“خراب”.. حول مفهوم الأمل ودور العاطفة في سلوك الفرد

tag icon ع ع ع

يساعد مفهوم الأمل عند الإنسان كعامل محفز على مواجهة المشكلات بطرق أكثر فاعلية ومرونة، وفي كتاب “خراب”، يشرح الكاتب الأمريكي مارك مانسون مفهوم الأمل، وكيف يغيّر من السلوك الإنساني لدى الأفراد.

من خلال شرحه مفهوم الأمل، يلفت الكتاب الانتباه إلى أن الأمل مرتبط ارتباطًا جوهريًا بالمستقبل، لأن العلوم والبراهين والخبرة الشخصية قائمة على تجارب الماضي، وأما الأمل فهو مستند إلى تجارب متوقعة في المستقبل.

ولا بد لأي شخص أن يكون مؤمنًا بشيء ما، فلا أمل من غير إيمان، وفق ما يتصوره الكاتب، ولدى الناس غير المتدينين نفور من كلمة “إيمان”، لكن امتلاك الإيمان أمر لا مهرب منه، إذ لا بد من الاعتماد على درجة ما من درجات الإيمان بأن شيئًا ما سيحدث في المستقبل، لأن الشيء السيئ مهما يكن حدوثه قد تكرر في الماضي، لا يمكن منطقيًا إثبات أنه سوف يحدث في المستقبل مرة أخرى بالمطلق.

وفي أصعب الأوقات على مر التاريخ، ساعد مفهوم الأمل على النهوض وتطوير الأمم في الفترات التي كانت تعيش الشعوب أسوأ مشكلاتها وأزماتها، إلا أن هذا المفهوم قد لا يكون المحفز الأفضل في الأوقات الجيدة.

يحتاج الفرد، وفق ما جاء في صفحات الكتاب (337 صفحة)، إلى اتصال متناغم بين الأقسام العاطفية والفكرية والمنطقية، فمثلًا، إذا كان الشخص يرغب بالتوقف عن تناول الوجبات السريعة، يدرك العقل المنطقي أن تلك الوجبات مضرة بالصحة، لكن يأخذ العقل العاطفي هذه المعلومات والحقائق ويستخدمها حسب الأهواء والرغبات، وبالتالي فإن اتخاذ قرار ما يتطلب التفاوض الحقيقي مع العقل العاطفي والعقل المنطقي، لأن العقل العاطفي يأخذ أغلب القرارات، ولديه القدرة على تغيير الحقائق والمعلومات، وهو ما قد يجعل الفرد يأخذ خطوات في حياته الشخصية بعيدًا عن مفهوم الأمل.

كما أن غياب الأمل في حياة الفرد، قد يرجع سببه إلى تعرض الشخص لصدمة نفسية تنتج عنها فجوة أخلاقية داخل جوانب شخصيته، وبالتالي سيشعر بالظلم وانعدام الجدوى بأي أمر في حياته.

في هذه الحالة، فإن قيمة الإنسان تجاه نفسه ستقل تدريجًا حتى تنعدم في مرحلة معيّنة، كون الشخص قام بغرس المشاعر السلبية في حياته، ولأن قيمة الفرد تجاه نفسه تساوي مشاعره تجاه حياته.

والقوانين الطبيعية للعاطفة الإنسانية تحكم مدى تأثير الأمل في حياة الفرد، وتحدد مدى قدرته على تغيير سلوكه وطريقة تفاعله مع ما يجري في حياته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة