“سخط” و”تخبط” جراء أزمة الخبز وغلاء أسعاره بإدلب

camera iconأحد أفران الخبز بكفر عروق شمالي إدلب- 9 من حزيران 2020 (عنب بلدي / إياد عبد الجواد)

tag icon ع ع ع

يضطر علاء الأحمد (35 عامًا)، وهو نازح من قرية كنصفرة، إلى قضاء أكثر من ساعتين واقفًا في طابور الفرن المزدحم الواقع في مدينة الدانا شمالي إدلب، ليتمكن من تحصيل خبز لعائلته المؤلفة من زوجته وخمسة أولاد بسعر مقبول ووزن جيد، لكن تحديد عدد الأكياس في الأفران “المدعومة” بكيس واحد، يمنع تأمين كامل احتياج العائلات، رغم انتظارهم لوقت طويل.

تفضّل الأغلبية العظمى من المدنيين الوقوف في طابور، وانتظار دورها للحصول على الخبز بسعر أقل، رغم الفارق البسيط في السعر بين الخبز “المدعوم” وغير المدعوم، الذي من الممكن ألا يتجاوز الخمس ليرات تركية، بحسب ما قاله علاء لعنب بلدي.

“هذا الأمر إن دلّ على شيء، فإنه يدل على المستوى المعيشي المتردي الذي تعانيه الأغلبية العظمى من المدنيين، سواء من النازحين أو المقيمين في إدلب”، وفق ما يراه الشاب.

تخفيض وزن كيس الخبز، وغلاء سعره، مع انخفاض الليرة التركية أمام العملات الأجنبية خلال الأيام القليلة الماضية، أثار موجة سخط واسعة في أوساط المدنيين بإدلب، خصوصًا الفئات الفقيرة التي صارت غير قادرة على تأمين احتياجات أُسرها من هذه المادة الأساسية.

لم تشهد السيدة الخمسينية سليمة الطبال، وهي نازحة من سراقب ومقيمة في مدينة سرمدا، الغلاء الحاصل في الشمال السوري اليوم في حياتها كلها، كما تقول.

“الناس متخبطون في كيفية تحصيل قوت يومهم، كيف للفقير ممن لديه عائلة كبيرة من الأطفال، والعاطل عن العمل، أن يؤمّن قوت أولاده في ظل ما يواجهه من ظروف النزوح والفقر وانعدام الفرص”، تتساءل الحاجة سليمة في حديثها إلى عنب بلدي.

تشتكي السيدة سليمة عدم قدرتها على تأمين كامل احتياج عائلتها المؤلفة من أبناء ابنها الستة الأيتام، “ممن لا معيل لهم إلا الله”، بحسب ما تقول.

رفعت مديرية الأفران التابعة لحكومة “الإنقاذ” في إدلب شمال غربي سوريا، سعر ربطة الخبز في الأفران غير المدعومة من قبلها إلى خمس ليرات تركية.

وأبلغت المديرية، في 16 من كانون الأول الحالي، أصحاب الأفران غير المدعومة برفع سعر ربطة الخبز (بوزن 650 غرامًا وعدد ثمانية أرغفة) إلى خمس ليرات تركية، بدءًا من 17 من كانون الأول، بحسب ما أفادت به مراسلة عنب بلدي في إدلب.

وأشارت المراسلة إلى أن ربطة الخبز “المدعوم” (1200 غرام بعدد 12 رغيفًا) تُباع في إدلب حاليًا بخمس ليرات تركية.

ولم تصدر “الإنقاذ” بيانًا رسميًا يحدد التسعيرة الجديدة، عبر معرفاتها في مواقع التواصل.

أثر انهيار سعر الليرة التركية

وتسارعت وتيرة انخفاض الليرة التركية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ما انعكس على زيادة أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية في الشمال السوري وأبرزها الخبز والمحروقات.

وتشهد المنطقة بوادر “انهيار اقتصادي”، بالتزامن مع ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، وزيادة ملحوظة في معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية للمدنيين، بحسب بيان لفريق “منسقو استجابة سوريا”.

وفي 23 من تشرين الثاني الماضي، عقد “مجلس الشورى العام” في إدلب اجتماعًا مع وزارة الاقتصاد في حكومة “الإنقاذ”، بحضور القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، ليقرر الحاضرون دعم الحكومة مادة الخبز عبر تقديم الدعم لعدد من الأفراد.

ويشمل الدعم من 35 إلى 40 فرنًا، وتحديد سعر ربطة الخبز بـ2.5 ليرة تركية بوزن 600 غرام، إلى حين انتهاء “الأزمة الاقتصادية”.

ومنذ إعلان هذا القرار، وصل عدد المناطق المشمولة بدعم الخبز من “الإنقاذ” إلى 58 منطقة في الشمال السوري، 35 منطقة منها في إدلب، و13 في ريف حلب، وعشر مناطق على الحدود مع تركيا.

تدعم حكومة “الإنقاذ” الأفران العاملة في المنطقة عن طريق تقديم الطحين وفق المنحى المقدم من قيادة المنطقة، بحسب مدير العلاقات العامة في وزارة الاقتصاد والموارد، حمدو الجاسم.

وتتمثل أبرز المشكلات التي تواجه إنتاج الخبز في الشمال السوري بارتفاع سعر الطحين المستورد وانخفاض قيمة الليرة التركية، بحسب ما قاله الجاسم في وقت سابق لعنب بلدي، إذ إن 90% من الطحين مستورد من تركيا، ولا يجري شراء أو توريد القمح أو الطحين من أي جهة كانت، بما فيها مناطق سيطرة النظام السوري أو مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا.

اقرأ أيضًا: خزان القمح فارغ.. السوريون على أبواب مجاعة


شاركت في إعداد هذا التقرير مراسلة عنب بلدي في إدلب هاديا المنصور




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة