“12 قاعدة للحياة”.. الأهداف النبيلة تحتاج إلى تضحية

tag icon ع ع ع

أشخاص كُثر يرغبون في إيجاد منهج واضح في كتاب أو أبحاث معيّنة يتبعونها، للوصول إلى معرفة طريقة التعامل مع مشكلة ما قد تواجههم في حياتهم اليومية، يتضمّن هذا المنهج مكوّنات ذات أطوار ومهام وأساليب وأدوات معيّنة، لذلك يقدم عالم النفس السريري الكندي جوردن بيترسون، في كتابه “12 قاعدة للحياة”، للقرّاء “حقائق” ترتبط بالطبيعة البشرية وكيفية فهمها.

الفصل الأول في الكتاب يحمل اسم “الوصول إلى قمة التسلسل الهرمي”، تشير فكرة هذا الفصل إلى أن الأفراد الذين يعانون الاكتئاب، ولا يجدون أي جدوى أو هدف نبيل في حياتهم، غالبًا ما تنخفض أو تنعدم لديهم روح المنافسة مع أقرانهم في المدرسة أو الزملاء في العمل، بالإضافة إلى وجود مشكلات سلوكية في شخصياتهم تمنعهم من الانخراط في محيطهم الاجتماعي، ينعكس ذلك على مظهرهم الخارجي ومشاعرهم المعنوية.

أما الذين يقفون على قمة التسلسل الهرمي، فيجيدون التسويق لأنفسهم وجذب الأنظار إليهم بطرق مختلفة، ويحاول هذا الفصل إيجاد الأساليب التي تساعد الأفراد على الوصول إلى قمة التسلسل الهرمي، من أجل أن يعطوا انطباعًا عن ثقتهم بأنفسهم وتفوقهم، من خلال المحافظة على هيئة جسدية ونفسية سليمة.

على الرغم من تفوق بعض الأشخاص في مجال دراستهم أو عملهم، فإنهم يقعون في أزمات مالية، خاصة مع انخفاض مستوى الإنتاج لديهم في الدراسة أو العمل، وسبب ذلك، من وجهة نظر بيترسون، يعود إلى أن الفرد يسلك سلوكيات ضمن ظروف اجتماعية معيّنة قد تحيده عن المحافظة على التوازن في رصيده المالي والوصول إلى أهدافه الأكاديمية أو المهنية، مثل إدمان الكحوليات أو المخدرات أو زيارة الملاهي الليلية أو الإسراف في تناول الطعام، بالإضافة إلى وجود الصحبة السيئة التي تعزز بدورها هذه السلوكيات، أو طبيعة الشخص نفسه التي تميل إلى الإدمان على هذه الحالة السيئة.

والطريقة الأمثل لحل هذه المشكلة، وفق عالم النفس السريري، هي نقد الذات والاعتراف بوجود مشكلة وعلاجها بمساعدة المختصين، وعدم مقارنة الفرد ببقية أقرانه أو زملائه، كون لكل شخص ظروفه الاجتماعية والنفسية التي يعيش فيها، والتركيز على مقارنة ما هو عليه الآن بما كان يعيشه في فترات ماضية، وتحسين وضعه المالي، والنفسي، والمهني، والاجتماعي من أجل اكتساب مزيد من الإنجازات، وفي نفس الوقت تعزيز مبادئه وقيمه الأخلاقية من أجل تهذيب النفس.

ويجب على الفرد تحمّل مسؤولية حياته، والابتعاد عن الأفكار السوداوية والتذمر حيال التحديات التي قد تواجهه، لأن تحقيق الأهداف النبيلة يتطلب التضحية والالتزام وترويض النفس.

قد تكون كتب التنمية البشرية التي تحاول حل المشكلات من خلال قواعد معيّنة مصدرًا لبعض الأفراد لإيجاد حياة أفضل لهم، إلا أن النظريات والمبادئ الموجودة داخل هذه الكتب، رغم أنها شُرحت من قبل مختصين، فإنها تبقى ضمن الأفكار النظرية، إذا لم تُدعم بالخبرة الحياتية الخاصة بالفرد، فلا يوجد كتاب واحد للتنمية البشرية يمنح الناس الحياة الأفضل على طبق من ذهب، بل إنها تعتبر مجرد عوامل مساعدة للوصول إلى مفهوم الحياة الأفضل بطريقة عملية.

الاعتماد الكلي على كتب التنمية البشرية، من أجل إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات الحياة، دون التطبيق الفعلي للمبادئ التي تحملها هذه الكتب مع التجارب الشخصية المكتسبة، هو مجرد وهم الوصول إلى ما يرغب به الفرد.

كما لا توجد حياة جيدة واحدة تشمل رغبات جميع البشر، إنما هذا المفهوم يعتبر نسبيًا، يختلف من شخص لآخر، وتعتبر التجربة الشخصية هي الركيزة الأساسية لوصول الفرد إلى النسخة الجيدة من حياته التي يرغب بالعيش فيها، لأن الإنسان هو نتاج خبراته.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة