة في أنديتها، صبغت كرة القدم الأوروبية ومنافساتها بأسلوب جميل ومرعب في الوقت نفسه، ولنكن منصفين أكثر، هذه الأسماء تبرز وتتألق منذ مواسم عدة، ولكن سحر وطاقة النجمين ميسي ورونالدو على الميزان يجعلان الكرة الذهبية بحاجة إلى تعب وجهد وإلى كثير من الحظ لدخول اسم جديد إلى قائمة الكرة الذهبية في فترة عطاء الأساطير.

البولندي روبرت ليفاندوفسكي المرشح الأبرز هذا العام لنيل الكرة الذهبية. اسم مهم وشخصية تهديفية مرعبة في ملاعب ألمانيا بقميص البافاري، أرقامه وأسلوبه واحترافيته العالية تجعل كثيرًا من اللاعبين والنجوم في مهمة شاقة لكسر أرقامه التهديفية على المستوى المحلي وعلى مستوى دوري الأبطال منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم. صحيح أن مجموعة البافاري عالية الجودة منذ سنوات، إلا أن ليفا هو الكفة الراجحة والعامل المساعد الأقوى في انتصارات الفريق، وأرقامه واضحة لكل من يعشق كرة القدم.

الفرنسي كريم بنزيما أحد المرشحين المهمين لنيل الجائزة أيضًا هذا العام. صمام أمان النادي الملكي بعد رحيل الدون البرتغالي رونالدو قبل أربع سنوات، نجم من طراز رفيع، يحمل في كل موسم الفريق على أكتافه وفي قلبه، ويعد المحارب الأول لتجاوز المصاعب والمعوقات التي تواجه الفريق الأبيض، سجلّه التهديفي حافل بالأرقام المميزة، ولا نبالغ عندما نقول إنه إحدى أساطير النادي الملكي وضمن القائمة الذهبية لتاريخ النادي.

المصري محمد صلاح، لحن عربي كروي جميل، محترف من طراز الكبار، لم تعرف الكرة العربية اسمًا وصل إلى الأرقام التي حققها صلاح، وعاد ليكسرها ويسجل غيرها، ولا على مستوى القارة الإفريقية، مع الاحترام لكل الأسماء الكروية العربية والإفريقية اللامعة في ملاعب العالم سابقًا ولاحقًا، وها هو يدوّن اسمه بأحرف من ذهب بين أساطير نادي ليفربول، ويتربع على عرش أهم نجوم البريميرليغ في التاريخ .

الأسماء الثلاثة التي مررنا بها معكم مرور الكرام في هذه الزاوية، تستعد لإقفال صفحة النجمين على مستوى الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة “فرانس فوتبول”، وتستعد لفتح صفحة جديدة لأساطير كرة القدم ، فكل اسم هنا يحلم ويأمل بكل قوة وقدرة لنيل الكرة الذهبية، وما هو أهم منها، وهذا الحلم مشروع، وآمال النجوم في ساحة كرة القدم مشروعة .




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة