بينهم قياديون معارضون و13 رئيس بلدية

اغتيالات ما بعد “التسوية” تحيّد شخصيات بارزة من الطرفين بدرعا

camera iconمظاهرة بالقرب من الجامع "العمري" في محافظة درعا (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

منذ اتفاق “التسوية” في تموز 2018، الذي أعاد سيطرة النظام على محافظتي درعا والقنيطرة، شهدت المنطقة الجنوبية من سوريا حالة من الفوضى الأمنية، لم تنهِها “التسويات” الأمنية الأخيرة في أيلول الماضي، التي حاول النظام من خلالها الترويج لـ”عودة الأمن إلى المحافظة”.

وطالت عمليات الاغتيال في محافظة درعا منذ انتهاء “التسويات”، عناصر ومقربين من قوات النظام التي عملت على سحب حواجزها وقواتها الأمنية عقب انتهاء “التسوية”، تحت ما أسمته وسائل إعلام النظام “عودة الحياة الطبيعية إلى المحافظة”.

تصفية شخصيات بارزة

آخر ضحايا عمليات الاغتيال بمحافظة درعا هو الشيخ أحمد بقيرات، عضو “اللجنة المركزية” لريف درعا الغربي، وأحد أهم أعضائها المكلفين بالاجتماع والتفاوض مع النظام، ومن أبرز الناشطين فيها، إذ سبق لبقيرات أن شغل منصب قاضٍ في محكمة “دار العدل” بدرعا، وهو أحد أعضاء “هيئة الإصلاح” التي كانت تضم شيوخًا ووجهاء من درعا، قبل سيطرة النظام على المحافظة.

وتعرض بقيرات لمحاولة اغتيال بتفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارته في أيلول 2019، نجا منها دون إصابة.

وتشابهت عملية اغتيال الشيخ أحمد بقيرات مع حادثة اغتيال عضو آخر في “اللجنة المركزية” بريف درعا الغربي، والقاضي السابق بمحكمة “دار العدل” في حوران، الشيخ محمود البنات، الذي قُتل على أيدي مجهولين غربي محافظة درعا.

وسبق للشيخ محمود أن نجا أيضًا من محاولة اغتيال نفذها مجهولون، في 16 من تموز 2019، أدت إلى إصابته في قدميه، وسبقها في الشهر ذاته اغتيال مجهولين القيادي السابق بفصائل المعارضة في مدينة جاسم محمد جباوي، الملقب بـ”الطويل”.

وفي أيلول 2020، اغتيل عضو “اللجنة المركزية”، الذي كان يشغل منصب قاضٍ في محكمة “دار العدل”، “أبو البراء الجلم”، وقال حينها الشيخ وعضو “اللجنة المركزية” فيصل أبا زيد، في منشور على صفحته الشخصية، إن “اللجنة الأمنية” بقيادة اللواء حسام لوقا هي من قتلت الجلم.

وفي حديث إلى عنب بلدي، قال قيادي سابق بفصائل المعارضة في درعا، إن “الطويل” و”أبو البراء الجلم”، كانا من أهم الشخصيات المفاوضة للنظام في مدينة جاسم بـ”جرأة كان وفد النظام دائمًا ما يبدي انزعاجه منها”.

وفي تشرين الأول 2020، اغتال مجهولون القيادي أدهم الكراد في أثناء عودته من اجتماع مع قيادات النظام بدمشق، عبر تفجير عبوة ناسفة، نتج عنه مقتله مع أربعة أشخاص كانوا برفقته.

وشغل الكراد، الملقب بـ“أبو قصي”، منصب قائد “كتيبة الهندسة والصواريخ”، وكان أحد قادة غرفة عمليات “البنيان المرصوص” في الجبهة الجنوبية، في أثناء سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة الجنوبية قبل تموز 2018، ثم شارك كعضو في لجنة “التسوية”.

كما يعتبر عضو “اللجنة المركزية” في درعا “أبو مرشد البردان”، من أبرز الذين قُتلوا بعمليات اغتيال في درعا، إذ اعترض مجهولون وفدًا لـ”اللجنة المركزية” على طريق المزيريب- العجمي، في 28 من أيار 2020، ما أدى إلى مقتل أربعة مرافقين وإصابة “البردان” بجروح خطيرة.

 عمليات استهدفت شخصيات تابعة للنظام

بحسب رصد عنب بلدي لعمليات الاغتيال في محافظة درعا منذ “تسوية” عام 2018، فإن 13 رئيس بلدية تابعين للنظام السوري قُتلوا خلال عمليات متفرقة منذ سيطرة النظام على درعا عام 2018، وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير.

وكان آخر هذه العمليات، اغتيال مجهولين، في 9 من كانون الثاني الماضي، نائب رئيس المجلس البلدي في مدينة إنخل شمالي درعا، مأمون الجباوي، عبر اقتحام مكان عمله في المجلس البلدي، واستهدافه بالرصاص المباشر.

كما قُتل مسؤول الفرقة الحزبية التابعة لحزب “البعث” الحاكم، محمد أبو حوية، في مدينة الصنمين شمالي المحافظة عبر استهدافه من قبل مجهولين، وسبقه مقتل رئيس بلدية عتمان، فيصل علوه، المقرب من النظام السوري.

ومع بداية العام الحالي، أطلق مجهولون النار على رئيس بلدية ناحتة شرقي درعا، ممدوح المفعلاني، ما أدى إلى مقتله على الفور.

كما قُتل المهندس عبد السلام الهيمد، رئيس مجلس مدينة الصنمين، إضافة إلى رئيس بلدية إيب، فضل جاد الله المصلح، بين آب وتشرين الثاني من عام 2020، سبقه عام 2019، مقتل رئيس بلدية المزيريب، أحمد النابلسي، ورئيس بلدية جلين، محمد العمران، إضافة إلى رئيس بلدية اليادودة، أحمد المنجر، ورئيس بلدية المسيفرة، عبد الإله الزعبي، من قبل مجهولين.

وتعتبر عمليات الاغتيال والتصفية في درعا متبادلة وشبه يومية، إذ يعمل سكان المنطقة على استهداف عناصر في قوات النظام كرد فعل على استهداف سكان المنطقة بعمليات اغتيال، في حين يعمل النظام ضمن سياسة العقاب الجماعي بقصف الأحياء السكنية واستهداف المدنيين.

وفي 29 من تشرين الثاني الماضي، استهدفت قوات النظام بقذائف المدفعية الثقيلة مدينة نوى بريف درعا الغربي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وجرح أكثر من عشرة آخرين، بعد ساعات من استهداف سيارة عسكرية تسبب بمقتل ثلاثة من عناصر قوات النظام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة