“تجارة دمشق”: أسباب عديدة لا تسمح بتطبيق نظام “الفوترة”

camera iconإحدى صالات "المؤسسة السورية للتجارة" في دمشق- 1 من شباط 2020-(المؤسسة السورية للتجارة)

tag icon ع ع ع

برر عضو في “غرفة تجارة دمشق”، أسباب عدم الالتزام بتطبيق نظام “الفوترة” في سوريا، على الرغم من مطالب مجلس الوزراء في حكومة النظام بالإسراع بتطبيقها في التعاملات التجارية، وتعزيز ثقافة التعامل التجاري بـ”الفوترة”.

وأوضح عضو “غرفة التجارة” (لم تسمِّه)، في حديث إلى صحيفة “البعث” الحكومية، الاثنين 6 من كانون الأول، أن عوائق تطبيق “الفوترة” عديدة، منها التكاليف الكبيرة غير المسجلة رسميًا التي يتكلفها التاجر لاستيراد أي مادة، مشيرًا إلى أن القيم المتفق عليها في القانون تختلف عن القيم الحقيقية التي ترد فيها البضاعة.

كما تعتبر آلية دفع قيمة البضاعة غير الواضحة، والتغيرات التي تطال سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، والبيانات الجمركية غير الدقيقة، أبرز تلك العوائق أيضًا، وفقًا لحديث عضو الغرفة.

واعتبرت صحيفة “البعث” في تقريرها، أن مطالب مجلس الوزراء بشأن الإسراع بتطبيق “الفوترة”، أصبحت “كليشة” تجري في الشهر الأخير من كل عام، وسط وعود حكومية بأن يحمل العام المقبل تطبيقًا كاملًا لـ”الفوترة”.

وفي شباط 2020، قال رئيس مجلس الوزراء السابق، عماد خميس، إن الحكومة “ستطبق نظام (الفوترة والتسعير العادل) مع بداية العام المقبل كحد أقصى”، وسيكون ملزمًا لجميع الفعاليات التجارية، لمكافحة الفساد والمتلاعبين بالأسعار، وتحقيق استقرار في السوق.

وأشار خميس، حينها، إلى أن الحكومة “شكّلت فريقًا مختصًا سيضع خلال شهرين معايير (شفافة) و(عادلة) للتسعير”، وسيقدم رؤية عن كيفية تنفيذ آلية “الفوترة”، وسيقود هذا التطبيق إلى “العدالة الضريبية”، وهو ما لم يُطبّق حتى اليوم.

الصناعيون ملتزمون

من جهته، قال أمين سر “غرفة صناعة دمشق وريفها”، أكرم الحلاق، إن الصناعيين ملتزمون بتقديم فواتير نظامية لمنتجاتهم، خاصة بعد قرار تمويل المستوردات عبر شركات الصرافة المعتمدة رسميًا.

وأوضح الحلاق، في حديث إلى صحيفة “البعث”، أن فاتورة الصناعي تكون بناء على “نموذج للتكلفة” لدى مديريات حماية المستهلك، يوضح تكلفة المادة الأولية ونسبتها المستخدمة في الصناعات، وتشمل إجمالي التكلفة مع تحديد نسب للربح حسب نوع كل منتج.

وينص القانون رقم “8” لحماية المستهلك، على فرض عقوبة غرامة مالية بين 200 ألف و400 ألف ليرة سورية، بحق بائع المفرق الذي يبيع مواد وسلعًا دون حيازته على فواتير لها، أو يمتنع عن إعطاء فاتورة للمستهلك، أو يعطيه فاتورة غير صحيحة.

بينما تصل العقوبة إلى الحبس لمدة شهر على الأقل وغرامة مالية قدرها 400 ألف ليرة سورية، إذا كان البائع يبيع بضاعته بالجملة أو نصف الجملة.

ما هي “الفوترة”

“الفوترة” عبارة عن نظام يلزم الفعاليات التجارية والاقتصادية والخدمية بتقديم فاتورة عن جميع عمليات البيع والشراء، توثق قيمة الخدمة أو السلعة المباعة.

والفاتورة هي وثيقة قانونية إلزامية تحدد طبيعة التعامل التجاري، كما أنها تضمن حق انتقال الملكية للمشتري الذي يعدها له البائع بعد عقد الصفقة، وتكون في عدة نسخ حسب طريقة المؤسسة في التعامل.

ويعد نظام “الفوترة” إحدى الوسائل الفاعلة لمكافحة التهرب الضريبي، لأنها تظهر القيمة الحقيقية للسلعة أو الخدمة المباعة.

وتأتي أهمية الفاتورة بالنسبة إلى البائع، كونها تثبت أن عملية البيع قد تمت، وتبيّن السعر أو المبلغ المستحق من المشتري.

وبالنسبة إلى المشتري، تمكّنه من التحقق من النوعية والكمية المتفق عليها حين تسلّم البضاعة، كما تسمح بالتأكد من صحة الأسعار، وتعتبر حجة لتنفيذ التزامات البائع.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة