مخرج الفيلم يعلن وقف عرضه ويطالب بتشكيل لجنة من الأسرى وعائلاتهم لمناقشته

ما قضية فيلم “أميرة” الذي سحبه الأردن من منافسات “أوسكار”

camera iconصورة ملتقطة من فيلم "أميرة" (تويتر)

tag icon ع ع ع

تواصلت ردود الفعل الرافضة والغاضبة على فيلم “أميرة” السينمائي، الذي اعتبره ناشطون مسيئًا لقضية الأسرى الفلسطينيين، لتعلن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام اليوم، الخميس 9 من كانون الأول، سحب الفيلم من سباق جوائز “أوسكار 2022″، وذلك بعد ساعات على إعلان مخرج الفيلم وقف أي عروض له.

سحب ترشيح “أميرة” لـ”أوسكار”

وقالت الهيئة في بيان نشرته على موقعها الرسمي، “نقدّر قيمة الفيلم الفنية، ونؤمن أنه لا يمسّ بأي شكل من الأشكال بالقضية الفلسطينية ولا بقضية الأسرى، بل على العكس، فإنه يسلّط الضوء على محنتهم ومقاومتهم وكذلك توقهم لحياة كريمة على الرغم من الاحتلال”.
وأوضح البيان أنه “في ظل الجدل الكبير الذي أثاره الفيلم، وتفسيره من طرف البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية، واحترامًا لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم (أميرة) لتمثيل الأردن في جوائز (أوسكار)”.

“أميرة” فيلم روائي طويل، يسلّط الضوء على قصة فتاة اسمها “أميرة”، ولدت عبر نطفة مهربة لوالدها القابع في سجن “مجدو” الإسرائيلي، لتُفاجَأ في فترة لاحقة أن هذه النطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، استبدل العيّنة قبل تسليمها للعائلة.

صُوّر الفيلم بشكل كامل في الأردن عام 2019، وهو للمخرج المصري محمد دياب، وإنتاج مشترك بين الأردن ومصر وفلسطين.

وقف عرض الفيلم

وأصدر المخرج المصري محمد دياب بيانًا باسم أسرة فيلم “أميرة”، جاء فيه، “منذ بداية عرض الفيلم في أيلول 2021 بمهرجان (فينيسيا) الذي تبعه عرضه في العالم العربي بمهرجاني (الجونة) و(قرطاج)، وشاهده آلاف من الجمهور العربي والفلسطيني والعالمي، كان الإجماع دائمًا أن الفيلم يصوّر قضية الأسرى بشكل إيجابي وإنساني وينتقد الاحتلال بوضوح”.

وأضاف أن “الفيلم ينتهي بجملة تظهر على الشاشة تقول (منذ 2012 ولد أكثر من 100 طفل بطريقة تهريب النطف. كل الأطفال تم التأكد من نسبهم. طرق التهريب تظل غامضة)”، مشيرًا إلى أن أسرة الفيلم لم تترك الأمر للتأويل، بل أكدت بهذه الجملة أن الفيلم خيالي، وأن طريقة التهريب الحقيقية غير معروفة، بل إن عمر البطلة في الفيلم 18 عامًا يتنافى منطقيًا مع بداية اللجوء لتهريب النطف في 2012.

بيان أسرة الفيلم أكد أنها تعتبر “الأسرى الفلسطينيين ومشاعرهم أولوية لنا وقضيتنا الرئيسة، لذلك سيتم وقف أي عروض للفيلم، ونطالب بتأسيس لجنة مختصة من قبل الأسرى وعائلاتهم لمشاهدته ومناقشته”.

قضية حساسة

وكانت مؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير الفلسطيني، الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى)، اعتبرت في بيان مشترك أن أحداث الفيلم “تتساوق بشكل مباشر مع رواية الاحتلال، بتجنٍّ كامل على الحقيقة”.

وذكر البيان أن “قضية النطف المُحرّرة، شكّلت على مدار السنوات الماضية أبرز الإنجازات التي تمكّن من خلالها الأسرى من كسر جدار السجن، وصناعة الأمل بالإرادة”، بحسب ما نقلته وكالة “وفا” الرسمية.

وأعربت المؤسسات عن أسفها “من إنتاج هذا الفيلم بهذه الطريقة. كان من الأجدر أن يسلّط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة. في قضية الأسرى ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلًا من اختراع الأكاذيب”.

وزارة الثقافة الفلسطينية قالت إن الفيلم يمسّ بشكل واضح “قضية مهمة من قضايا شعبنا، ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقة لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية”.

وزير الثقافة الفلسطيني، عاطف أبو سيف، قال في بيان، إنه “تم عقد اجتماع قبل أكثر من ثلاثة أسابيع حضرته مكوّنات الحركة الوطنية والأسيرة من أجل تداول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل التصدي للتداعيات السلبية لهذا الفيلم”.

ولفت إلى أن الوزارة “خاطبت نظيرتها الأردنية بهذا الخصوص”، كما تواصلت مع “الهيئة الملكية للأفلام لتوضيح ما يشكّله الفيلم من إساءة ومساس بقضية الأسرى”.

ترشيح لـ”أوسكار”

كانت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام أعلنت في بيان، أن “فيلم (أميرة) خيالي روائي وليس وثائقيًا، واختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث يعود إلى طاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج”.

وأضافت أن “دور الهيئة الملكية للأفلام هو في الإعلان عن فتح باب التقديم للأفلام الطويلة للترشح لجوائز (أوسكار) وتسلّم الأفلام وتنظيم سير العملية، إضافة إلى تشكيل لجنة مستقلة من خبراء معنيين بقطاع المرئي والمسموع”، مشيرة إلى أنه “وقع اختيار اللجنة على فيلم (أميرة) من بين عدد من الأفلام المتقدمة الأخرى”.

واختار الأردن، في 12 من تشرين الثاني الماضي، فيلم “أميرة” كي يمثّله في الدورة الـ94 لجوائز “أوسكار” للتنافس في فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، التي ستعلَن جوائزها في آذار المقبل.

وكان مكتب إعلام الأسرى الذي تديره “حماس” في قطاع غزة، قال إن الفيلم يعكس “مستوى من الهبوط الفكري، والتوظيف السيئ للفن والإعلام، في التعامل مع قضية نطف الأسرى المهربة، وهو يخدم الاحتلال”.

ودعا المكتب، في بيان نقلته وكالة “الأناضول”، إلى “إيقاف بث ونشر الفيلم، الذي يحمل أسلوبًا ورسالة تخدم الاحتلال”، مطالبًا الأردن بـ”سحب ترشيحه للفيلم بالمنافسة على جائزة (أوسكار)، ومحاسبة كل من يقف خلف إنتاجه”.

#اسحبوا_فيلم_أميرة

فلسطينيون ورافضون لفيلم “أميرة” أطلقوا مساء الثلاثاء الماضي، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بسحب الفيلم، وتداولوا على نطاق واسع وسم #اسحبوا_فيلم_أميرة.

وخلال العامين الماضيين، شهد قطاع السينما انفتاحًا ملحوظًا، حيث أخرجت الفلسطينية فرح نابلسي فيلم “الهدية” الذي نال جائزة أفضل فيلم بريطاني قصير، ضمن جوائز أكاديمية الفيلم البريطاني (بافتا)، ووصل مع أربعة أفلام أخرى إلى القائمة القصيرة لترشيحات جوائز “أوسكار” عن فئة الأفلام الأجنبية.

كما ترشح فيلم “غزة مونامور” للأخوين عرب وطرزان ناصر إلى منافسات “أوسكار” عن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وعُرض في مسابقة “آفاق” بمهرجان “البندقية” عام 2020، قبل أن يحصل على جائزة “نيتباك” بوصفه أفضل فيلم آسيوي في مهرجان “تورنتو” العام الحالي وسط إشادات قوية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة