أهالي الباب يعانون من تجمع مياه الصرف الصحي.. المشكلة “قيد الحل”

camera iconأطفال قرب شبكة للصرف الصحي في بلدة دابق بريف حلب الشمالي- 1 من أيلول 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تتأثر صحة عشرات العائلات في حي البيلسان، ضمن مدينة الباب، بتشكّل مستنقع نتيجة توجيه الصرف الصحي إلى أماكن مكشوفة قريبة من المناطق السكنية للأهالي، ليتحوّل المكان إلى بيئة تملؤها الحشرات والقوارض، ما يعني تلوثًا لمياه الآبار السطحية.

قال مرهف عبد الواحد (27 عامًا) لعنب بلدي، وهو أحد سكان الحي في الباب شرقي حلب، إن مياه المستنقع تختلط بالنفايات ومواد أخرى ضارة، عدا عن الحشرات التي تتكاثر بمحيط المستنقع، ما يؤثر على صحة الأهالي، خصوصًا الأطفال الذين يلعبون دون وعي منهم بالقرب من المستنقع.

وحين تصرّف كمية من مياه الصرف الصحي في بيئة الحي دون أي معالجة، ستتفاعل البكتيريا والفطريات في المكان أكثر، ما يمكن أن يؤدي إلى تلويث المياه المستخدمة للنشاط اليومي، مثل ري التربة، بمعنى أن التربة في هذه المنطقة “ميتة”، وفق تعبير مرهف عبد الواحد، الذي يعمل في المجال الزراعي بالمنطقة.

ومعظم الأهالي يسكنون على أطراف المستنقع، وبعد تقديم الشكاوى عدة مرات إلى الجهات المختصة، خصصت البلدية فريقًا للكشف عن المكان وتحديد المشكلة، “على أساس أن يتم إيقاف تدفق مياه الصرف الصحي، إلا أن الفريق ذهب بعد ذلك، ولم يترتب على هذه الخطوة أي شيء”، وفق ما أضافه مرهف عبد الواحد.

وتكمن المشكلة الكبرى، وفق مرهف، مع دخول فصل الشتاء، إذ ستترتّب على هطول الأمطار زيادة في منسوب المياه الملوثة في الحي، ما يثير قلق الأهالي، إلا أنه “ليس باليد حيلة”.

“نهر من المستنقعات”

مرهف عبد الواحد ليس الشخص الوحيد الذي يعاني من تلوث المياه في الحي نتيجة تجمع مياه الصرف الصحي، إذ قال ميماس ثروت (30 عامًا)، وهو أحد أبناء الحي أيضًا، “إذا استمرت المشكلة لشهر إضافي، ومع هطول الأمطار، سيصبح لدينا نهر من المستنقعات في الباب”.

ويحاول الأهالي، بمبادرة فردية، التواصل مع المنظمات المعنية العاملة في الشمال السوري، وذلك من أجل تنفيذ مشروع لحل المشكلة، في ظل وجود أنظمة صرف صحي تفتقر إلى الحماية الكافية ضد المخاطر الصحية.

ولمياه الصرف الصحي عدة مصادر هي: أحواض الاستحمام والمراحيض، ومخرجات الأنشطة التجارية والصناعية والزراعية، وجريان مياه الأمطار، وما تحمله من أملاح الطريق والزيوت والشحوم والمواد الكيماوية إلى مجاري المياه، وفق تقرير نشره موقع “مجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية”.

ووفق تقرير للأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من مياه الصرف الصحي في العالم تتدفق مرة أخرى إلى البيئة دون معالجتها أو إعادة استخدامها، بينما في بعض البلدان الأقل نموًا، يتجاوز الرقم 95%.

مشاريع عشوائية

بحسب ما قاله رئيس البلدية في المجلس المحلي لمدينة الباب، مصطفى عثمان، في حديث إلى عنب بلدي، فإن “المجلس يسعى جاهدًا الآن لحل مشكلة الصرف الصحي، ولكن نواجه صعوبات فنية كبيرة بسبب مناسيب الصرف”.

وفي 2017، “تم إنشاء صرف صحي من دون تنسيق مع المديريات والمؤسسات، ولذا فالصرف الصحي في المنطقة غير فني”، وفق رئيس البلدية، الذي تابع، “حاولنا جاهدين إيصال شبكة الصرف الصحي إلى المكان، ولكن دون جدوى (…) الآن نعمل على إيجاد الحل البديل، ونحن نعلم أن الصرف الصحي غير المنظم يلوث المياه الجوفية الصالحة للشرب، لكن هذا نتيجة العمل العشوائي غير المدروس فنيًا، ونحن نواجه هذه الصعوبات، والمشكلة قيد الحل بالسرعة المناسبة”.

وتكمن العوائق أمام حل مشكلة الصرف الصحي، وفق ما يراه رئيس البلدية، بـ”بُعد المسافات”، وحاليًا تعمل البلدية على “إنشاء خط صرف صحي يبلغ طوله أكثر من كيلومترين ونصف، وتعمل على المناسيب المناسبة لهذا الخط”.

وأردف المسؤول أن “هذه المسافة مكلفة جدًا، ولكن نحن مجبرون على إنشاء هذا الخط”.

ويمكن لتصفية المياه أن تكون حلًا مؤقتًا، وهو ما يفعله معظم الأهالي، حيث تجري خلالها إزالة الأشياء الملوثة أو القطع الصلبة، التي يمكن أن تعوق المضخات أو التنقية اللاحقة للصرف الصحي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة