مواطنون يشتكون..

“تشليح” وحواجز مجهولة ترعب المارّة على طريق حلب وريفها

باب حنين في مدينة حلب - 18 تموز 2021 ( عنب بلدي / صابر الحلبي )

camera iconباب حنين في مدينة حلب - 18 تموز 2021 ( عنب بلدي / صابر الحلبي )

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – حلب

يسلك عمر الحجي (52 عامًا) طريق المحطة الحرارية بريف حلب الشرقي، للوصول إلى قرية أم عدس التابعة لناحية دير حافر شرقي مدينة حلب.

وخلال مروره على الطريق، يوقفه عناصر مجهولون ويقومون بتفتيشه لمعرفة ما بحوزته، وفق ما قاله لعنب بلدي.

ويتعرّض عمر، الذي تحفظت عنب بلدي عن ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية، في بعض الأحيان لمصادرة الأغراض التي تكون بحوزته، حتى وإن كانت وجبة عشاء.

حاول الرجل الخمسيني أن يسلك طريقًا آخر، لكنه لم يجد دربًا تقلّ أخطاره عن هذا الطريق، رغم أن الطريق الذي يسلكه هو المعروف لدى المدنيين وسائقي “السرافيس” والسيارات، ولكن المرور فيه صار “كابوسًا مخيفًا” بالنسبة إليه.

وفي إحدى المرات، جرب عمر أن يتملّص من العناصر الذين يعترضونه، وهم ينصبون حواجز مؤقتة، إلا أنه تعرّض للشتم ومحاولة اعتقاله عند مفرق قرية عاكولة.

في ذلك الطريق “تم إيقافي وتفتيشي لمعرفة ماذا أحمل، حاولت أن أمشي بحجة أني أريد قضاء حاجتي، ولكن أحدهم أشار نحوي وتوجه إلى عنصرين قاما بالصراخ علي وشتمي لأنني حاولت الهرب، وقام أحدهم بإدخالي إلى غرفة لاعتقالي وذلك نهاية تشرين الأول الماضي، وقد أطلق سراحي بعد أن دفعت مبلغًا وسلّمت كل ما كان بحوزتي”.

يستغرب عمر من وجود مجموعات مسلحة على الطرقات، على الرغم من مرور دوريات عسكرية روسية بشكل دوري، وأحيانًا سيارات تتبع لدوريات عسكرية إيرانية، إضافة إلى وجود حواجز مؤقتة تابعة لقوات النظام السوري.

عدم وضوح التبعية

في شباط الماضي، سلّطت عنب بلدي الضوء على إجبار عناصر من “الفرقة الرابعة” المارين من ريف حلب إلى مدينة حلب على دفع رسوم معيّنة، كانت حينها ستة آلاف ليرة سورية من كل شخص، إلا أنه ومنذ أيلول الماضي، ينصب عناصر مجهولون حواجزهم على الطريق بشكل عشوائي، دون معرفة تبعيتهم لأي جهة، بينما لا يجرؤ المدنيون المارون من الطريق على سؤال الحواجز عن تبعيتها.

وعند طلب عناصر الحاجز من السيارة أو “السرافيس” التوقف وإظهار الهويات الشخصية، يزيد خوف الركاب من أي محاولة ضرب أو اعتقال أو إذلال قد يواجهونها، في حال إظهارهم أي مقاومة تجاه طلبات العناصر عبر الحاجز.

خلال مرور عبد اللطيف (54 عامًا) على الطريق بعد مطار “كويرس العسكري”، وهو يقود حافلة لنقل الركاب بين مدينة دير حافر ومدينة حلب، طلب عناصر أحد الحواجز منه الوقوف وجمع الهويات الشخصية.

قال عبد اللطيف لعنب بلدي، “نمر على الطريق ولمدة أسبوع لا يتم إيقافنا، ولكن عند وجود حاجز طيار لا أعرف ماذا أتصرف، والركاب يخافون، وعلى الرغم من مرور بعض السيارات والمركبات العسكرية أو الأمنية، فإن عناصر الحاجز يتابعون التفتيش وتشليح الركاب كل ما بحوزتهم، خصوصًا خلال فترة غروب الشمس ما بين الساعة الرابعة والسابعة مساء”.

وبسبب انتشار الحواجز المؤقتة، لم يعد بإمكان السكان التمييز بينها وبين الحواجز التابعة للنظام السوري، فالسلوك لا يختلف، وجميع العناصر يتعاملون بنفس القسوة ويمارسون نفس الأساليب، كما يقول السكان.

ونتيجة الفوضى المنتشرة بريف حلب الشرقي، ووجود جهات عسكرية عدة، صارت الطرقات مستباحة من قبل الحواجز المجهولة، وأصبحت تشكّل مصدر قلق واستياء للأهالي، الذين لا يجدون جهة مسؤولة يقدمون لها شكاواهم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة